ادامه خطبه غدیریه امیرالمومنین علیه السلام...[۲] ● وَ لَمْ يَدَعِ اَلْخَلْقَ فِي بُهَمٍ صُمّاً وَ لاَ فِي عَمْيَاءَ بُكْماً بَلْ جَعَلَ لَهُمْ عُقُولاً مَازَجَتْ شَوَاهِدَهُمْ وَ تَفَرَّقَتْ فِي هَيَاكِلِهِمْ وَ حَقَّقَهَا فِي نُفُوسِهِمْ وَ اِسْتَعْبَدَ لَهَا حَوَاسَّهُمْ فَقَرَّرَ بِهَا عَلَى أَسْمَاعٍ وَ نَوَاظِرَ وَ أَفْكَارٍ وَ خَوَاطِرَ أَلْزَمَهُمْ بِهَا حُجَّتَهُ وَ أَرَاهُمْ بِهَا مَحَجَّتَهُ وَ أَنْطَقَهُمْ عَمَّا شَهِدَ بِأَلْسُنٍ ذَرِبَةٍ بِمَا قَامَ فِيهَا مِنْ قُدْرَتِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ بَيَّنَ عِنْدَهُمْ بِهَا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اَللّٰهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ بَصِيرٌ شَاهِدٌ خَبِيرٌ ● ثُمَّ إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى جَمَعَ لَكُمْ مَعْشَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ عِيدَيْنِ عَظِيمَيْنِ كَبِيرَيْنِ لاَ يَقُومُ أَحَدُهُمَا إِلاَّ بِصَاحِبِهِ لِيُكْمِلَ عِنْدَكُمْ جَمِيلَ صَنِيعَتِهِ وَ يَقِفَكُمْ عَلَى طَرِيقِ رُشْدِهِ وَ يَقْفُو بِكُمْ آثَارَ اَلْمُسْتَضِيئِينَ بِنُورِ هِدَايَتِهِ وَ يَشْمَلَكُمْ مِنْهَاجَ قَصْدِهِ وَ يُوَفِّرَ عَلَيْكُمْ هَنِيءَ رِفْدِهِ فَجَعَلَ اَلْجُمُعَةَ مَجْمَعاً نَدَبَ إِلَيْهِ لِتَطْهِيرِ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَ غَسْلِ مَا كَانَ أَوْقَعَتْهُ مَكَاسِبُ اَلسَّوْءِ مِنْ مِثْلِهِ إِلَى مِثْلِهِ وَ ذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ وَ تِبْيَانِ خَشْيَةِ اَلْمُتَّقِينَ وَ وَهَبَ مِنْ ثَوَابِ اَلْأَعْمَالِ فِيهِ أَضْعَافَ مَا وَهَبَ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ فِي اَلْأَيَّامِ قَبْلَهُ وَ جَعَلَهُ لاَ يَتِمُّ إِلاَّ بِالاِيْتِمَارِ لِمَا أُمِرَ بِهِ وَ اَلاِنْتِهَاءِ عَمَّا نُهِيَ عَنْهُ وَ اَلْبُخُوعِ بِطَاعَتِهِ فِيمَا حَثَّ عَلَيْهِ وَ نَدَبَ إِلَيْهِ ● فَلاَ يَقْبَلُ تَوْحِيدَهُ إِلاَّ بِالاِعْتِرَافِ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِنُبُوَّتِهِ وَ لاَ يَقْبَلُ دَيْناً إِلاَّ بِوَلاَيَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلاَيَتِهِ وَ لاَ تَنْتَظِمُ أَسْبَابُ طَاعَتِهِ إِلاَّ بِالتَّمَسُّكِ بِعِصَمِهِ وَ عِصَمِ أَهْلِ وَلاَيَتِهِ ● فَأَنْزَلَ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي يَوْمَ اَلدَّوْحِ مَا بَيَّنَ بِهِ عَنْ إِرَادَتِهِ فِي خُلَصَائِهِ وَ ذَوِي اِجْتِبَائِهِ وَ أَمَرَهُ بِالْبَلاَغِ وَ تَرْكِ اَلْحَفْلِ بِأَهْلِ اَلزَّيْغِ وَ اَلنِّفَاقِ وَ ضَمِنَ لَهُ عِصْمَتَهُ مِنْهُمْ وَ كَشَفَ مِنْ خَبَايَا أَهْلِ اَلرَّيْبِ وَ ضَمَائِرِ أَهْلِ اَلاِرْتِدَادِ مَا رَمَزَ فِيهِ فَعَقَلَهُ اَلْمُؤْمِنُ وَ اَلْمُنَافِقُ فَأَعَزَّ مُعِزٌّ وَ ثَبَتَ عَلَى اَلْحَقِّ ثَابِتٌ وَ اِزْدَادَتْ جَهْلَةُ اَلْمُنَافِقِ وَ حَمِيَّةُ اَلْمَارِقِ وَ وَقَعَ اَلْعَضُّ عَلَى اَلنَّوَاجِدِ وَ اَلْغَمْزُ عَلَى اَلسَّوَاعِدِ وَ نَطَقَ نَاطِقٌ وَ نَعَقَ نَاعِقٌ وَ نَشَقَ نَاشِقٌ وَ اِسْتَمَرَّ عَلَى مَارِقَتِهِ مَارِقٌ وَ وَقَعَ اَلْإِذْعَانُ مِنْ طَائِفَةٍ بِاللِّسَانِ دُونَ حَقَائِقِ اَلْإِيمَانِ وَ مِنْ طَائِفَةٍ بِاللِّسَانِ وَ صِدْقِ اَلْإِيمَانِ ● وَ كَمَّلَ اَللَّهُ دِينَهُ وَ أَقَرَّ عَيْنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُتَابِعِينَ وَ كَانَ مَا قَدْ شَهِدَهُ بَعْضُكُمْ وَ بَلَغَ بَعْضَكُمْ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ اَللَّهِ اَلْحُسْنَى اَلصَّابِرِينَ وَ دَمَّرَ اَللَّهُ مَا صَنَعَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ وَ قَارُونُ وَ جُنُودُهُ - وَ مٰا كٰانُوا يَعْرِشُونَ وَ بَقِيَتْ خُثَالَةٌ مِنَ اَلضَّلاَلِ لاَ يَأْلُونَ اَلنَّاسَ خَبَالاً يَقْصِدُهُمْ اَللَّهُ فِي دِيَارِهِمْ وَ يَمْحُو اَللَّهُ آثَارَهُمْ وَ يُبِيدُ مَعَالِمَهُمْ وَ يُعْقِبُهُمْ عَنْ قُرْبِ اَلْحَسَرَاتِ وَ يُلْحِقُهُمْ بِمَنْ بَسَطَ أَكُفَّهُمْ وَ مَدَّ أَعْنَاقَهُمْ وَ مَكَّنَهُمْ مِنْ دِينِ اَللَّهِ حَتَّى بَدَّلُوهُ وَ مِنْ حُكْمِهِ حَتَّى غَيَّرُوهُ وَ سَيَأْتِي نَصْرُ اَللَّهِ عَلَى عَدُوِّهِ لِحِينِهِ وَ اَللَّهُ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ● وَ فِي دُونِ مَا سَمِعْتُمْ كِفَايَةٌ وَ بَلاَغٌ فَتَأَمَّلُوا رَحِمَكُمُ اَللَّهُ مَا نَدَبَكُمُ اَللَّهُ إِلَيْهِ وَ حَثَّكُمْ عَلَيْهِ وَ اِقْصِدُوا شَرْعَهُ وَ اُسْلُكُوا نَهْجَهُ - وَ لاٰ تَتَّبِعُوا اَلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ⏳ادامه دارد ...