eitaa logo
روضه های مستند
81 دنبال‌کننده
1 عکس
3 ویدیو
0 فایل
مشاهده در ایتا
دانلود
اِئْتَمَنْتَهُ عَلَى وَحْيِكَ فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا فَرَجاً وَ مَخْرَجاً بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ قَالَ اِبْنُ عَيَّاشٍ سَمِعْتُ اَلْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ سُفْيَانَ اَلْبَزَوْفَرِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَدْعُو بِهِ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ وَ قَالَ هُوَ مِنْ أَدْعِيَةِ اَلْيَوْمِ اَلثَّالِثِ مِنْ شَعْبَانَ وَ هُوَ مَوْلِدُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .) [7] سوره مبارکه طارق، آیه 9 [8] الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، جلد ۲، صفحه ۷۶ (ثُمَّ سَارَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ مِنْ بَطْنِ اَلْعَقَبَةِ حَتَّى نَزَلَ شَرَافَ – [شَرَافاً] فَلَمَّا كَانَ فِي اَلسَّحَرِ أَمَرَ فِتْيَانَهُ فَاسْتَقَوْا مِنَ اَلْمَاءِ فَأَكْثَرُوا ثُمَّ سَارَ مِنْهَا حَتَّى اِنْتَصَفَ اَلنَّهَارُ فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ كَبَّرَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَللَّهُ أَكْبَرُ لِمَ كَبَّرْتَ قَالَ رَأَيْتُ اَلنَّخْلَ فَقَالَ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ اَللَّهِ إِنَّ هَذَا اَلْمَكَانَ مَا رَأَيْنَا بِهِ نَخْلَةً قَطُّ فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَمَا تَرَوْنَهُ قَالُوا نَرَاهُ وَ اَللَّهِ آذَانَ اَلْخَيْلِ قَالَ أَنَا وَ اَللَّهِ أَرَى ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا لَنَا مَلْجَأٌ نَلْجَأُ إِلَيْهِ فَنَجْعَلُهُ فِي ظُهُورِنَا وَ نَسْتَقْبِلُ اَلْقَوْمَ بِوَجْهٍ وَاحِدٍ فَقُلْنَا بَلَى هَذَا ذُو حِسْمَى إِلَى جَنْبِكَ تَمِيلُ إِلَيْهِ عَنْ يَسَارِكَ فَإِنْ سَبَقْتَ إِلَيْهِ فَهُوَ كَمَا تُرِيدُ. فَأَخَذَ إِلَيْهِ ذَاتَ اَلْيَسَارِ وَ مِلْنَا مَعَهُ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ طَلَعَتْ عَلَيْنَا هَوَادِي اَلْخَيْلِ فَتَبَيَّنَّاهَا وَ عَدَلْنَا فَلَمَّا رَأَوْنَا عَدَلْنَا عَنِ اَلطَّرِيقِ عَدَلُوا إِلَيْنَا – كَأَنَّ أَسِنَّتَهُمُ اَلْيَعَاسِيبُ وَ كَأَنَّ رَايَاتِهِمْ أَجْنِحَةُ اَلطَّيْرِ فَاسْتَبَقْنَا إِلَى ذِي حِسْمَى فَسَبَقْنَاهُمْ إِلَيْهِ وَ أَمَرَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِأَبْنِيَتِهِ فَضُرِبَتْ. وَ جَاءَ اَلْقَوْمُ زُهَاءَ أَلْفِ فَارِس ٍ مَعَ اَلْحُرِّ بْنِ يَزِيدَ اَلتَّمِيمِيِّ حَتَّى وَقَفَ هُوَ وَ خَيْلُهُ مُقَابِلَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي حَرِّ اَلظَّهِيرَةِ وَ اَلْحُسَيْنُ وَ أَصْحَابُهُ مُعْتَمُّونَ مُتَقَلِّدُو أَسْيَافِهِمْ فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِفِتْيَانِهِ اِسْقُوا اَلْقَوْمَ وَ أَرْوُوهُمْ مِنَ اَلْمَاءِ وَ رَشِّفُوا اَلْخَيْلَ تَرْشِيفاً فَفَعَلُوا وَ أَقْبَلُوا يَمْلَئُونَ اَلْقِصَاعَ وَ اَلطِّسَاسَ مِنَ اَلْمَاءِ ثُمَّ يُدْنُونَهَا مِنَ اَلْفَرَسِ فَإِذَا عَبَّ فِيهَا ثَلاَثاً أَوْ أَرْبَعاً أَوْ خَمْساً عُزِلَتْ عَنْهُ وَ سَقَوْا آخَرَ حَتَّى سَقَوْهَا كُلَّهَا. فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلطَّعَّانِ اَلْمُحَارِبِيُّ كُنْتُ مَعَ اَلْحُرِّ يَوْمَئِذٍ فَجِئْتُ فِي آخِرِ مَنْ جَاءَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا رَأَى اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا بِي وَ بِفَرَسِي مِنَ اَلْعَطَشِ قَالَ أَنِخِ اَلرَّاوِيَةَ وَ اَلرَّاوِيَةُ عِنْدِي اَلسِّقَاءُ ثُمَّ قَالَ يَا اِبْنَ أَخِي أَنِخِ اَلْجَمَلَ فَأَنَخْتُهُ فَقَالَ اِشْرَبْ فَجَعَلْتُ كُلَّمَا شَرِبْتُ سَالَ اَلْمَاءُ مِنَ اَلسِّقَاءِ فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اِخْنِثِ اَلسِّقَاءَ أَيِ اِعْطِفْهُ فَلَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَفْعَلُ فَقَامَ فَخَنَثَهُ فَشَرِبْتُ وَ سَقَيْتُ فَرَسِي. وَ كَانَ مَجِيءُ اَلْحُرِّ بْنِ يَزِيدَ مِنَ اَلْقَادِسِيَّةِ وَ كَانَ عُبَيْدُ اَللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بَعَثَ اَلْحُصَيْنَ بْنَ نُمَيْرٍ وَ أَمَرَهُ أَنْ يَنْزِلَ اَلْقَادِسِيَّةَ وَ تَقَدَّمَ اَلْحُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي أَلْفِ فَارِسٍ يَسْتَقْبِلُ بِهِمْ حُسَيْناً فَلَمْ يَزَلِ اَلْحُرُّ مُوَافِقاً لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَتَّى حَضَرَتْ صَلاَةُ اَلظُّهْرِ وَ أَمَرَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْحَجَّاجَ بْنَ مَسْرُورٍ أَنْ يُؤَذِّنَ فَلَمَّا حَضَرَتِ اَلْإِقَامَةُ خَرَجَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي إِزَارٍ وَ رِدَاءٍ وَ نَعْلَيْنِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنِّي لَمْ آتِكُمْ حَتَّى أَتَتْنِي كُتُبُكُمْ وَ قَدِمَتْ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ أَنِ اِقْدَمْ عَلَيْنَا فَإِنَّهُ لَيْسَ لَنَا إِمَامٌ لَعَلَّ اَللَّهَ أَنْ يَجْمَعَنَا بِكَ عَلَى اَلْهُدَى وَ اَلْحَقِّ فَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ جِئْتُكُمْ فَأَعْطُونِي مَا أَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ مِنْ عُهُودِكُمْ وَ مَوَاثِيقِكُمْ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ كُنْتُمْ لِمَقْدَمِي كَارِهِينَ
اِنْصَرَفْتُ عَنْكُمْ إِلَى اَلْمَكَانِ اَلَّذِي جِئْتُ مِنْهُ إِلَيْكُمْ فَسَكَتُوا عَنْهُ وَ لَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِكَلِمَةٍ. فَقَالَ لِلْمُؤَذِّنِ أَقِمْ فَأَقَامَ اَلصَّلاَةَ فَقَالَ لِلْحُرِّ أَ تُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ بِأَصْحَابِكَ قَالَ لاَ بَلْ تُصَلِّي أَنْتَ وَ نُصَلِّي بِصَلاَتِكَ فَصَلَّى بِهِمُ اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ دَخَلَ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ وَ اِنْصَرَفَ اَلْحُرُّ إِلَى مَكَانِهِ اَلَّذِي كَانَ فِيهِ فَدَخَلَ خَيْمَةً قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ وَ اِجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ عَادَ اَلْبَاقُونَ إِلَى صَفِّهِمُ اَلَّذِي كَانُوا فِيهِ فَأَعَادُوهُ ثُمَّ أَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِعِنَانِ دَابَّتِهِ وَ جَلَسَ فِي ظِلِّهَا. فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ اَلْعَصْرِ أَمَرَ اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْ يَتَهَيَّئُوا لِلرَّحِيلِ فَفَعَلُوا ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَى بِالْعَصْرِ وَ أَقَامَ فَاسْتَقَامَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَصَلَّى بِالْقَوْمِ ثُمَّ سَلَّمَ وَ اِنْصَرَفَ إِلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا اَلنَّاسُ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَتَّقُوا اَللَّهَ وَ تَعْرِفُوا اَلْحَقَّ لِأَهْلِهِ يَكُنْ أَرْضَى لِلَّهِ عَنْكُمْ وَ نَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْلَى بِوَلاَيَةِ هَذَا اَلْأَمْرِ عَلَيْكُمْ مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْمُدَّعِينَ مَا لَيْسَ لَهُمْ وَ اَلسَّائِرِينَ فِيكُمْ بِالْجَوْرِ وَ اَلْعُدْوَانِ وَ إِنْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ كَرَاهِيَةً لَنَا وَ اَلْجَهْلَ بِحَقِّنَا وَ كَانَ رَأْيُكُمُ اَلْآنَ غَيْرَ مَا أَتَتْنِي بِهِ كُتُبُكُمْ وَ قَدِمَتْ بِهِ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ اِنْصَرَفْتُ عَنْكُمْ. فَقَالَ لَهُ اَلْحُرُّ أَنَا وَ اَللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هَذِهِ اَلْكُتُبُ وَ اَلرُّسُلُ اَلَّتِي تَذْكُرُ فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ يَا عُقْبَةَ بْنَ سِمْعَانَ أَخْرِجِ اَلْخُرْجَيْنِ اَللَّذَيْنِ فِيهِمَا كُتُبُهُمْ إِلَيَّ فَأَخْرَجَ خُرْجَيْنِ مَمْلُوءَيْنِ صُحُفاً فَنُثِرَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ اَلْحُرُّ إِنَّا لَسْنَا مِنْ هَؤُلاَءِ اَلَّذِينَ كَتَبُوا إِلَيْكَ وَ قَدْ أُمِرْنَا إِذَا نَحْنُ لَقِينَاكَ أَلاَّ نُفَارِقَكَ حَتَّى نُقْدِمَكَ اَلْكُوفَةَ عَلَى عُبَيْدِ اَللَّهِ فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْمَوْتُ أَدْنَى إِلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ قُومُوا فَارْكَبُوا فَرَكِبُوا وَ اِنْتَظَرَ حَتَّى رَكِبَ نِسَاؤُهُمْ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ اِنْصَرِفُوا فَلَمَّا ذَهَبُوا لِيَنْصَرِفُوا حَالَ اَلْقَوْمُ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ اَلاِنْصِرَافِ فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِلْحُرِّ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مَا تُرِيدُ فَقَالَ لَهُ اَلْحُرُّ أَمَا لَوْ غَيْرُكَ مِنَ اَلْعَرَبِ يَقُولُهَا لِي وَ هُوَ عَلَى مِثْلِ اَلْحَالِ اَلَّتِي أَنْتَ عَلَيْهَا مَا تَرَكْتُ ذِكْرَ أُمِّهِ بِالثُّكْلِ كَائِناً مَنْ كَانَ وَ لَكِنْ وَ اَللَّهِ مَا لِي إِلَى ذِكْرِ أُمِّكَ مِنْ سَبِيلٍ إِلاَّ بِأَحْسَنِ مَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَمَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَنْ أَنْطَلِقَ بِكَ إِلَى اَلْأَمِيرِ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ إِذاً وَ اَللَّهِ لاَ أَتَّبِعُكَ قَالَ إِذاً وَ اَللَّهِ لاَ أَدَعُكَ فَتَرَادَّا اَلْقَوْلَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا كَثُرَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَهُمَا قَالَ لَهُ اَلْحُرُّ إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ بِقِتَالِكَ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَلاَّ أُفَارِقَكَ حَتَّى أُقْدِمَكَ اَلْكُوفَةَ فَإِذَا أَبَيْتَ فَخُذْ طَرِيقاً لاَ يُدْخِلُكَ اَلْكُوفَةَ وَ لاَ يَرُدُّكَ إِلَى اَلْمَدِينَةِ تَكُونُ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ نَصَفاً حَتَّى أَكْتُبَ إِلَى اَلْأَمِيرِ وَ تَكْتُبَ إِلَى يَزِيدَ أَوْ إِلَى عُبَيْدِ اَللَّهِ فَلَعَلَّ اَللَّهَ إِلَى ذَلِكَ أَنْ يَأْتِيَ بِأَمْرٍ يَرْزُقُنِي فِيهِ اَلْعَافِيَةَ مِنْ أَنْ أَبْتَلِيَ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِكَ فَخُذْ هَاهُنَا فَتَيَاسَرَ عَنْ طَرِيقِ اَلْعُذَيْبِ وَ اَلْقَادِسِيَّةِ فَسَارَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ سَارَ اَلْحُرُّ فِي أَصْحَابِهِ يُسَايِرُهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ يَا حُسَيْنُ إِنِّي أُذَكِّرُكَ اَللَّهَ فِي نَفْسِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ لَئِنْ قَاتَلْتَ لَتُقْتَلَنَّ.
فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَ فَبِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِي وَ هَلْ يَعْدُو بِكُمُ اَلْخَطْبُ أَنْ تَقْتُلُونِي وَ سَأَقُولُ كَمَا قَالَ أَخُو اَلْأَوْسِ لاِبْنِ عَمِّهِ وَ هُوَ يُرِيدُ نُصْرَةَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَخَوَّفَهُ اِبْنُ عَمِّهِ وَ قَالَ أَيْنَ تَذْهَبُ فَإِنَّكَ مَقْتُولٌ فَقَالَ – سَأَمْضِي فَمَا بِالْمَوْتِ عَارٌ عَلَى اَلْفَتَى إِذَا مَا نَوَى حَقّاً وَ جَاهَدَ مُسْلِماً وَ آسَى اَلرِّجَالَ اَلصَّالِحِينَ بِنَفْسِهِ وَ فَارَقَ مَثْبُوراً وَ بَاعَدَ مُجْرِماً فَإِنْ عِشْتُ لَمْ أَنْدَمْ وَ إِنْ مِتُّ لَمْ أُلَمْ كَفَى بِكَ ذُلاًّ أَنْ تَعِيشَ وَ تُرْغَمَا. فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ اَلْحُرُّ تَنَحَّى عَنْهُ فَكَانَ يَسِيرُ بِأَصْحَابِهِ نَاحِيَةً وَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي نَاحِيَةٍ أُخْرَى حَتَّى اِنْتَهَوْا إِلَى عُذَيْبِ اَلْهِجَانَاتِ . ثُمَّ مَضَى اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى قَصْرِ بَنِي مُقَاتِلٍ فَنَزَلَ بِهِ فَإِذَا هُوَ بِفُسْطَاطٍ مَضْرُوبٍ فَقَالَ لِمَنْ هَذَا فَقِيلَ لِعُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْحُرِّ اَلْجُعْفِيِّ فَقَالَ اُدْعُوهُ إِلَيَّ فَلَمَّا أَتَاهُ اَلرَّسُولُ قَالَ لَهُ هَذَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ يَدْعُوكَ فَقَالَ عُبَيْدُ اَللَّهِ إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ وَ اَللَّهِ مَا خَرَجْتُ مِنَ اَلْكُوفَةِ إِلاَّ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَدْخُلَهَا اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا بِهَا وَ اَللَّهِ مَا أُرِيدُ أَنْ أَرَاهُ وَ لاَ يَرَانِي فَأَتَاهُ اَلرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ فَقَامَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ وَ جَلَسَ ثُمَّ دَعَاهُ إِلَى اَلْخُرُوجِ مَعَهُ فَأَعَادَ عَلَيْهِ عُبَيْدُ اَللَّهِ بْنُ اَلْحُرِّ تِلْكَ اَلْمَقَالَةَ وَ اِسْتَقَالَهُ مِمَّا دَعَاهُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَإِنْ لَمْ تَنْصُرْنَا فَاتَّقِ اَللَّهَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يُقَاتِلُنَا فَوَ اَللَّهِ لاَ يَسْمَعُ وَاعِيَتَنَا أَحَدٌ ثُمَّ لاَ يَنْصُرُنَا إِلاَّ هَلَكَفَقَالَ أَمَّا هَذَا فَلاَ يَكُونُ أَبَداً إِنْ شَاءَ اَللَّهُثُمَّ قَامَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى دَخَلَ رَحْلَهُ. وَ لَمَّا كَانَ فِي آخِرِ اَللَّيْلِ أَمَرَ فِتْيَانَهُ بِالاِسْتِقَاءِ مِنَ اَلْمَاءِ ثُمَّ أَمَرَ بِالرَّحِيلِ فَارْتَحَلَ مِنْ قَصْرِ بَنِي مُقَاتِلٍ فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ سِمْعَانَ سِرْنَا مَعَهُ سَاعَةً فَخَفَقَ وَ هُوَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ خَفْقَةً ثُمَّ اِنْتَبَهَ وَ هُوَ يَقُولُ إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ وَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ اِبْنُهُ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ عَلَى فَرَسٍ فَقَالَ مِمَّ حَمِدْتَ اَللَّهَ وَ اِسْتَرْجَعْتَفَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي خَفَقْتُ خَفْقَةً فَعَنَّ لِي فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ وَ هُوَ يَقُولُ: اَلْقَوْمُ يَسِيرُونَ وَ اَلْمَنَايَا تَصِيرُ إِلَيْهِمْ فَعَلِمْتُ أَنَّهَا أَنْفُسُنَا نُعِيَتْ إِلَيْنَا فَقَالَ لَهُ يَا أَبَتِ لاَ أَرَاكَ اَللَّهُ سُوءاً أَ لَسْنَا عَلَى اَلْحَقِّ قَالَ بَلَى وَ اَلَّذِي إِلَيْهِ مَرْجِعُ اَلْعِبَادِ قَالَ فَإِنَّنَا إِذاً لاَ نُبَالِي أَنْ نَمُوتَ مُحِقِّينَ فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ جَزَاكَ اَللَّهُ مِنْ وَلَدٍ خَيْرَ مَا جَزَى وَلَداً عَنْ وَالِدِهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ نَزَلَ فَصَلَّى اَلْغَدَاةَ ثُمَّ عَجَّلَ اَلرُّكُوبَ فَأَخَذَ يَتَيَاسَرُ بِأَصْحَابِهِ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَهُمْ فَيَأْتِيهِ اَلْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ فَيَرُدُّهُ وَ أَصْحَابَهُ فَجَعَلَ إِذَا رَدَّهُمْ نَحْوَ اَلْكُوفَةِ رَدّاً شَدِيداً اِمْتَنَعُوا عَلَيْهِ فَارْتَفَعُوا فَلَمْ يَزَالُوا يَتَيَاسَرُونَ كَذَلِكَ حَتَّى اِنْتَهَوْا إِلَى نَيْنَوَى اَلْمَكَانِ اَلَّذِي نَزَلَ بِهِ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَإِذَا رَاكِبٌ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ عَلَيْهِ اَلسِّلاَحُ مُتَنَكِّبٌ قَوْساً مُقْبِلٌ مِنَ اَلْكُوفَةِ فَوَقَفُوا جَمِيعاً يَنْتَظِرُونَهُ فَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَى اَلْحُرِّ وَ أَصْحَابِهِ وَ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَى اَلْحُسَيْنِ وَ أَصْحَابِهِ وَ دَفَعَ إِلَى اَلْحُرِّ كِتَاباً مِنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَإِذَا فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ: فَجَعْجِعْ بِالْحُسَيْنِ حِينَ يَبْلُغُكَ كِتَابِي وَ يَقْدَمُ عَلَيْكَ رَسُولِي وَ لاَ تُنْزِلْهُ إِلاَّ بِالْعَرَاءِ فِي غَيْرِ حِصْنٍ وَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَقَدْ أَمَرْتُ رَسُولِي أَنْ
يَلْزَمَكَ وَ لاَ يُفَارِقَكَ حَتَّى يَأْتِيَنِي بِإِنْفَاذِكَ أَمْرِي وَ اَلسَّلاَمُ. فَلَمَّا قَرَأَ اَلْكِتَابَ قَالَ لَهُمُ اَلْحُرُّ هَذَا كِتَابُ اَلْأَمِيرِ عُبَيْدِ اَللَّهِ يَأْمُرُنِي أَنْ أُجَعْجِعَ بِكُمْ فِي اَلْمَكَانِ اَلَّذِي يَأْتِي كِتَابُهُ وَ هَذَا رَسُولُهُ وَ قَدْ أَمَرَهُ أَلاَّ يُفَارِقَنِي حَتَّى أُنَفِّذَ أَمْرَهُ. فَنَظَرَ يَزِيدُ بْنُ اَلْمُهَاجِرِ اَلْكِنَانِيُّ وَ كَانَ مَعَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى رَسُولِ اِبْنِ زِيَادٍ فَعَرَفَهُ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مَا ذَا جِئْتَ فِيهِ قَالَ أَطَعْتُ إِمَامِي وَ وَفَيْتُ بِبَيْعَتِي فَقَالَ لَهُ اِبْنُ اَلْمُهَاجِرِ بَلْ عَصَيْتَ رَبَّكَ وَ أَطَعْتَ إِمَامَكَ فِي هَلاَكِ نَفْسِكَ وَ كَسَبْتَ اَلْعَارَ وَ اَلنَّارَ وَ بِئْسَ اَلْإِمَامُ إِمَامُكَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى اَلنّٰارِ وَ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ لاٰ يُنْصَرُونَ فَإِمَامُكَ مِنْهُمْ. وَ أَخَذَهُمُ اَلْحُرُّ بِالنُّزُولِ فِي ذَلِكَ اَلْمَكَانِ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ وَ لاَ قَرْيَةٍ فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ دَعْنَا وَيْحَكَ نَنْزِلْ فِي هَذِهِ اَلْقَرْيَةِ أَوْ هَذِهِ يَعْنِي نَيْنَوَى وَ اَلْغَاضِرِيَّةَ أَوْ هَذِهِ يَعْنِي شِفْنَةَ قَالَ لاَ وَ اَللَّهِ مَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ هَذَا رَجُلٌ قَدْ بُعِثَ إِلَيَّ عَيْناً عَلَيَّ فَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ اَلْقَيْنِ إِنِّي وَ اَللَّهِ مَا أَرَاهُ يَكُونُ بَعْدَ اَلَّذِي تَرَوْنَ إِلاَّ أَشَدَّ مِمَّا تَرَوْنَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ إِنَّ قِتَالَ هَؤُلاَءِ اَلسَّاعَةَ أَهْوَنُ عَلَيْنَا مِنْ قِتَالِ مَنْ يَأْتِينَا بَعْدَهُمْ فَلَعَمْرِي لَيَأْتِينَا بَعْدَهُمْ مَا لاَ قِبَلَ لَنَا بِهِ فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا كُنْتُ لِأَبْدَأَهُمْ بِالْقِتَالِ ثُمَّ نَزَلَ وَ ذَلِكَ يَوْمَ اَلْخَمِيسِ وَ هُوَ اَلْيَوْمُ اَلثَّانِي مِنَ اَلْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَ سِتِّينَ . فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ قَدِمَ عَلَيْهِمْ عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ اَلْكُوفَةِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ فَنَزَلَ بِنَيْنَوَى فَبَعَثَ إِلَى اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عُرْوَةَ بْنَ قَيْسٍ اَلْأَحْمَسِيَّ فَقَالَ لَهُ اِئْتِهِ فَسَلْهُ مَا اَلَّذِي جَاءَ بِكَ وَ مَا ذَا تُرِيدُ. وَ كَانَ عُرْوَةُ مِمَّنْ كَتَبَ إِلَى اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَاسْتَحْيَا مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَهُ فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَى اَلرُّؤَسَاءِ اَلَّذِينَ كَاتَبُوهُ فَكُلُّهُمْ أَبَى ذَلِكَ وَ كَرِهَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلشَّعْبِيُّ وَ كَانَ فَارِساً شُجَاعاً لاَ يَرُدُّ وَجْهَهُ شَيْءٌ فَقَالَ أَنَا أَذْهَبُ إِلَيْهِ وَ وَ اَللَّهِ لَئِنْ شِئْتَ لَأَفْتِكَنَّ بِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مَا أُرِيدُ أَنْ تَفْتِكَ بِهِ وَ لَكِنِ اِئْتِهِ فَسَلْهُ مَا اَلَّذِي جَاءَ بِكَ. فَأَقْبَلَ كَثِيرٌ إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو ثُمَامَةَ اَلصَّائِدِيُّ قَالَ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَصْلَحَكَ اَللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ قَدْ جَاءَكَ شَرُّ أَهْلِ اَلْأَرْضِ وَ أَجْرَؤُهُمْ عَلَى دَمٍ وَ أَفْتَكُهُمْ وَ قَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ضَعْ سَيْفَكَ قَالَ لاَ وَ لاَ كَرَامَةَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولٌ فَإِنْ سَمِعْتُمْ مِنِّي بَلَّغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَ إِنْ أَبَيْتُمْ اِنْصَرَفْتُ عَنْكُمْ قَالَ فَإِنِّي آخِذٌ بِقَائِمِ سَيْفِكَ ثُمَّ تَكَلَّمْ بِحَاجَتِكَ قَالَ لاَ وَ اَللَّهِ لاَ تَمَسُّهُ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي بِمَا جِئْتَ بِهِ وَ أَنَا أُبَلِّغُهُ عَنْكَ وَ لاَ أَدَعُكَ تَدْنُو مِنْهُ فَإِنَّكَ فَاجِرٌ فَاسْتَبَّا وَ اِنْصَرَفَ إِلَى عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ فَأَخْبَرَهُ اَلْخَبَرَ. فَدَعَا عُمَرُ قُرَّةَ بْنَ قَيْسٍ اَلْحَنْظَلِيَّ فَقَالَ لَهُ وَيْحَكَ يَا قُرَّةُ اِلْقَ حُسَيْناً فَسَلْهُ مَا جَاءَ بِهِ وَ مَا ذَا يُرِيدُ فَأَتَاهُ قُرَّةُ فَلَمَّا رَآهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُقْبِلاً قَالَ أَ تَعْرِفُونَ هَذَا فَقَالَ لَهُ حَبِيبُ بْنُ مُظَاهِرٍ نَعَمْ هَذَا رَجُلٌ مِنْ حَنْظَلَةِ تَمِيمٍ وَ هُوَ اِبْنُ أُخْتِنَا وَ قَدْ كُنْتُ أَعْرِفُهُ بِحُسْنِ اَلرَّأْيِ وَ مَا كُنْتُ أَرَاهُ يَشْهَدُ هَذَا اَلْمَشْهَدَ فَجَاءَ حَتَّى سَلَّمَ عَلَى اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَبْلَغَهُ رِسَالَةَ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ كَتَبَ إِلَيَّ أَهْلُ مِصْرِكُمْ هَذَا أَنِ اِقْدَمْ فَأَمَّا إِذْ كَرِهْتُمُونِي فَأَنَا أَنْصَرِفُ عَنْكُمْ ثُمَّ قَالَ حَبِيبُ بْنُ مُظَاهِرٍ وَيْحَكَ يَا
قُرَّةُ أَيْنَ تَرْجِعُ إِلَى اَلْقَوْمِ اَلظَّالِمِينَ اُنْصُرْ هَذَا اَلرَّجُلَ اَلَّذِي بِآبَائِهِ أَيَّدَكَ اَللَّهُ بِالْكَرَامَةِ فَقَالَ لَهُ قُرَّةُ أَرْجِعُ إِلَى صَاحِبِي بِجَوَابِ رِسَالَتِهِ وَ أَرَى رَأْيِي قَالَ فَانْصَرَفَ إِلَى عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ فَأَخْبَرَهُ اَلْخَبَرَ فَقَالَ عُمَرُ أَرْجُو أَنْ يُعَافِيَنِي اَللَّهُ مِنْ حَرْبِهِ وَ قِتَالِهِ وَ كَتَبَ إِلَى عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي حِينَ نَزَلْتُ بِالْحُسَيْنِ بَعَثْتُ إِلَيْهِ رُسُلِي فَسَأَلْتُهُ عَمَّا أَقْدَمَهُ وَ مَا ذَا يَطْلُبُ فَقَالَ كَتَبَ إِلَيَّ أَهْلُ هَذِهِ اَلْبِلاَدِ وَ أَتَتْنِي رُسُلُهُمْ يَسْأَلُونَنِي اَلْقُدُومَ فَفَعَلْتُ فَأَمَّا إِذْ كَرِهُونِي وَ بَدَا لَهُمْ غَيْرُ مَا أَتَتْنِي بِهِ رُسُلُهُمْ فَأَنَا مُنْصَرِفٌ عَنْهُمْ. قَالَ حَسَّانُ بْنُ قَائِدٍ اَلْعَبْسِيُّ وَ كُنْتُ عِنْدَ عُبَيْدِ اَللَّهِ حِينَ أَتَاهُ هَذَا اَلْكِتَابُ فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ: اَلْآنَ إِذْ عَلِقَتْ مَخَالِبُنَا بِهِ يَرْجُو اَلنَّجَاةَ وَ لاٰتَ حِينَ مَنٰاصٍ . وَ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ وَ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ فَاعْرِضْ عَلَى اَلْحُسَيْنِ أَنْ يُبَايِعَ لِيَزِيدَ هُوَ وَ جَمِيعُ أَصْحَابِهِ فَإِذَا فَعَلَ هُوَ ذَلِكَ رَأَيْنَا رَأْيَنَا وَ اَلسَّلاَمُ. فَلَمَّا وَرَدَ اَلْجَوَابُ عَلَى عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَقْبَلَ اِبْنُ زِيَادٍ اَلْعَافِيَةَ. وَ وَرَدَ كِتَابُ اِبْنِ زِيَادٍ فِي اَلْأَثَرِ إِلَى عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ أَنْ حُلْ بَيْنَ اَلْحُسَيْنِ وَ أَصْحَابِهِ وَ بَيْنَ اَلْمَاءِ فَلاَ يَذُوقُوا مِنْهُ قَطْرَةً كَمَا صُنِعَ بِالتَّقِيِّ اَلزَّكِيِّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَبَعَثَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ فِي اَلْوَقْتِ عَمْرَو بْنَ اَلْحَجَّاجِ فِي خَمْسِمِائَةِ فَارِسٍ فَنَزَلُوا عَلَى اَلشَّرِيعَةِ وَ حَالُوا بَيْنَ اَلْحُسَيْنِ وَ أَصْحَابِهِ وَ بَيْنَ اَلْمَاءِ أَنْ يَسْتَقُوا مِنْهُ قَطْرَةً وَ ذَلِكَ قَبْلَ قَتْلِ اَلْحُسَيْنِ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَ نَادَى عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ حُصَيْنٍ اَلْأَزْدِيُّ وَ كَانَ عِدَادَهُ فِي بَجِيلَةَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا حُسَيْنُ أَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى اَلْمَاءِ كَأَنَّهُ كَبِدُ اَلسَّمَاءِ وَ اَللَّهِ لاَ تَذُوقُونَ مِنْهُ قَطْرَةً وَاحِدَةً حَتَّى تَمُوتُوا عَطَشاً فَقَالَ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَللَّهُمَّ اُقْتُلْهُ عَطَشاً وَ لاَ تَغْفِرْ لَهُ أَبَداً. قَالَ حُمَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ اَللَّهِ لَعُدْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي مَرَضِهِ فَوَ اَللَّهِ اَلَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ اَلْمَاءَ حَتَّى يَبْغَرَ ثُمَّ يَقِيئُهُ وَ يَصِيحُ اَلْعَطَشَ اَلْعَطَشَ ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ اَلْمَاءَ حَتَّى يَبْغَرَ ثُمَّ يَقِيئُهُ وَ يَتَلَظَّى عَطَشاً فَمَا زَالَ ذَلِكَ دَأْبُهُ حَتَّى لَفَظَ نَفْسَهُ .) [9] مثیر الأحزان ، جلد ۱ ، صفحه ۴۸ (قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِمْعَانَ : وَ مَضَيْنَا حَتَّى إِذَا قَرُبْنَا مِنْ نَيْنَوَى وَ إِذَا رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ اِسْمُهُ مَالِكُ بْنُ بَشِيرٍ مَعَهُ كِتَابٌ مِنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ إِلَى اَلْحُرِّ أَنْ جَعْجِعْ بِالْحُسَيْنِ وَ لاَ تُنْزِلْهُ إِلاَّ بِالْعَرَاءِ فِي غَيْرِ خَصْبٍ وَ لاَ نَهَرٍ. فَقَرَأَ اَلْكِتَابَ .) [10] عوالم العلوم و المعارف و الأحوال من الآیات و الأخبار و الأقوال ، جلد ۱۷ ، صفحه ۲۲۹ (و قال المفيد «ره»: فلمّا سمع الحرّ ذلك تنحّى عنه، و كان يسير بأصحابه ناحية، و الحسين عليه السّلام في ناحية [اخرى] حتّى انتهوا إلى عذيب الهجانات، ثمّ مضى الحسين عليه السّلام حتّى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به فاذا هو بفسطاط مضروب، فقال: لمن هذا؟ فقيل لعبيد اللّه بن الحرّ الجعفيّ، قال: ادعوه [إليّ]، فلمّا أتاه الرسول، قال له: هذا الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام يدعوك، فقال عبيد اللّه: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و اللّه ما خرجت من الكوفة إلاّ كراهيّة أن يدخلها الحسين عليه السّلام و أنا بها ،و اللّه ما اريد أن أراه و لا يراني. فأتاه الرسول فأخبره، فقام [إليه] الحسين عليه السّلام فجاء حتّى دخل عليه و سلّم و جلس، ثمّ دعاه إلى الخروج معه، فأعاد عليه عبيد اللّه بن الحرّ تلك المقالة و استقاله ممّا دعاه إليه، فقال له الحسين عليه السّلام: فإن لم تكن تنصرنا فاتّق اللّه أن لا تكون ممّن يقاتلنا، فو اللّه لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ لم ينصرنا إلاّ هلك، فقال له: أمّا هذا فلا يكون أبدا إن شاء اللّه تعالى، ثمّ قام الحسين عليه السّلام من عنده حتّى دخل رحله.
