📚 مشروع (إقرأ كتابك) الكتاب الثالث: (الإمام الرضا عليه السلام عند أهل السُّنّة) المؤلّف: الشيخ محمّد محسن الطبسي. الناشر: مجمع البحوث الإسلاميّة التابع للآستانة الرضويّة المقدّسة ـ مشهد. الطبعة: الأولى ـ سنة 1432 هجريّة. مقدّمتان مُبيِّنتان الأولى: للشيخ نجم الدين الطبسي ( والد المؤلّف ) جاء فيها قوله حول الإمام الرضا عليه السلام: هذه الشخصيّة الجليلة التي أثارت احترام كبار علماء السنّة مِن كلّ مذهبٍ وفرقة، حتّى طأطؤوا الرؤوس أمام مرقده الشريف تعظيماً له.. فقد نُقل في أحوال ابن خُزَيمة الشافعي قول الشاهد: فرأيتُ من تعظيمه لتلك التربة وتواضعه لها وتضرّعه عند الوصول إليها ما تَحيَّرنا فيه... وقالوا بأجمعهم: لو لم يعلم هذا أنّه سُنّةٌ وفضيلة لما فعَلَ ذلك. ( فرائد السمطين للجويني الشافعي 198:2، تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني الشافعي 339:7 ). وقد اعترفوا بقضاء الحوائج عند الإمام الرضا عليه السلام والتوسّل به إلى الله تعالى، وهو مجرَّب، بحيث إنّ محمّد بن علي بن سهل ـ وهو من فقهاء المذهب الشافعي ـ قال فيه: ما عرض لي مهمّ مِن أمر الدين والدنيا فقصدتُ قبر الرضا لتلك الحاجة ودعوتُ عند القبر، إلاّ قُضِيَت تلك الحاجة وفَرّج الله عنّي ذلك المهمّ، وقد صارت إليّ هذه العادة أن أخرج إلى ذلك المشهد في جميع ما يعرض لي؛ فإنّه عندي مجرَّب. ( فرائد السمطين 220:2 ). ولا ينسى التاريخ ما كتبه ابن حِبّان البستي الشافعي في ( الثّقات 426:8 ) حيث قال: قد زرتُه مراراً كثيرة، وما حَلَّت بي شدّة في وقت مُقامي بطوس فزرتُ قبر عليّ بن موسى الرضا ـ صلوات الله على جَدّه وعليه ـ، ودعوتُ الله إزالتَها عنّي، إلاّ استُجيبت لي وزالت عنّي تلك الشدّة، وهذا جرّبتُه مراراً فوجدتُه كذلك. ويعود الشيخ نجم الدين الطبسي فيقول: وتُعَدّ هذه الحقائق وما اعترف بها كبار علماء أهل السنّة شاهداً على زيف آراء الرادّين على عقيدة التوسّل والتبرّك، والزيارة والاستغاثة بقبور أئمّة أهل البيت عليهم السلام وقبور الصالحين، والأولياء المؤمنين، بينما قرأنا اعترافات علماء السنّة بالزيارة والتوسّل والتبرّك قبل تشكيكات ابن تيمية بـ ( 200 ) سنة و ( 300 ) سنة، وبعضها قبل ظهور فرقة التضليل بـ ( 800 ) سنة. وقد تعرّض هذا الكتاب إلى بيان المواقف الإيجابية عند أهل السنّة ومذاهبهم تجاه الإمام الرضا عليه السلام، والرؤى المنصفة نوعاً ما حياله، مستفيداً من عشرات المصادر المهمّة، والكتب المراجع لهذه المذاهب، من خلال بحثٍ ودراسةٍ واسعة النطاق وبأسلوبٍ يُقنع القارئ الباحث حول أصالة الولاء لأهل البيت عليهم السلام، وأنّ مِن دواعي هذا الولاء، بل مِن دواعي محبّة رسول الله صلّى الله عليه وآله، زيارةَ قبورهم، وإحياء أمرهم. وكفانا عِلمُنا أنّ أبا زُرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي قد خرجا لاستقبال الإمام الرضا عليه السلام في نَيسابور مع ( 000 / 20 ) شخص، وقد وصف حالَهم الحاكم النيسابوري الشافعي فقال: وهم بين صارخٍ وباكٍ، ومتمرّغٍ في التراب، ومُقبِّلٍ لحافر بغلته، وقد علا الضجيج! ( الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة، لابن الصبّاغ المالكي:242 ). أمّا المقدّمة الثانية ـ فهي للشيخ الطبسي المؤلّف، وقد قال فيها: الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام هو ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو ثامن أئمّة الحقّ خلفاءِ نبيّ الله صلّى الله عليه وآله، وهو إلى ذلك حقيقةٌ نورانية ساطعة، ظهر كثير من بركاته على المذهب الشيعي، وبعضها على المذاهب السنيّة، بحيث أصبح أتباعها يلهجون بالثناء على الإمام ومدحه وتمجيده. وقد دوّن علماؤهم ذلك في مؤلّفاتهم، ولو أنّ ما دوّنوه من فضائل عالِم آل محمّدٍ صلّى الله عليه وعليهم لم يبيّن مكانته الحقيقيّة، وإنّما كان ذلك اعترافاً منهم وفق رُؤاهم ومستوى فهمهم لهذا الإمام الهمام. وقد عبّرت مواقف بعض علماء أهل السنّة وأقوالهم عن الإقرار بشيءٍ من الحقيقة النورانية للإمام الرضا عليه السلام في حياته وبعد شهادته، لذلك كانت هنالك ضرورةٌ في جمع هذا التراث وتصنيفه، على الرغم من كثيرٍ ممّا اكتنفه من النقص واللاموضوعيّة. بعد هذا يقول المؤلّف تحت عنوانٍ جانبي: ضرورة هذه الدراسة: ـ هنالك أربعة دوافع مهمّة وراء تدوين هذا الكتاب، وهي: ـ تزايد زوّار العتبة الملكوتيّة للإمام الرضا عليه السلام من قريبٍ وبعيد، ومن كلّ مذهبٍ وطائفة، مع عدم وضوح رأي أهل السنّة تجاه الإمام الرضا عليه السلام، ومع تشتّت الآراء حوله عليه السلام، لا سيّما وقد غزتهم التشكيكات الضالّة المضلّة المحذّرة من التعرّف على أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله، فضلاً عن زيارة قبورهم الطاهرة، ومنها قبر الإمام عليّ الرضا سلام الله عليه: ثمّ كتب المؤلّف صفحات تحت هذه العناوين الفرعيّة. أهداف الدراسة، الدراسات السابقة ( 15 كتاباً نموذجاً )، هذا الكتاب ( عرض مواضيعه في سبعة فصول )، تنبيهات:وهي ثلاث: