من وصايا الامام الخميني [طاب ثراه] لابنته بنيّة: اعلمي أنّ الدنيا بما فيها جهنّم، سوف تظهر حقيقتها في آخر المطاف. كما أنّ ما وراء الدنيا إلى آخر المراتب، هو الجنّة، التي ستظهر في النهاية، بعد الخروج من خدر الطبيعة. وأنا وأنتِ والجميع نسير، إمّا للسقوط في قعر جهنّم، أو لبلوغ الجنّة والملأ الأعلى. إنّ صراط جهنّم الذي وصفت الروايات دقّته وحدّته وظلمته، هو باطن الصراط المستقيم في هذا العالم. وكم هو طريق دقيق ومظلم، وكم هو صعب علينا اجتيازه نحن العاجزين. أمّا أولئك الذين اجتازوه دون أيّ انحراف فيقولون: "جزنا وهي خامدة"2. وبين هذا وذلك وبمقدار ونوع سير الإنسان على الصراط في هذا العالم، يكون نوع ومدى الاطمئنان في اجتياز الصراط هناك. ضعي الغرور والآمال الشيطانية الكاذبة جانباً، وجدّي في العمل وفي تهذيب النفس وتربيتها فإنّ الرحيل وشيك، وكلّ يوم يمرّ وأنت غافلة يؤخّرك حتماً. وإيّاك أن تقولي: ولماذا لست مستعدّاً أنت؟! "انظر إلى ما قيل لا إلى من قال". فمهما كان حالي فأنا الرهين بذلك وكذا الجميع، وجهنّم كلّ إنسان وجنّته هي نتيجة أعماله، ونحن جميعاً نحصد ما زرعنا. إنّ الإنسان مفطور ومجبول على الاستقامة والصلاح. وحبّ الخير فطرة إنسانية، نحن نجرّها نحو الانحراف، ونحن الذين نزيد الحجب أمامنا ونلفّ أنفسنا بهذه الشباك.