🎙 الكربلائي: مركز إحياء التراث يعمل على إخراج المعارف إلى عالم النور أكّد معاون مدير مركز إحياء التراث، التابع للهيأة العُليا لإحياء التراث في العتبة العبّاسية المقدّسة، أنّ المركز يعمل على إخراج معارف العلماء وفنونهم إلى عالم النور. جاء ذلك عبر كلمة المركز التي ألقاها الشيخ ضياء الكربلائي ضمن فعّاليات الندوة العلمية التي أقامها المركز في النجف الأشرف، بحضور المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد أحمد الصافي وعددٍ من أعضاء مجلس إدارتها ومسؤوليها، إضافة إلى شخصيات حوزوية وأكاديمية. وقال الكربلائي: "إنّ مركز إحياء التراث عَمَد منذ تأسيسه عام ١٤٢٨ للهجرة النبوية، إلى إخراج ما دوّنه أساطينُ العلم من معارف وفنون إلى عالم النور؛ ليرتشف منه الصادي للمعرفة ويحاول الطالب إشباع نهمه به". وأدناه نصّ الكلمة: قال الحقّ جلّ وعلا في محكم التنزيل: {وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا}. سيرًا على هدي هذه الآية المباركة، واهتمامًا بجَنْبَةٍ من جنبات الباقيات الصالحات لعلمائنا الأبرار، وبتوجيهٍ وإشرافٍ مباشر من سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) المتولّي الشرعي للعتبة العباسية المقدّسة، وبرؤيةٍ واضحة، وخطى ثابتة، ومنهجٍ علميّ رصين، عَمَد مركز إحياء التراث منذ تأسيسه عام ١٤٢٨ للهجرة النبوية، إلى إخراج ما دوّنه أساطينُ العلم من معارف وفنون إلى عالم النور؛ ليرتشف منه الصادي للمعرفة ويحاول الطالب إشباع نهمه به. وقد صدَرَ عنه -بحمد الله وفضله- خلال سنوات جاوزت العقد والنصف أكثر من مئة عنوان، في علومٍ متنوّعة أسهمت برفد المكتبة الإسلامية عامة والإماميّة خاصة، بالموسوعات والكتب التي لم ترَ النور سابقا، كما أنّه عمل على إقامة الدورات التخصصية في تحقيق المخطوطات، وعقد الندوات والمؤتمرات المتخصّصة في مجال التراث المخطوط. واستمرارًا لهذا النهج المبارك في إحياء تراث علمائنا الأعلام، تضافرت جهود مركز إحياء التراث مع جهود إخوتنا الأعزّاء في مركز الشيخ الطوسي(قدّس سرّه) للدراسات والتحقيق، على التراث الفقهيّ للعالم العامل الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (والد الشيخ البهائي)، فتسابقت الأيدي إلى جمع نسخه من أماكنها المتفرّقة، ثمّ صدحت الأصوات بمقابلته، واشتغلت العقول بضبطه وتخريجه، واستُنفِرت الهمم بمراجعته وتدقيقه، وأُدرجت في مقدّمته صحائف ترجمته مع مؤلّفه، ودقّقت الأنظار في إخراجه وتصميمه، فكان بعـد كـلّ تلك المراحل بحلّةٍ قشيبة تسرّ الناظر إليه. فخرج التراث الفقهيّ للشيخ العاملي بخمس مجلّدات، جاء أوّلها يحمل عنوان حاشية إرشاد الأذهان، ووقع ثانيها تحت مسمّى شرح الرسالة الألفية، وكانت الثلاثة الأخيرة منها بعنوان الرسائل الفقهيّة، ضمّت بين دفّاتها خمس عشرة رسالة. وها نحن اليوم نجتمع لنحتفي بهذا العالم الذي نذر عمره في سبيل التحصيل، ثمّ زكّى ما حصل عليه من علم؛ ببثّه ونشره لأهله، فكان عملـه هـذا أبرز باقياتِهِ الصالحات. وقد خُصّصت هذه الندوة لإزاحة الستار عن تراثه الفقهي، فضلاً عن تسليط الضوء على جوانب مهمّة من حياته؛ وذلك عبر إلقاء بحوثٍ سطّرتها أيدي نخبة طيّبة من الباحثين والمحقّقين الفضلاء.