خطبه عربی رهبر معظم انقلاب(۲۷ دی ۹۸) ✅بخش دوم: ... إعلام العدو یتّهم إیران بإثارة حروبٍ بالنیابة، و هذه فریةٌ کبرى، فشعوب المنطقة قد استیقظت، و قدرةُ إیران فی مقاومتها الطّویلة أمام خُبثِ أمریکا قد ترکت أثرها فی الجوّ العام للمنطقة و فی معنویات الشعوب. مصیر المنطقة یتوقّف على التّحرّرِ من الهیمنة الاسکباریة الأمریکیة وتحریر فلسطین من سیطرة الصهاینةِ الأجانب.  کلّ الشعوب تتحمّل مسؤولیة الوصولِ إلى تحقیق هذا الهدف. على العالم الإسلامی أن یزیل عوامل التفرقة. وحدة علماء الدّین قادرة على أن تکتشف أسلوبَ الحیاة الإسلامیة الجدیدة. و تعاون جامعاتنا من شأنه أن یرتقی بالعلم و التقانة، و بذلک تستطیع أن تضع أساس الحضارة الجدیدة. والتّنسیقُ بین وسائل إعلامنا بإمکانه أن یصلح جذورَ الثقافة العامّة. والتلاحم بین قُوانا العسکریة سیبعدُ المنطقة کلّها من الحروب والعدوان. والارتباطُ بین أسواقنا سیحرّر اقتصادَ بلداننا من سیطرة الشرکات الناهبة. و تبادل الزِیارات بین شعوبنا سیقرّبُ القلوبَ و الأفکار، و یخلقُ روحَ الوحدة و المودّة بینها. أعداؤنا و أعداؤکم یریدون أن یحققوا تقدمَهم الاقتصادی على حساب ثرواتِ بلدانِنا، وأن یبنوا عِزَّتَهم على حساب ذُلِّ شعوبنا، و یسجّلوا تفوُّقَهم بثمنِ تفرّقنا. یریدون إبادَتَنا على أیدینا. أمریکا تستهدفُ أن تجعلَ فلسطین دونما قدرةِ على الدفاع أمام الصهاینةِ الظالمین المجرمین، و أن تجعل سوریا و لبنان تحت سیطرة الحکومات التابعة لها و العمیلة، و تریدُ العراقَ و ثرواتهِ النفطیةَ بأجمعها مِلکاً لها. و لتحقیق هذا الهدفِ المشؤومِ لا تتوانى عن ارتکاب الظلمِ و العدوان. الامتحانُ العسیر الذین مرّت به سوریا والفِتنُ المتوالیةُ فی لبنان، والأعمالُ الاستفزازیةُ والتخریبیةُ المستمرةَ فی العراق نماذجُ لذلک.  الاغتیالُ الصریحُ لأبې مهدی القائدِ الشجاع للحشدِ الشعبی و قائد الحرس الکبیر سلیمانی نماذجُ نادرةٌ لهذه الفتن فی العراق. هؤلاء یریدون أن یحقّقوا أهدافهم الخبیثة فی العراق عن طریق إثارة الفتن والحروب الداخلیة و بالتالی تقسیم العراق و حذف القوى المؤمنة والمناضلة والمجاهدة الوطنیة. وکنموذج لوقاحتهم فإنهم إذ یلوّحون بأنهم حماة الدیمقراطیة یصرّحون بکل وقاحة وصلافة، بعد أن صادق برلمان العراق على إخراجهم، أنّهم جاءوا إلى العراق لیبقوا فیه و لن یغادروه.  العالم الإسلامی لا بدّ أن یفتح صفحة جدیدة. الضمائر الیقظة والقلوب المؤمنة یجب أن تُحیی الثقة بالنفس فی الشعوب، و على الجمیع أن یعلموا أن طریق نجاة الشعوب هو فی التدبیر والاستقامة و عدم الرهبة من العدو.  أسأل الله سبحانه و تعالى أن یشملَ الشعوبَ المسلمة برحمته و نصرته إنه تعالى سمیع مجیب. @arabiforall