📖
#رواية (1)
🏚
#كوخ_العم_توم (1-8)
الفصل الثاني: الأبَوان (2-3)
-😏تقولين سيّدي؟ مَن الّذي جَعَلَهُ سيّدي؟ ومَن أعطاهُ الحقَّ في امتِلاكي؟ إنّ هذا الأمرَ يَقُضُّ مَضجَعي. تُرى أيُّ حقٍّ له عليّ؟ وبِمَ يَمتازُ عنّي؟ أنا إنسانٌ بِقَدَر ما هو إنسان، بل إنّني إنسانٌ أفضَلُ منه. وبِاستِطاعَتي أن أقرَأَ خَيرًا مِمّا يَقرأ، ✍️وأن أكتُبَ خطًّا أجمَلَ مِن خطِّه.
لقَد تَعَلَّمتُ ذلك كلَّهُ بِنَفسي، ولم يَكُن له أيُّ فَضلٍ عليَّ في هذا. بَل إنّي تَعَلَّمتُ ذلكَ على الرَّغمِ منه. والآن ألَهُ الحقُّ في أن يَطرُدَني مِن عَمَلي⁉️، ويَحمِلَني على القيام بأعمالٍ يَستَطيعُ أيُّ 🐴حصانٍ أن يَقومَ بها؟
-أوه يا جورج لَم أسمَعْك تَتَحَدَّثُ بِهذه اللّهجةِ قبلَ الآن!، فاعتَصِمْ بِحَبلِ الأناةِ والصبر، بِحَقّي أنا، بَل بِحَقّ ابنِنا، هاري...
فقال جورج:
لقد اعتَصَمتُ طويلًا بِحَبلِ الصبر. ومَن جُبِلَ باللَّحم والدَّمِ لا يَقوى على احتِمال كلِّ هذا الظلم، وللصبر حُدودٌ. تَصوَّري: بالأمسِ كنتُ مُنهَمِكًا في نقل الحِجارةِ إلى العَرَبَة فرَأَيتُ توم، ابنَ السيّد، يُلَوِّحُ بِسَوطه قُربَ الفَرَسِ فأفزَعَها، فخَشيتُ عليه 🙏🏻وطَلَبتُ منه في كثيرٍ من التأدُّبِ أن يُقلِعَ عن ذلك فاستَمَرَّ في عَبَثهِ السَّمِج، حتّى إذا التَمَستُ منه الإقلاعَ عن عملِه مرّةً أخرى، اِرتَدَّ إليّ وأخَذَ يوجِعُ جسدي بِسَوطه.
فأمسَكتُ بِيَدِه، فصَرَخَ ورَفَسَني. وانطَلَقَ إلى أبيه 😼وزَعَمَ أنّني ضربتُه ضربًا مُبَرِّحًا. فما كان من الأبِ إلّا أن أقبَلَ نحوي 😡والشَّرَرُ يَتَطايرُ من عَينَيه، فشَدَّني إلى جِذعِ شجرةٍ وقَطَعَ للسيّدِ الصغيرِ عددًا من القُضبان، وأمَرَه أن يَضربَني بها حتّى يُنهِكَهُ التَّعَب، ففعَلَ الصبيُّ ما أمَرَهُ به أبوه...
http://eitaa.com/joinchat/482082820Cbea9e68482