وقد بدأت جهوده في مجال نشر الدعوة الإسلامية منذ حصوله على شهادة العالمية وكان ذلك من خلال إلقاء الخطب في المساجد ولم يكن يقتصر على مسجد واحد فقد كان له أربعة مساجد بالقاهرة كل مسجد يلقي فيه خطبة الجمعة وحين يكون في الشهر خمس جمع تكون الجمعة الخامسة في أحد المساجد خارج القاهرة. وقد ساعدت خطبه ودروسه التي كان يلقيها على هداية الكثير من الشباب والشيوخ وتعريفهم بأمور دينهم وساهمت بقدر كبير في شرح المفاهيم الصحيحة للإسلام بعيداً عن التطرف والتمسك بصغائر الأمور وبعيداً عن المسائل الخلافية وكثيراً ما كان يستضيء بقول رسول الله " بشروا ولا تنفروا, يسروا ولا تعسروا" وقوله " إن هذا الدين يسر فأوغلوا فيه برفق ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" وكان أساس منهجه في الدعوة قول الحق جل وعلا " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". ومع أنك تجده سهلاً سمحاً في مجال الدعوة ألا أنك تجده في مجال العمل لا سهلاً ولا متسامحاً ولا تأخذه في الله لومة لائم فهو يضع نصب عينيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا ترضين أحداً بسخط الله" فلا مجال للقرابة ولا للوساطة في العمل وخاصة إذا كان هذا العمل يتعلق بكتاب الله فالقدرة علي العمل والكفاءة والنجاح هو الوسيلة لنيل الوظيفة والمثابرة على العمل و الإنتاج والإخلاص هو الوسيلة للترقي. كما كان فضيلته رحمه الله مواظباً على أقامة مقرأة يومية للقرءان بعد صلاة الصبح وحتى شروق الشمس وقد تعلم فيها العديد من الشباب وشيوخ المنطقة, كما كان يقيم حضرة للذكر في كل خميس بعد صلاة العشاء في مسجد النور بإمبابة ما لم يكن مسافراً وكان يحضرها الكثير من أهالي الحي. ثم اتسع مجال الدعوة فلم يقتصر على المساجد وإنما تعداها إلى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية. ففي الإذاعة كان له حظ وافر في برنامج "من بيوت الله" و" المسابقات القرآنية" و "مسجد التلفزيون" و الأحاديث الدينية. كما شارك في عضوية هيئة التحكيم للمسابقة القرآنية التي تقام في ماليزيا سنوياً لفترة ثلاث سنوات. كان رحمه الله عذب الصوت, يقرأ القرءان تسمعه غضاً طرياً سجله على شرائط برواية حفص عن عاصم ولكنه أوصى بعدم بيعها وعدم التربح منها وأجاز طبعها وإهداءها لمن يشاء ولكن بدون مقابل كما بدأ في تسجيل بعض الروايات الأخري ولكنه لم يتمها. وألف كتاباً بعنوان " كتاب الرياحين العطرة" شرح مختصر الفوائد المعتبرة في القراءات الشاذة للأربعة بعد العشرة. وفاته الشيخ عبد المتعال منصور كان القرءان هو روحه التي عاش بها فكان يقرأه ليل نهار دون كلل وكانت له في الأسبوع ختمة من القرءان الكريم برواية من الروايات العشرين. وفي عام 1992, اصطفاه الله بالبلاء في الأشهر الأخيرة من عمره ولم يتوقف لسانه عن ترتيل القرءان الكريم في أشد المواقف ألماً بل أنك تعجب أنه في أواخر أيامه كثر دخوله في حالات الغيبوبة, تلك الحالة التي ينقطع فيها الاتصال بالعالم الخارجي وبكل من حوله, تجد أنه مازال يتلو القرءان... يصمت ثم تسمع آيات من سورة البقرة... يصمت ثم تسمع آيات من سورة ياسين ثم تسمع من الرحمن آيات وتسمع من الواقعة آيات... لا يدري شيئاُ عن كل أحبابه الذين بجواره ولكنه فقط يذكر آيات الله. وكثيراً ما كنت تسمعه يردد قوله تعالى من وسط الغيبوبة "فلنعم المجيبون" وكذلك قوله تعالى "وكل شيء عنده بمقدار"... حقاً وصدقاً كل شيء عنده بمقدار رحم الله مولانا فضيلة الشيخ عبد المتعال منصور عرفة ورضي عنه وأرضاه وأسكنه فسيح جناته...