۵) اِرْتَفَعَتْ عِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقینَ صِفاتُ قُدْرَتِکَ، وَعَلا عَنْ ذلِکَ کِبْرِیاءُ عَظَمَتِکَ، لایَنْقُصُ ما أَرَدْتَ أَنْ یَزْدادَ، وَلایَزْدادُ ما أَرَدْتَ أَنْ یَنْقُصَ، لا أَحَدَ حَضَرَکَ حینَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ، کَلَّتِ الْأَوْهامُ عَنْ تَفْسیرِ صِفَتِکَ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ کُنْهِ عَظَمَتِکَ، وَکَیْفَ تُوْصَفُ وَأَنْتَ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ، اَلَّذی لَمْ تَزَلْ أَزَلِیّاً دائِماً فِی الْغُیُوبِ وَحْدَکَ لَیْسَ فیها غَیْرُکَ وَلَمْ یَکُنْ لَها سِواکَ. ۶) حارَ فی مَلَکُوتِکَ عَمیقاتُ مَذاهِبِ التَّفْکیرِ، فَتَواضَعَتِ الْمُلُوکُ لِهَیْبَتِکَ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذُلِّ الْإِسْتِکانَةِ لَکَ، وَانْقادَ کُلُّ شَیْ ءٍ لِعَظَمَتِکَ، وَاسْتَسْلَمَ کُلُّ شَیْ ءٍ لِقُدْرَتِکَ، وَخَضَعَتْ لَکَ الرِّقابُ، وَ کَلَّ دُونَ ذلِکَ تَحْبیرُ اللُّغاتِ، وَضَلَّ هُنالِکَ التَّدْبیرُ فی تَصاریفِ الصِّفاتِ، فَمَنْ تَفَکَّرَ فی ذلِکَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَیْهِ حَسیراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوراً، وَتَفَکُّرُهُ مُتَحَیِّراً. ۷) أَللَّهُمَّ فَلَکَ الْحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَوالِیاً مُتَّسِقاً مُسْتَوْثِقاً، یَدُومُ وَلایَبیدُ غَیْرَ مَفْقُودٍ فِی الْمَلَکُوتِ، وَلا مَطْمُوسٍ فِی الْمَعالِمِ، وَلا مُنْتَقِصٍ فِی الْعِرْفانِ، وَلَکَ الْحَمْدُ ما لاتُحْصى مَکارِمُهُ فِی اللَّیْلِ إِذا أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ، وَفِی الْبَراری وَالْبِحارِ، وَالْغُدُوِّ وَالْآصالِ، وَالْعَشِیِّ وَالْإِبْکارِ، وَفِی الظَّهائِرِ وَالْأَسْحارِ. ۸) أللَّهُمَّ بِتَوْفیقِکَ قَدْ أَحْضَرْتَنِی الرَّغْبَةَ، وَجَعَلْتَنی مِنْکَ فی وِلایَةِ الْعِصْمَةِ لَمْ أَبْرَحْ فی سُبُوغِ نَعْمائِکَ، وَتَتابُعِ آلائِکَ مَحْفُوظاً لَکَ فِی الْمَنْعَةِ وَالدِّفاعِ مَحُوطاً بِکَ فی مَثْوایَ وَمُنْقَلَبی، وَلَمْ تُکَلِّفْنی فَوْقَ طاقَتی، إِذْ لَمْ تَرْضَ مِنّی إِلّا طاعَتی، وَلَیْسَ شُکْری وَ إِنْ أَبْلَغْتُ فِی الْمَقالِ وَبالَغْتُ فِی الْفِعالِ بِبالِغِ أَداءِ حَقِّکَ، وَلا مُکافِیاً لِفَضْلِکَ