📝 مطلب چهل و هشتم
القسم الخامس : فيما أعطاه تبارك وتعالى من أعظم المخلوقات ، أعني العرش
ولهذا الإعطاء كيفيات :
الأولى : في خصوصيات من العرش له (عليه السّلام)
فنقول : إنّه قد أعطاه من العرش ظلّه ، فجعله له مجلساً يجلس فيه يوم القيامة ، ومعه زوّاره والباكون عليه ، فيرسل إليهم أزواجهم من الجنّة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه .
وقد أعطاه تعالى وتعالى يمين العرش فجعله مقرّاً له في برزخه ؛ فإنّه عن يمين العرش دائماً ينظر إلى مصرعه وما حلّ فيه ، وينظر إلى زوّاره والباكين عليه ، ويستغفر لهم ويخاطبهم ، ويسأل جدّه وأباه أن يستغفروا لهم .
وقد أعطاه تعالى فوق العرش محلّ حديث لزائره ، وأيّ حديث ! فقد ورد في بعض أقسام زياراته أنّه يكون من محدّثي الله تعالى فوق عرشه .
فالعرش مجلس حديث
لزوّاره ظلّه لمَنْ يحدّثه ، وفوقه لمَنْ يحدّثه الله تعالى ، وقد أعطاه نظير العرش من أصناف الملائكة المحدقين والطائفين ، كما سنبينه إن شاء الله تعالى .
الثانية : كيفية أعلى من ذلك وأبلغ
بأن نقول : إنّه قد أعطاه العرش فكأنّه كلّه له ؛ لأنّه إذا كان مع أخيه (عليهما السّلام) زينة له وقرطا وشنفاً فكلّ شيء بزينته ، فلو تكلّم العرش لقال : أنا من حسين .