🔸️الدارمي و التاجر العراقي:
الاصمعي قال: قدم عراقي بعدل(١) من خمر(٢)العراق الى المدينة، فباعها كلها إلا السود، فشكا ذلك الى الدارمي، و كان قد تنسك و ترك الشعر و لزم المسجد فقال: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلّها على حكمك؟قال: ما شئت!! قال: فعمد الدارمي إلى ثياب نسكه!فألقاها عنه و عاد إلى مثل شأنه الاول، و قال شعرا و رفعه إلى صديق له من المغنين، فغنى به و كان الشعر:
قل للمليحة في الخمار الاسود
ما ذا فعلت بزاهد متعبّد
قد كان شمّر للصلاة ثيابه
حتى خطرت له بباب المسجد
ردّي عليه صلاته و صيامه
لا تقتليه بحقّ دين محمد
فشاع هذا الغناء في المدينة: و قالوا: قد رجع الدارمي و تعشق صاحبة الخمار الاسود. فلم تبق مليحة بالمدينة الا اشترت خمارا اسود، و باع التاجر جميع ما كان معه؛ فجعل إخوان الدارمي من النساك يلقون الدارمي فيقولون: ما ذا صنعت؟ فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين. فلما أنفذ العراقي ما كان معه، رجع الدارمي إلى نسكه و لبس ثيابه.
📚العقد الفريد،ابن عبد ربه،ج٧،ص١٧.
----
١_العدل: المثل و النظير، و هو نصف الحمل يكون على احد جنبي البعير
٢_خُمُر : جمع خِمار،والخِمَار : كلُّ ما ستَرَ.
ومنه خمار المرأة، وهو ثوب تغطّي به رأْسَها(المعجم الوسيط بتصرف)
#نوادر_الشعر #الغزل_العربي
@kashkolka