🔴جواز نقل روایت به معنی از نظر شهید ثانی
🔸(و من لا يعلم مقاصد الألفاظ و ما يحيل معانيها) و مقادير التفاوت بينها (لم) يجز له أن (یرو) يَ الحديث (بالمعنی) بل يقتصر على رواية ما سمعه باللفظ الذي سمعه، بغیر خلاف.
🔸(ف) أما (إن علم بذلك (جاز) له الرواية بالمعنى، على أصح القولين؛ لأن ذلك هو الذي تشهد به أحوال الصحابة و السلف الأولين، و كثيرا ما كانوا ينقلون معنى واحدة في أمر واحد بألفاظ مختلفة، وما ذاك إلا لأن معولهم كان على المعنى دون اللفظ؛ ولأنه يجوز التعبير بالعجمية للعجمي فبالعربي أولى.
🔹و في صحيحة محمد بن مسلم قال، قل لأبي عبد الله : أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص؟ قال: «إن كنت تريد معانیه فلا بأس».
🔹و عن داود بن فرقد قال، قلت لأبي عبد الله : إني أسمع الكلام منك فأريد أن أرويه كما سمعته منك فلا يجي. قال: «فتتعمد ذلك؟» قلت: لا، فقال: «تريد المعاني» قلت: نعم، قال: «فلا بأس».
🔹و في خبر آخر عنه (ع) حين سئل: أسمع الحديث منك فلعلّي لا أرویه کما سمعته؟ فقال: «إذا حفظت الصلب منه فلا بأس، إنما هو بمنزلة تعالَ، هلمّ، و اقعد، و اجلس»؟
🔸و قيل : إنما تجوز الرواية بالمعنى (في غير الحديث النبوي)؛ لأنه أفصح من تطق بالضاد، وفي تراكيبه أسرار و دقائق لا يوقف عليها إلا بها كما هي؛ فإن لكل تركيب من التراكيب معنئ بحسب الفضل والوصل و التقديم و التأخير، لو لم يراع لذهب مقاصدها، بل لكل كلمة مع صاحبتها خاصية مستقلة، كالتخصيص و الاهتمام و غيرهما، وكذا الألفاظ التي ترى مشتركة أو مترادفة إذا وضع كل موضع الآخر فات المعنى الذي قصد به، ومن ثم قال: «نضر الله عبدأ سمع مقالتي فحفظها و وعاها، و أدّاها كما سمِعها. فرب حامل فقهٍ غير فقیه، و رب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه»؛
🔸و لا ريب أنه أولى، و إن كان الأصحّ الأول؛ عملا بتلك النصوص. و هذه المحذوراث تندفع بما شرطناه، وإن بقي مزايا لا يفوت معها الغرض الذاتي من الحديث.
🔸و هذا كله في غيرالمصنفات (والمصنفات لا تغير) أصلا، وإن كان بمعناه؛ لأنه يخرج بالتغيير عن وضعه و مقصود مصنفه؛ ولأن الرواية بالمعنی رخص فيها؛ لما في الجمود على الألفاظ من الحرج، و ذلك غير موجود في المصنفات المدونة في الأوراق.
🔸(و) ينبغي أن (يقول عقيب) الحديث (المروي بالمعنى، والمشكوك فيه) هل وقع باللفظ أو المعني: («أو كما قال») ونحوه من الألفاظ الدالة على المقصود؛ لما فيه من التحرز من الزلل، من حيث اشتمال الرواية بالمعنى على الخطر، وقد روي فعل ذلك من الصحابة عن ابن مسعود، وأبي الدرداء، وأنس (رضي الله عنهم).
📚شهید ثانی، الرعایه لحال البدایه، موسوعه شهید ثانی ج2 ص479
#رجال #درایه #علم_الحدیث
@almorsalaat