✅کیفیت غسل ترتیبی(5) ✔️استاد حیدر حب الله(1): 🔸يذهب مشهور فقهاء الإماميّة ـ بل ادُّعيَ عليه الإجماع ـ إلى وجوب الترتيب في الغسل الترتيبي بين الرأس والجسد، فيبدأ المكلّف بغسل رأسه أوّلاً، ثم بعد ذلك يغسل جسده. وقد وقع نقاش بينهم في أنّ الرقبة تدخل في الرأس هنا أو في الجسد، حتى أنّ بعضهم احتاط بغسلها مرّتين، مع الرأس ثمّ الجسد. 🔹وذهب الكثير من الفقهاء أيضاً إلى لزوم ترتيبٍ آخر هنا، وهو تقديم النصف الأيمن من الجسد على النصف الأيسر، فلو أخلّ بهذا الترتيب بطل الغسل، ولزمته الإعادة فيما تقتضيه. 🔻وخالف العديدُ من المتأخّرين في الترتيب الثاني ـ أعني بين الأيمن والأيسر ـ فرأوا أنّه مقتضى الأحوط الأولى، لكنّه ليس بلازم، لكنّ جمهور الفقهاء ظلّ متوافقاً تقريباً على لزوم الترتيب بين الرأس والجسد. غير أنّ اللافت هنا أنّ السيد علي السيستاني احتاط وجوباً في تقديم الرأس على البدن، واحتاط استحباباً في تقديم اليمين على اليسار، كما أنّ الشيخ محمّد الصادقي الطهراني والشيخ ناصر مكارم الشيرازي نفيا وجوب الترتيب مطلقاً هنا، سواء بين الرأس والبدن، أو بين الجانب الأيمن والأيسر. 🔸والذي توصّلتُ إليه ـ والله العالم ـ هو أنّه لا يجب الترتيب، لا بين الرأس والجسد، ولا بين الأيمن والأيسر. نعم مقتضى الاحتياط هو أن لا يغسل جَسَده أوّلاً وبعد الانتهاء يغسل رأسه، لكن لو غسلهما معاً فلا بأس وصحّ غسله. وهذا كلّه في جميع الأغسال الواجبة والمستحبّة، عدا غسل الميّت، فله أحكام خاصّة أخرى. ويترتّب على ما قلناه أنّه لو نسي غسل بقعة من بدنه، أمكنه لاحقاً أن يغسلها هي فقط، بلا فرقٍ بين أن تكون في الجسد أو في الرأس. وبهذا يتطلّب الموقف صياغيّاً إلغاء اسم الغسل الترتيبي هنا، فلاحظ وانتبه. 🔹 بل لو جمعنا هذه النتيجة إلى ما كنّا قلناه سابقاً من عدم عباديّة الطهارات الثلاث، كان هذا حلاً كبيراً لأولئك الذين لم يكونوا ليغتسلوا غسل الجنابة أو الحيض لفترات في حياتهم.. إذ الناس في العادة تستحمّ أثناء الأسبوع، وبخاصّة أنّ الكثير من الفقهاء يعتبرون أنّ الإخلال بالترتيب عمداً أو سهواً أو جهلاً يوجب بطلان الغسل ومن ثمّ إعادة الصلوات كلّها وقضائها. @rahjoo_213