📝 مطلب سی و یکم
اما التلاوة فقد كان يتلو كتاب الله تعالى آناء الليل، واطراف النهار.
ومع ذلك فقد استمهل الاعداء ليلة عاشوراء لأمور فاتح احدها التلاوة: فقد اهتدى بسماع تلاوته ومناجاته ثلاثون رجلا في تلك الليلة، وعبروا اليه من عسكر ابن سعد، واستشهدوا بين يديه، وتلا القران الكريم في يوم عاشوراء في مقامات خاصة: احداها حين وقف لولده قبالة القوم، وقد دامت تلاوته الى حين رفع رأسه على الرمح، فسمعت منه سورة الكهف.
📝 مطلب سی و دوم
واما الذكر: فإن جميع حالاته وافعاله واقواله وحركاته وسكناته من عصر تاسوعاء الى عصر عاشوراء كانت ذكرا لله تعالى، وتذكراً للميثاق، وتعاهداً له، حتى أدى أمانته، ولم ينشغل بشيء من اللوازم البشرية والجسدية حتى أكل الطعام، هذا مع انه كان رطب اللسان دائما بالذكر حتى حين يبس لسانه
📝 مطلب سی و سوم
وأما الدعاء: فقد اشتغل به من اول الليل، وهو احد الامور التي استمهل الاعداء لاجلها ليلة عاشوراء، فاشتغل به في تلك الليلة الى الصباح.
ودعا اول الصبح بقوله: " اللهم انت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وانت لي في كل امر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، انزلته بك وشكوته اليك، رغبة مني اليك عمن سوال، ففرجته " ثم كان اخر دعاء دعا به وهو طريح:" اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت - والذي مرّ ذكره آنفا.