🔗 ادامه از قبل .... 🔵 وأما الباحثون المعاصرون، فقد اختلفوا في وجهات نظرهم إزاء هذا الموضوع، فالدكتور مهدي المخزومي رأى أنَّ الصرفَ أو الخلافَ من التجديد والإصلاح للنحو الذي أفسده البصريون بالقول بنظرية العامل( )، وجعله الدكتور عبدُ الفتاح الحموز أقلَّ تكلفا من إضمار( أنْ)( ). 🔵وعدّ الدكتور إبراهيم السامرائي الصرفَ أو الخلاف شيئا لا يختلف عما يذكره المحدثون على البصريين، وأنّه ليس هو النحو الوصفي المقبولَ في عصرنا( ). 🔵وأما فيما يتعلق برأي الكوفيين في ضوء المنهج الوصفي( )، فإنَّ الكوفيين قد بنوا حكمَهم في هذه المسألة على ما سموه( بالخلاف )؛ لأنَّ الجوابَ مُخالفٌ لما قبله، لكنّهم لم يذكروا كيف يكون ذلك الخلاف؛ إذ إنَّ ما وضّحوه لا يعد الخلاف الذي قصدوه في هذه المسألة، وأمثلتهم كانت توضيحية، وتعليميةَ فقط، فلا تعد حُجة. ولو أخذنا مثالاً مما جاءوا به كقولهم: " وإذا قلت: ( ليت لي بعيرا؛ فأحجَ عليه ) لم يكن الجواب تمنيا"( )، قلت: إنَّ المعنى العام للجملة هو التمني؛ إذ إننا نأخذ المعنى العام . فأين الخلاف إذن ؟ كما أنَّ كلمةَ الخلاف دخلت النحو من المنطق والفلسفة، لذلك فرأيهم يرفضه المنهجُ الوصفي. إذ إنّه رأي فلسفي فقط من أجل إثباتِ الخلافِ مع البصريين، كما أنّهم لم يأتوا بحججٍ قويةٍ موثقةٍ تثبت صحةَ رأيهم، بل اعتمدوا على بعض الأمثلة التوضيحية، التي كانت فقط لتوضيحِ رأيهم. 🔵 وأما رأي البصريين، فمبني على تقدير ( أنْ ) مضمرة، وهي التي تنصبُ الفعلَ المضارع، والتقديرُ الإعرابي يرفضه المنهج الوصفي، وأما قولهم: إنَّ الفاءَ حرفُ عطفٍ، وحروف العطف لا تعمل؛ لأنَّها تدخل على الأسماء تارة، وعلى الأفعال تارة أخرى( ). فهذا قولٌ يرفضُه المنهجُ الوصفي أيضا؛ لأنَّ الفاء - و إنْ كانت حرفَ عطف – فإنّها في هذا الباب مختلفةٌ عن فاء العطف؛ فلا نقيسُها على فاء العطف، إذ لكل موقع خصائصه؛ لذلك فإنَّ المنهجَ الوصفي يرفض هذا التعليل( ). 🔵وأما رأي أبي عُمرَ الجرمي، فقد يكون رأيُه الأقربَ إلى المنهج الوصفي، ولكنَّ المنهجَ الوصفي لا يعترف بالعوامل، والجرمي – كبقية النحاة – يصر على إيجاد عامل يعمل، سواء في الأفعال، أم في الأسماء؛ لذلك فإنَّ المنهجَ الوصفي يرفض هذا الرأيَ القائمَ على ضرورة إيجاد عامل يعملُ في الأفعال والأسماء( ). 🔵وأما رأي المنهج الوصفي في هذه المسألة، فهو يرى أنَّ الفاءَ إذا دخلت على الفعلِ المضارع، فإنّه ينتصب؛ لأنَّ العربَ في كلامهم نصبوه، ودليل ذلك من القرآن الكريم، قولُه تعالى: ( و لا تطغوا فيه فيحلَ عليكم غضبي ) ( )، فقد جاء الفعلُ المضارعُ بعد دخولِ الفاءِ عليه منصوبا، دون تقديرِ عاملٍ يعملُ فيه النصب، ولو قلنا: هكذا جاءت عن العرب، وكذلك في القرآن، لكان الجواب كافيا، واضحا، هذا إضافة إلى أنَّ الفعل المضارع ينصب بعد الفاء، للتفريق بينه وبين الفعل المضارع المجرد من الزيادات؛ كي يلاحظَ السامعُ أو القارىءُ الفارقَ بينهما( ) . 🖨نشر تمامی محتوای این کانال، فقط با اشتراک گذاری پیوند آن مجاز است! 🔏«سامانه پاسخگويي و نشر پرسش های ادبی حوزه علمیه خراسان» 🆔@hozehkhLiteraryquestions110