". 📿🕌خطبة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الأضحى روى أبو مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه : أن علياً (عليه السلام) خطب يوم الأضحى، فكبر، وقال : (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا ، وله الشكر على ما أبلانا، والحمد لله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، الله أكبر زنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته وعدد قطر سماواته ونطف بحوره له الأسماء الحسنى وله الحمد في الآخرة والاُولى حتى يرضى وبعد الرضى إنه هو العلي الكبير، الله أكبر كبيراً متكبراً وإلها عزيزاً متعززاً ورحيماً عطوفاً متحنناً يقبل التوبة ويقيل العثرة ويعفو بعد القدرة، ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الضالون الله أكبر كبيراً، ولا إله إلا الله مخلصاً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، والحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد اهتدى وفاز فوزاً عظيماً ومن يعصهما فقد ضل ضلالاً بعيداً. أوصيكم عباد الله بتقوى الله وكثرة ذكر الموت، وأحذركم الدنيا التي لم يمتع بها أحد قبلكم ولا بقي لأحد بعدكم، فسبيل من فيها سبيل الماضين من أهلها، ألا وإنها قد تصرمت وأذنت بانقضاء وتنكر معروفها وأصبحت مدبرة مولية فهي تهتف بالفناء وتصرخ بالموت قد أمر منها ما كان حلواً وكدر منها ما كان صفواً فلم يبق منها إلا شفافة كشفافة الإناء وجرعة كجرعة الإداوة لو تمززها الصديان لم تنقع غلته، فأزمعوا عباد الله على الرحيل عنها وأجمعوا متاركتها فما من حي يطمع في بقاء ولا نفس إلا وقد أذعنت للمنون ولا يغلبنكم الأمل، ولا يطل عليكم الأمد فتقسو قلوبكم ولا تغتروا بالمنى وخدع الشيطان وتسويفه، فإن الشيطان عدوكم حريص على إهلاككم، تعبدوا لله عباد الله أيام الحياة فوالله لو حننتم حنين الواله المعجال ودعوتم دعاء الحمام وجاءرتم جؤار مبتلي الرهبان وخرجتم إلى الله عز وجل من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة وغفران سيئة أحصتها كتبته وحفظتها رسله لكان قليلا فيما ترجون من ثوابه وتخشون من عقابه، وتا لله لو انماثت قلوبكم انمياثاً وسالت من رهبة الله عيونكم دماً ثم عمرتم عمر الدنيا على أفضل اجتهاد وعمل، ما جزت أعمالكم حق نعمة الله عليكم ولا استحققتم الجنة بسوى رحمة الله ومنه عليكم، جعلنا الله و إياكم من المقسطين التائبين الأوابين. ألا وإن هذا اليوم يوم حرمته عظيمة وبركته مأمولة والمغفرة فيه مرجوة، فأكثروا ذكر الله وتعرضوا لثوابه بالتوبة والإنابة والخضوع والتضرع فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهو الرحيم الودود، ومن ضحى منكم فليضح بجذع من الضأن ولا يجزئ عنه جذع من المعز، ومن تمام الأضحية استشراف أذنيها وسلامة عينيها، فإذا سلمت الأذن والعين سلمت الأضحية وتمت، وإن كانت عضباء القرن، تجر رجليها إلى المنسك، فإذا ضحيتم فكلوا منها وأطعموا وادخروا واحمدوا الله على ما رزقكم من بهيمة الأنعام وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأحسنوا العبادة وأقيموا الشهادة بالقسط وارغبوا فيما كتب الله لكم وأدوا ما افترض عليكم من الحج والصيام والصلاة والزكاة ومعالم الايمان فإن ثواب الله عظيم وخيره جسيم، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر وأعينوا الضعيف وانصروا المظلوم وخذوا فوق يد الظالم أو المريب وأحسنوا إلى نسائكم وما ملكت أيمانكم واصدقوا الحديث وأدوا الأمانة وأوفوا بالعهد وكونوا قوامين بالقسط وأوفوا الكيل والميزان وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن أبلغ الموعظة وأحسن القصص كلام الله). ثم تعوذ وقرأ سورة الإخلاص، وجلس كالرائد العجلان، ثم نهض، فقال: (الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه). وذكر باقي الخطبة القصيرة نحواً من خطبة الجمعة. [مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي: 662-665]. 🆔 @gharibreza1