7️⃣أ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ‏ أخرج الواحدي، و الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: «نزلت هذه الآية في يهود المدينة، كان الرجل يقول لصهره، و لذوي قرابته، و لمن بينهم، و بينه رضاع من المسلمين: أثبت على الدين الذي أنت عليه، و ما يأمرك به هذا الرجل، فإن أمره حق، و كانوا يأمرون الناس بذلك، و لا يفعلونه».( أسباب النزول القرآني، ص: 94) 8️⃣«أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ» فهو موجه إلى الأحبار و الكبار، لا إلى السواد، لأن هؤلاء تابعون، و العلماء متبعون، و هم الذين يكتمون الحق على معرفة منه، و يعظون و لا يتعظون. ( التفسير الكاشف، ج‏1، ص: 96) 9️⃣ «أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ». خطاب لعلماء اليهود. و كانوا يقولون لأقربائهم من المسلمين: اثبتوا أنّهم على الإيمان، و هم لا يؤمنون. و الاستفهام معناه التوبيخ. «أَ فَلا تَعْقِلُونَ». أي بقبح فعلكم فيصدّكم عنه‏ (عقود المرجان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 66) 0️⃣1️⃣ قَالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): «قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِقَوْمٍ مِنْ مَرَدَةِ الْيَهُودِ وَ مُنَافِقِيهِمُ الْمُحْتَجِبِينَ «1» لِأَمْوَالِ الْفُقَرَاءِ، الْمُسْتَأْكِلِينَ «2» لِلْأَغْنِيَاءِ، الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْخَيْرِ وَ يَتْرُكُونَهُ، وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الشَّرِّ وَ يَرْتَكِبُونَهُ، قَالَ: يَا مَعَاشِرَ الْيَهُودِ، أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ بِالصَّدَقَاتِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَاتِ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ مَا بِهِ تَأْمُرُونَ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ التَّوْرَاةَ الْآمِرَةَ بِالْخَيْرَاتِ وَ النَّاهِيَةَ عَنِ الْمُنْكَرَاتِ، المُخْبِرَةَ عَنْ عِقَابِ الْمُتَمَرِّدِينَ، وَ [عَنْ‏] عَظِيمِ الشَّرَفِ الَّذِي يَتَطَوَّلُ اللَّهُ بِهِ عَلَى الطَّائِعِينَ الْمُجْتَهِدِينَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ مَا عَلَيْكُمْ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي أَمْرِكُمْ بِمَا بِهِ لَا تَأْخُذُونَ، وَ فِي نَهْيِكُمْ عَمَّا أَنْتُمْ فِيهِ مُنْهَمِكُونَ. وَ كَانَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْيَهُودِ وَ عُلَمَائِهِمْ احْتَجَبُوا «3» أَمْوَالَ الصَّدَقَاتِ وَ الْمَبَرَّاتِ فَأَكَلُوهَا وَ اقْتَطَعُوهَا، ثُمَّ حَضَرُوا رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ قَدْ حَشَرُوا «4» عَلَيْهِ عَوَامَّهُمْ، يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّداً تَعَدَّى طَوْرَهُ، وَ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ. فَجَاءُوا بِأَجْمَعِهِمْ إِلَى حَضْرَتِهِ، وَ قَدِ اعْتَقَدَ عَامَّتُهُمْ أَنْ يَقَعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ فَيَقْتُلُوهُ، وَ لَوْ أَنَّهُ فِي جَمَاهِيرِ أَصْحَابِهِ، لَا يُبَالُونَ بِمَا آتَاهُمْ بِهِ الدَّهْرُ، فَلَمَّا حَضَرُوهُ وَ كَثُرُوا وَ كَانُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ لَهُمْ رُؤَسَاؤُهُمْ- وَ قَدْ وَاطَئُوا عَوَامَّهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ إِذَا أَفْحَمُوا مُحَمَّداً وَضَعُوا عَلَيْهِ سُيُوفَهُمْ، فَقَالَ رُؤَسَاؤُهُمْ-: يَا مُحَمَّدُ، جِئْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَظِيرُ مُوسَى وَ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَمَّا قَوْلِي: إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَعَمْ، وَ أَمَّا أَنْ أَقُولَ: إِنِّي أَنَا نَظِيرُ مُوسَى وَ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ، فَمَا أَقُولُ هَذَا، وَ مَا كُنْتُ لِأُصَغِّرَ مَا عَظَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ قَدْرِي، بَلْ قَالَ رَبِّي: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ فَضْلَكَ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ كَفَضْلِي- وَ أَنَا رَبُّ الْعِزَّةِ- عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ؛ وَ كَذَلِكَ مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمُوسَى لَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ فَضَّلَهُ عَلَى جَمِيعِ الْعَالَمِينَ. فَغَلُظَ ذَلِكَ عَلَى الْيَهُودِ، وَ هَمُّوا بِقَتْلِهِ، فَذَهَبُوا يَسُلُّونَ سُيُوفَهُمْ فَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَجَدَ يَدَيْهِ إِلَى خَلْفِهِ كَالْمَكْتُوفِ، يَابِساً لَا يَقْدِرُ أَنْ يُحَرِّكَهُمَا وَ تَحَيَّرُوا. ( البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 205)