💠 علامه طباطبایی "رضوان الله علیه"
📝 الفصل الثامن في أنه لا مؤثر في الوجود بحقيقة معنى الكلمة إلا الله سبحانه
✍ قد تقدم أن العلية و المعلولية سارية في الموجودات، فما من موجود إلا و هو علة ليست بمعلولة، أو معلول ليس بعلة، أو علة لشيء و معلول لشيء.
و تقدم أن سلسلة العلل تنتهي إلى علة ليست بمعلولة و هو الواجب تعالى.
و تقدم أنه تعالى واحد وحدة حقة لا يتثنى و لا يتكرر، و غيره من كل موجود مفروض، واجب به ممكن في نفسه.
و تقدم أن لا غنى للمعلول عن العلة الفاعلیة، كما أنه لا غنى له عن العلة التامة؛ فهو تعالى علة تامة للكل في عين أنه علة فاعلية.
و تقدم أن العلية، في الوجود و هو أثر الجاعل، و أن وجود المعلول رابط بالنسبة إلى علته قائم بها كما أن وجود العلة مستقل بالنسبة إليه مقوم له لا حكم للمعلول إلا و هو لوجود العلة و به.
فهو تعالى، الفاعل المستقل في مبدئيته على الإطلاق، و القائم بذاته في إيجاده و عليته، و هو المؤثر بحقيقة معنى الكلمة، لا مؤثر في الوجود إلا هو ليس لغيره من الاستقلال الذي هو ملاك العلية و الإيجاد إلا الاستقلال النسبی.
فالعلل الفاعلية في الوجود معدات مقربة للمعاليل، إلى فيض المبدإ الأول و فاعل الكل تعالى.
📚 نهایة الحکمة، ص176