📖 اللّهُمَّ إِلَيْكَ غَدَوْتُ بِحاجَتِي، وَبِكَ أَنْزَلْتُ الْيَوْمَ فَقْرِي وَمَسْكَنَتِي، فَانِّي لِمَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ أَرْجى مِنِّي لِعَمَلِي، وَمَغْفِرَتُكَ أَوْسَعُ لِي مِنْ ذُنُوبِي كُلِّها. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَوَلِّ قَضاءَ كُلِّ حاجَةٍ لِي، بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها وَتَيْسِيرِها عَلَيْكَ وَفَقْرِي إِلَيْكَ، فَانِّي لَمْ اصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلاَّ مِنْكَ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي سُوءً قَطُّ غَيْرُكَ [۲]، وَلا أَرْجُو لِأَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيايَ سِواكَ، يَوْمَ يُفْرِدُنِي النَّاسُ فِي حُفْرَتِي وَأُفْضى إِلَيْكَ يا كَرِيمُ. اللّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ وَتَعَبَّأَ، وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ، فَالَيْكَ يا رَبِّ تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَاسْتِعْدادِي، رَجاءَ رِفْدِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَجائِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّبْ دُعائِي، يا مَنْ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ السَّائِلُ، وَلا يَنْقُصُهُ نائِلٌ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صالِحٍ عَمِلْتُهُ، وَلا لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ. أَتَيْتُكَ مُقِرّاً بِالإِساءَةِ عَلى نَفْسِي وَالظُّلْمِ لَها، مُعْتَرِفاً بِأَنْ لا حُجَّةَ لِي وَلا عُذْرَ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخاطِئِينَ [۳]، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلى عَظِيمِ الْجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ [۴]، فَيا مَنْ رَحْمَتُهُ واسِعَةٌ وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ [۵] . يا رَبِّ لَيْسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلاَّ حِلْمُكَ، وَلا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلاَّ التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ، فَهَبْ لِي يا إِلهِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِها مَيْتَ الْبِلادِ، وَلا تُهْلِكْنِي غَماً حَتَّى تَسْتَجِيبَ لِي دُعائِي وَتُعَرِّفَنِي الإِجابَةَ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْعافِيَةِ إِلى مُنْتَهى أَجَلِي، وَلا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي، وَلا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ، وَلا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي. إِلهِي إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي، وَإِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي، وَإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ، وَلا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَإِنَّما يَعْجلُ مَنْ يَخافُ الْفَوْتَ، وَإِنَّما يَحْتاجُ إِلى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ، وَقَدْ تَعالَيْتَ عَنْ ذلِكَ عُلُواً كَبِيراً. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْصُرْنِي وَاهْدِني وَارْحَمْنِي، وَآثِرْنِي وَارْزُقْنِي، وَأَعِنِّي وَاغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ وَاعْصِمْنِي، وَاسْتَجِبْ لِي فِي جَمِيعِ ما سَأَلْتُكَ، وَأَرِدْهُ بِي، وَقَدِّرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ وَامْضِهِ وَبارِكْ لِي فِيه، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِهِ، وَأَسْعِدْنِي بِما تُعْطِينِي مِنْهُ. وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ سَعَةً مِنْ نِعَمِكَ الدَّائِمَةِ، وَأَوْصِلْ لِي ذلِكَ كُلَّهُ بِخَيْرِ الآخِرَةِ وَنَعِيمِها يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.