🔴 مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل ج ۱۱، ص ۲۲۱ اَلْبِحَارُ ، عَنْ مَجْمُوعِ اَلدَّعَوَاتِ اَلْمَنْسُوبِ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى اَلتَّلَّعُكْبَرِيِّ قَالَ قَالَ نَوْفٌ اَلْبِكَالِيُّ : رَأَيْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ مُوَلِّياً مُبَادِراً فَقُلْتُ أَيْنَ تُرِيدُ يَا مَوْلاَيَ فَقَالَ دَعْنِي يَا نَوْفُ إِنَّ آمَالِي تُقَدِّمُنِي فِي اَلْمَحْبُوبِ فَقُلْتُ يَا مَوْلاَيَ وَ مَا آمَالُكَ فَقَالَ قَدْ عَلِمَهَا اَلْمَأْمُولُ وَ اِسْتَغْنَيْتُ عَنْ تَبْيِينِهَا لِغَيْرِهِ وَ كَفَى بِالْعَبْدِ أَدَباً أَنْ لاَ يُشْرِكَ فِي نِعَمِهِ وَ إِرَبِهِ غَيْرَ رَبِّهِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ إِنِّي خَائِفٌ عَلَى نَفْسِي مِنَ اَلشَّرَهِ وَ اَلتَّطَلُّعِ إِلَى طَمَعٍ مِنْ أَطْمَاعِ اَلدُّنْيَا فَقَالَ لِي وَ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ عِصْمَةِ اَلْخَائِفِينَ وَ كَهْفِ اَلْعَارِفِينَ فَقُلْتُ دُلَّنِي عَلَيْهِ قَالَ إِنَّ اَللَّهَ اَلْعَلِيَّ اَلْعَظِيمَ يَصِلُ أَمَلَكَ بِحُسْنِ تَفَضُّلِهِ وَ تُقْبِلُ عَلَيْهِ بِهَمِّكَ وَ أَعْرِضْ عَنِ اَلنَّازِلَةِ فِي قَلْبِكَ فَإِنْ أَحَلَّكَ بِهَا فَأَنَا اَلضَّامِنُ مِنْ مُورِدِهَا وَ اِنْقَطِعْ إِلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّهُ يَقُولُ وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي لَأُقَطِّعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مَنْ يُؤَمِّلُ غَيْرِي بِالْيَأْسِ وَ لَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ اَلْمَذَلَّةِ فِي اَلنَّاسِ وَ لَأُبْعِدَنَّهُ مِنْ قُرْبِي وَ لَأُقَطِّعَنَّهُ عَنْ وَصْلِي وَ لَأُخَلِّيَنَّ ذِكْرَهُ حِينَ يَرْعَى غَيْرِي أَ يُؤَمِّلُ وَيْلَهُ لِشَدَائِدِهِ غَيْرِي وَ كَشْفُ اَلشَّدَائِدِ بِيَدِي وَ يَرْجُو سِوَايَ وَ أَنَا اَلْحَيُّ اَلْبَاقِي وَ يَطْرُقُ أَبْوَابَ عِبَادِي وَ هِيَ مُغْلَقَةٌ وَ يَتْرُكُ بَابِي وَ هُوَ مَفْتُوحٌ فَمَنْ ذَا اَلَّذِي رَجَانِي لِكَثِيرِ جُرْمِهِ فَخَيَّبْتُ رَجَاءَهُ جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِي مُتَّصِلَةً بِي وَ جَعَلْتُ رَجَاءَهُمْ مَذْخُوراً لَهُمْ عِنْدِي وَ مَلَأْتُ سَمَاوَاتِي مِمَّنْ لاَ يَمَلُّ تَسْبِيحِي وَ أَمَرْتُ مَلاَئِكَتِي أَنْ لاَ يُغْلِقُوا اَلْأَبْوَابَ بَيْنِي وَ بَيْنَ عِبَادِي أَ لَمْ يَعْلَمْ مَنْ فَدَحَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِي أَنْ لاَ يَمْلِكُ أَحَدٌ كَشْفَهَا إِلاَّ بِإِذْنِي فَلِمَ يُعْرِضُ اَلْعَبْدُ بِعَمَلِهِ عَنِّي وَ قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا لَمْ يَسْأَلْنِي فَلَمْ يَسْأَلْنِي وَ سَأَلَ غَيْرِي أَ فَتَرَانِي أَبْتَدِئُ خَلْقِي مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ثُمَّ أُسْأَلُ فَلاَ أُجِيبُ سَائِلِي أَ بَخِيلٌ أَنَا فَيُبَخِّلُنِي عَبْدِي أَ وَ لَيْسَ اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةُ لِي أَ وَ لَيْسَ اَلْكَرَمُ وَ اَلْجُودُ صِفَتِي أَ وَ لَيْسَ اَلْفَضْلُ وَ اَلرَّحْمَةُ بِيَدِي أَ وَ لَيْسَ اَلْآمَالُ لاَ تَنْتَهِي إِلاَّ إِلَيَّ فَمَنْ يَقْطَعُهَا دُونِي وَ مَا عَسَى أَنْ يُؤَمِّلَ اَلْمُؤَمِّلُونَ مَنْ سِوَايَ وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي لَوْ جَمَعْتُ آمَالَ اَلْأَرْضِ وَ اَلسَّمَاءِ ثُمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا نَقَصَ مِنْ مُلْكِي بَعْضُ عُضْوِ اَلذَّرَّةِ وَ كَيْفَ يَنْقُصُ نَائِلٌ أَنَا أَفَضْتُهُ يَا بُؤْساً لِلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي يَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِي وَ تَوَثَّبَ عَلَى مَحَارِمِي وَ لَمْ يُرَاقِبْنِي وَ اِجْتَرَأَ عَلَيَّ .