خطبه عربی رهبر معظم انقلاب(۲۷ دی ۹۸) ✅ بخش اول: بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمدلله ربّ العالمین و صلّى الله على محمّد و آله الطّاهرین و صحبه المنتجبین.  أودّ فی هذه البرهة الحساسة من تاریخ هذه المنطقة أن یکون لی معکم أیها الإخوة العرب مختصَرٌ من الحدیث.  فی هذه الأیام استشهد قائدٌ إیرانی کبیرٌ و شجاعٌ و مجاهدٌ عراقی طافحٌ بروح التضحیة و الإخلاص بأذرعٍ عسکریة أمریکیة و بأمر الرّئیس الإرهابی الأمریکی. هذه الجریمة لم تُرتکب فی میدان المواجهة، بل جرت بصورة جبانة لئیمة.  القائد سلیمانی کان ذلک الرّجل الذّی یقتحم الخطوط الأمامیة و یقاتل بشجاعة نادرة فی أخطرِ المواقع، و کان العاملَ الفاعل فی دحر عناصر داعش الإرهابیة و نظائرها فی سوریة و العراق.  الأمریکیون لم یجرأوا أن یواجهوه فی ساحات القتال فعمدوا إلى الهجوم علیه بنذالة من الجوّ حین کان بدعوة من حکومة العراق فی مطار بغداد و أراقوا دَمَه الطاهر هو و رفاقه، و بذلک امتزج دم أبناء إیران و العراق مرةَ أخرى فی سبیل الله سبحانه و تعالى.  الحرس الإیرانی دَکّ بضربة مقابلة أوّلیة صاروخیة القاعدة الأمریکیة و سحق أُبّهة و غطرسة تلک الدولة الظالمة المتکبرة و یبقى جزاؤها الأساسی و هو خروجها من المنطقة.  الشعب الإیرانی فی مسیرات بعشرات الملایین شیّعوا الشهداء فی مختلف المدن بتودیع منقطع النظیر، والشعب العراقی فی مدن عدیدة شیّعوهم بفائق التکریم و الاحترام، کما أعربت شعوبٌ فی بلدان متعددة عن مواساتها فی اجتماعات صاخبة.  إنّ مساعی مغرضةً هائلة بُذلت لخلق نظرةٍ سلبیة بین الشعبین الإیرانی و العراقی. لقد أُنفقت أموال ضخمة و جُنّدَ أفرادٌ لا یشعرون بالمسؤولیة فی إیران ضدّ الشعب العراقی، والساحة العراقیةٌ شهِدَت ضخّاً إعلامیا شیطانیاً ضدّ الشعب الإیرانی، غیر أنّ هذه الشهادة الکبرى قد أحبَطَت کلّ هذه المساعی الشیطانیة والوساوس الخبیثة.  ما أرید أن أقوله لکم هو أنّ القدرة الإسلامیة، قدرتنا و قدرتَکم تستطیع أن تتغلّب على ما تحیط القوى المادیة نفسها به من هیبةٍ ظاهریة خادعة. القوى الغربیة بالاعتماد على العلم والتقانة، وبالسلاح العسکری، والإعلام الکاذب والأسالیب السیاسیة الماکرة استطاعت أن تهیمن على بلدان المنطقة، و متى ما اضطرّت إلى الجلاء من بلد على إثر نهضة شعبیة، فإنّها لا تکفّ قدر ما تستطیع عن التآمر و الاختراق التجسّسی والسیطرة السیاسیة والاقتصادیة، و زرعت الغدة السرطانیة الصهیونیة فی قلب بلدان غرب آسیا و عَمَدَت إلى وضع بلدان المنطقه فی تهدیدٍ مستمر.  بعد انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران نزلت بالکیان الصهیونی ضرباتٌ شدیدة سیاسیة و عسکریة، و أعقب ذلک سلسلة من الهزائم للاستکبار و على رأسه أمریکا من العراق و سوریا و مروراً بغزّة و لبنان و حتّى الیمن و أفغانستان.