العنوان: حقیقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر الموضوع: بطون قريش و أنصارها يستولون عمليا على مقاليد الدولة الإسلامية قبل فتح مكة كانت الفئة المؤمنة الصادقة أقلية وسط‍‌ أغلبية ساحقة من المشركين و المنافقين و المرتزقة من الأعراب. و بعد فتح مكة و دخول العرب بالإسلام بقيت الفئة المؤمنة الصادقة أقلية أيضا وسط‍‌ أكثرية ساحقة من المنافقين و المرتزقة من الأعراب و حديثي الدخول بالإسلام الذين يجهلون تاريخه و رجاله. و في الحالتين كان وجود النبي كقيادة إسلامية، و التفاف الفئة المؤمنة الصادقة حوله الضمانة الوحيدة لنقاء الحكم الإسلامي و بقائه. و هنا يكمن سر تركيز النبي المكثف على من يخلفه. لقد أدركت بطون قريش هذه الناحية، و رأت أن استغلالها هي الطريق الوحيد للوصول إلى الملك، و فصل السلطان عن الإسلام، لذلك استغلت هذه البطون سماحة الإسلام و عدالته، و جمعت حولها كافة العناصر التي اشتركت بمقاومة النبي و محاربته سابقا، و انصب هدفها على عزل الفئة المؤمنة عن المجتمع، و تهميشها تماما و دس الوقيعة بين رموزها، و استعمال الكثرة الساحقة، كطريق فرد للاستيلاء على الدولة الإسلامية. و التفرد بالملك الذي تمخضت عنه النبوة!! و كمرحلة أولى رأت البطون أن تسند رئاسة الدولة لرموز إسلامية مقبولة و معروفة «الخليفة الرمز» على أن تكون بطانته، و قادة جنده و عمال ولايته و أهل الحل و العقد عنده، و بعد أن تضرب جذور البطون في الأرض تلغي فكرة الخليفة الرمز و تستولي علنا و رسميا على كافة مقاليد الدولة الإسلامية، و تفرض على الناس مناهجها التربوية و التعليمية، و خلال هذه المدة تمنع روايةالحديث النبوي و كتابته، حتى تطمس كلّ‌ ما يذكر الناس بالحقيقة و بالشرعية السياسية الإلهية. و سواء في عهد الخليفة الرمز، أو عندما استولت البطون على مقاليد الدولة، كانت الفئة المؤمنة مهمشة تماما. و راجت قناعة بأن أفرادها لا يصلحون للقيادة، و غير موالين لدولة البطون و متحفزين لشق عصا الطاعة، و مفارقة الجماعة!! و من مصلحة الإسلام و المسلمين، و من دواعي استقرار الدولة أن تبقى هذه الفئة تحت الرقابة المباشرة للخليفة الرمز و بطانته، و أن لا يتولى أفرادها أي مصلحة من المصالح العامة، بمعنى أن الفئة المؤمنة عمليا تحت الإقامة الجبرية، فنادرا ما يأذن الخليفة لأحد من أفرادها بمغادرة العاصمة إلى الأقاليم البعيدة عن إشرافه المباشر. و لأن الخليفة عادل فقد كان يغدق على الشخصيات البارزة من أفراد هذه الفئة المؤمنة الأموال الطائلة من بيت مال المسلمين تأليفا لقلوبها، و اتقاء لخطرها و طمعا باستقرار الدولة، حتى صارت تلك الشخصيات من أصحاب الملايين في مجتمع أكثريته الساحقة جائعة و محتاجة!!. المصدر: حقیقة الانتظار بالامام المهدي المنتظرلأحمد حسین یعقوب الاردني ص۲۷