العنوان: المهدویة والمجتمع الانساني الموضوع: أصالة القوى الفكرية والاخلاقية: قوة الإقناع الفكري، أي قوة الاستدلال والبرهان، لها أصالتها في الموجود الإنساني، وبعبارة أخرى: الضمير البشري - سواء من الناحية الفكرية، أو من حيث النزوع نحو السمو الانساني - قوة أصيلة تتحكم أحياناً في المتطلبات المادية. # المثلث الهيغلي: مثلث الديالكتيك (الأطروحة والطباق والتركيب) بشكله الهيغلي الماركسي لا ينطبق على التاريخ ولا على الطبيعة. حلقات التاريخ ليست سلسلة من الأضداد المنبثقة بعضها من بعض. كما أن الطبيعة لا تسير عبر هذا المثلث. هذا المثلث يقوم على أساس تبدلين وتركيب واحد، أي تبدل الشيء إلى ضده، وهذا الضد إلى ضده، ثم يحدث التركيب في المرحلة الثالثة. وما يحدث في الطبيعة إما أن يكون تركيباً للأضداد دونما تبدل، أو تبدلا للأضداد دونما تركيب، أو أن يكون تكاملا خالياً من تركيب الأضداد وتبدلها ، فتفاعل الاوكسجين والهيدروجين تركيب ليس فيه تبدل، أي لم يتبدل احد العنصرين إلى العنصر الآخر.. ويحدث أحيانا أن تتدخل الطبيعة في إيجاد حالة تعادل بين ظاهرتين متناقضتين. وفي مثل هذه الحالة يحدث تبدل ليس معه تركيب وتكامل. جدير بنا إن نقول للمغرمين بألفاظ المثلث الهيغلي وبلفظة الديالكتيك: إننا نستطيع أن نطلق على أحد الموجودين المتفاعلين اسم «الأطروحة» وعلى الآخر اسم «الطباق»، وكذلك على حالة التعادل بين الظاهرتين المتناقضتين اسم «التركيب». كما نستطيع أيضا أن نطلق على كل فكرة تقوم على أساس الحركة والتناقض اسم «الفكر الديالكتيكي» ولو أن هذا الفكر يفتقد العنصر الأساسي الذي امتازت به الماركسية. لكنه ينبغي الالتفات إلى أن اطلاق هذه الألفاظ هو اصطلاحي محض قد تدفعنا اليه رغبة شخصية لا أكثر. المصدر: مفاهیم اسلامیة برؤیة حضاریة لمحمدعلي آذرشب ص۵۶