عنوان: مسالة مهدي المنتظر برؤیة حضاریة الفصل الأول: مناهج دراسة مسألة «المهدي» اشارة مناهج دراسة مسألة «المهدي» الإنسان موجود ينشد الكمال فطرياً، وهكذا المجتمع الإنساني، وهذه حقيقة تؤكد عليها الشرائع السماوية والمدارس الفكرية والفلسفية، أللهم إلا أصحاب الاتجاهات التشاؤمية، وقليل ماهم. انطلاقاً من هذه الفطرة تطلعت البشرية دوماً إلى يوم موعود... يوم تحقق الآمال، وسيادة العدل، وزوال ألوان الظلم. التطلع لمثل هذا اليوم شكّل ركناً من أركان الشرائع السماوية باعتبارها دين فطرة الله. كما انعكس التطلع لهذا اليوم الغيبي على أشدّ المدارس الأرضية رفضاً للغيب مثل المادية الجدلية التي آمنت بيوم موعود تزول فيه كل ألوان الصراع القائم على ظهر الأرض، ويسود فيه الوئام والسلام. مسألة «المهدي» في الإسلام تجسيد لهذا التطلع الفطري. وهي إضافة إلى كونها عقيدة تلبي حاجة إيمانية فطرية في الإنسان - ذات آثار عملية على مسيرة المجموعة المسلمة. - في مرحلة النضال من أجل استلام زمام أمور خلافتها في الأرض. -وفي مرحلة تسلّم أعباء الأمانة الكبرى وممارسة أمور الاستخلاف. في هذه المقدمة نستعرض الطرق التي سلكها الباحثون في دراسة مسألة «المهدي» في الإسلام لنتبين طريقة الأستاذ الشهيد مطهري لدراسة المسألة في هذا الكتاب. سلك الباحثون في مسألة المهدي ثلاث طرق: ۱ - دراستها على مستوى النصوص (المأثور من السنة إلى جانب بعض آيات القرآن الكريم). ۲ - دراستها من وجهة النظر العقلية والعلمية. ۳ - دراستها على ضوء فلسفة التاريخ ومستقبل المسيرة البشرية. ---------- المصدر:مفاهیم اسلامیة برؤیة حضاریةلمحمدعلی آذرشب ص۱۰