عادة لمّا يريد قرّاء المنبر أن يبيّنوا عظمة واقعة كربلاء يلجؤون إلى بيان جانبها المأساوي ومدى الظلم الذي جرى فيها، فيسعون جاهدين للعثور على جوانب مفجعة فيها، بل قد يفتعلون بعض الحكايات من أنفسهم!.. كلّ ذلك في سبيل تقوية جانب المأساة في الواقعة!
في حين يجب أن نسأل أنفسنا أن عِظَم كربلاء يكمن في أي بُعد من أبعادها؟ هل هي عظيمة لأنها فاجعة كبرى؟
أقول: لا شك أنها فاجعة ومأساة قليلة النظير لكن لعلّ هناك وقائع كثيرة كانت أفجع من كربلاء. إنّ عظمة كربلاء يعود إلى وجود سيد الشهداء (ع) وأصحابه لا بسبب وجود ابن زياد وابن سعد وأتباعهما وأشياعهما. فالعظمة هنا عظمة السعادة لا عظمة الشقاء.
إنّ كربلاء هي معرض للروحانية والمعنوية والأخلاق والإنسانية أكثر مما هي معرض للشقاء والسوء وتجلّي مساوئ البشر. لكن قلّما يلتفت أهل المنبر إلى هذا الجانب.
بعبارة أخرى يجب أن ننظر من هذه الزاوية بأن أبطال هذه الواقعة هم أبو عبد الله الحسين (ع) وأبو الفضل (ع) وزينب (س)، وليس الشمر وسنان.
✍️ المفكر الشهيد المطهري، الملحمة الحسينية.