و لمّا كان في آخر الليل أمر فتيانه بالاستقاء من الماء، ثمّ أمر بالرحيل، فارتحل من قصر بني مقاتل، فقال عاقبة بن سمعان: فسرنا معه ساعة فخفق عليه السّلام و هو على ظهر فرسه خفقة ثمّ انتبه و هو يقول:«إنّا للّه و إنّا إليه راجعون»[و] الحمد للّه ربّ العالمين، ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثا، فأقبل إليه ابنه عليّ بن الحسين فقال: ممّ حمدت اللّه و استرجعت؟(ف) قال: يا بنيّ إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس و هو يقول: القوم يسيرون و المنايا تسير إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نعيت إلينا، فقال له: يا أبت لا أراك اللّه سوءا، أ لسنا على الحقّ؟ قال: بلى و اللّه الذي إليه مرجع العباد، فقال: فإننا إذا ما نبالي أن نموت محقّين، فقال له الحسين عليه السّلام: جزاك اللّه من ولد خير ما جزى ولدا عن والده. فلمّا أصبح نزل و صلّى بهم الغداة، ثمّ عجّل الركوب و أخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّقهم فيأتيه الحرّ بن يزيد فيردّه و أصحابه، فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة ردّا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا، فلم يزالوا يتسايرون كذلك حتّى انتهوا إلى نينوى بالمكان الذي نزل به الحسين عليه السّلام، فإذا راكب على نجيب له عليه سلاح متنكّبا قوسا مقبلا من الكوفة فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ و أصحابه و لم يسلّم على الحسين عليه السّلام و أصحابه، و دفع إلى الحرّ كتابا من عبيد اللّه بن زياد لعنه اللّه فإذا فيه: أمّا بعد فجعجع بالحسين حين [ي] بلغك كتابي [هذا] و يقدم عليك رسولي و لا تنزله إلاّ بالعراء في غير خضر و على غير ماء، و قد أمرت رسولي أن يلزمك و لا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري و السلام. فلما قرأ الكتاب قال لهم الحرّ: هذا كتاب الأمير عبيد اللّه يأمرني أن اجعجع بكم في المكان الذي يأتيني كتابه، و هذا رسوله و قد أمره أن لا يفارقني حتى أنفذ أمره فيكم، فنظر يزيد بن مهاجر الكنديّ – و كان مع الحسين عليه السّلام – إلى رسول ابن زياد فعرفه، فقال له: ثكلتك امّك ما ذا جئت فيه قال: أطعت إمامي و وفيت ببيعتي، فقال له ابن المهاجر: بل عصيت ربّك و أطعت إمامك في هلاك نفسك و كسبت العار و النار و بئس الإمام إمامك، قال اللّه تعالى «وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى اَلنّٰارِ وَ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ لاٰ يُنْصَرُونَ» فإمامك منهم، و أخذهم الحرّ بالنزول في ذلك المكان على غير ماء و لا في قرية، فقال له الحسين عليه السّلام: دعنا ويحك ننزل [في] هذه القرية أو هذه – يعني نينوى و الغاضرية – أو هذه يعني شفيّة ،قال: لا و اللّه ما أستطيع ذلك، هذا رجل قد بعث إليّ عينا عليّ، فقال له زهير بن القين: إنّي و اللّه لا أرى أن يكون بعد الّذي ترون إلاّ أشدّ ممّا ترون، يا ابن رسول اللّه إنّ قتال هؤلاء القوم الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعدهم مالا قبل لنا به، فقال الحسين عليه السّلام: ما كنت لأبدأهم بالقتال، ثم نزل و ذلك اليوم يوم الخميس و هو اليوم الثاني من المحرّم سنة إحدى و ستّين .) [11] الکافي ، جلد ۴ ، صفحه ۱۴۷ (وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ اَلْمَلِكِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَنْ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ وَ عَاشُورَاءَ مِنْ شَهْرِ اَلْمُحَرَّمِ فَقَالَ تَاسُوعَاءُ يَوْمٌ حُوصِرَ فِيهِ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ أَصْحَابُهُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ بِكَرْبَلاَءَ وَ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَيْلُ أَهْلِ اَلشَّامِ وَ أَنَاخُوا عَلَيْهِ وَ فَرِحَ اِبْنُ مَرْجَانَةَ وَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ بِتَوَافُرِ اَلْخَيْلِ وَ كَثْرَتِهَا وَ اِسْتَضْعَفُوا فِيهِ اَلْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ وَ أَصْحَابَهُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ وَ أَيْقَنُوا أَنْ لاَ يَأْتِيَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ نَاصِرٌ وَ لاَ يُمِدَّهُ أَهْلُ اَلْعِرَاقِ بِأَبِي اَلْمُسْتَضْعَفُ اَلْغَرِيبُ ثُمَّ قَالَ وَ أَمَّا يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَيَوْمٌ أُصِيبَ فِيهِ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ صَرِيعاً بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَ أَصْحَابُهُ صَرْعَى حَوْلَهُ عُرَاةً أَ فَصَوْمٌ يَكُونُ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ كَلاَّ وَ رَبِّ اَلْبَيْتِ اَلْحَرَامِ مَا هُوَ يَوْمَ صَوْمٍ وَ مَا هُوَ إِلاَّ يَوْمُ حُزْنٍ وَ مُصِيبَةٍ دَخَلَتْ عَلَى أَهْلِ اَلسَّمَاءِ وَ أَهْلِ اَلْأَرْضِ وَ جَمِيعِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ يَوْمُ فَرَحٍ وَ سُرُورٍ لاِبْنِ مَرْجَانَةَ وَ آلِ زِيَادٍ وَ أَهْلِ اَلشَّامِ غَضِبَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ ذَلِكَ يَوْمٌ بَكَتْ عَلَيْهِ جَمِيعُ بِقَاعِ اَلْأَرْضِ خَلاَ بُقْعَةِ اَلشَّامِ فَمَنْ صَامَهُ أَوْ تَبَرَّكَ بِهِ حَشَرَهُ اَللَّهُ مَعَ آلِ زِيَادٍ مَمْسُوخُ اَلْقَلْبِ مَسْخُوطٌ عَلَيْهِ وَ مَنِ اِدَّخَرَ إِلَى مَنْزِلِهِ ذَخِيرَةً أَعْقَبَهُ اَللَّهُ
تَعَالَى نِفَاقاً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ وَ اِنْتَزَعَ اَلْبَرَكَةَ عَنْهُ وَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ وُلْدِهِ وَ شَارَكَهُ اَلشَّيْطَانُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ .) [12] اللهوف علی قتلی الطفوف ، صفحه ۹۵ [13] وقعة الطف ، جلد ۱ ، صفحه ۲۱۳ (لَمَّا زَحَفَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ لَهُ اَلْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ: أَصْلَحَكَ اَللَّهُ! مُقَاتِلٌ أَنْتَ هَذَا اَلرَّجُلَ؟ قَالَ: إِي وَ اَللَّهِ قِتَالاً أَيْسَرُهُ أَنْ تَسْقُطَ اَلرُّءُوسُ وَ تَطِيحَ اَلْأَيْدِي! قَالَ: أَ فَمَا لَكُمْ فِي وَاحِدَةٍ مِنَ اَلْخِصَالِ اَلَّتِي عُرِضَ عَلَيْكُمْ رِضًا؟ قَالَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَا وَ اَللَّهِ لَوْ كَانَ اَلْأَمْرُ إِلَيَّ لَفَعَلْتُ، وَ لَكِنْ أَمِيرُكَ قَدْ أَبَى ذَلِكَ! فَأَقْبَلَ [اَلْحُرُّ] حَتَّى وَقَفَ مِنَ اَلنَّاسِ مَوْقِفاً، وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: قُرَّةُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ: يَا قُرَّةُ! هَلْ سَقَيْتَ فَرَسَكَ اَلْيَوْمَ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: إِنَّمَا تُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَهُ؟ قَالَ (قُرَّةُ): فَظَنَنْتُ – وَ اَللَّهِ – أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَحَّى فَلاَ يَشْهَدَ اَلْقِتَالَ، وَ كَرِهَ أَنْ أَرَاهُ حِينَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فَيَخَافُ أَنْ أَرْفَعَهُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ أَسْقِهِ وَ أَنَا مُنْطَلِقٌ فَسَاقِيهِ. فَاعْتَزَلْتُ ذَلِكَ اَلْمَكَانَ اَلَّذِي كَانَ فِيهِ، فَوَ اَللَّهِ لَوْ أَنَّهُ أَطْلَعَنِي عَلَى اَلَّذِي يُرِيدُ لَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى اَلْحُسَيْنِ [عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ]. [وَ أَمَّا اَلْحُرُّ فَإِنَّهُ] أَخَذَ يَدْنُو مِنَ حُسَيْنٍ [عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ] قَلِيلاً قَلِيلاً، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: اَلْمُهَاجِرُ بْنُ أَوْسٍ : مَا تُرِيدُ يَا اِبْنَ يَزِيدَ؟ أَ تُرِيدُ أَنْ تَحْمِلَ؟ فَسَكَتَ وَ أَخَذَهُ مِثْلُ اَلْعُرَوَاءِ فَقَالَ لَهُ: يَا اِبْنَ يَزِيدَ؟ وَ اَللَّهِ إِنَّ أَمْرَكَ لَمُرِيبٌ، وَ اَللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ فِي مَوْقِفٍ قَطُّ مِثْلَ شَيْءٍ أَرَاهُ اَلْآنَ، وَ لَوْ قِيلَ لِي: مَنْ أَشْجَعُ أَهْلِ اَلْكُوفَةِ رَجُلاً مَا عَدَوْتُكَ، فَمَا هَذَا اَلَّذِي أَرَى مِنْكَ!؟ قَالَ: إِنِّي – وَ اَللَّهِ – أُخَيِّرُ نَفْسِي بَيْنَ اَلْجَنَّةِ وَ اَلنَّارِ، وَ وَ اَللَّهِ لاَ أَخْتَارُ عَلَى اَلْجَنَّةِ شَيْئاً وَ لَوْ قُطِّعْتُ وَ حُرِّقْتُ! ثُمَّ ضَرَبَ فَرَسَهُ فَلَحِقَ بِحُسَيْنٍ [عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ] فَقَالَ لَهُ: جَعَلَنِيَ اَللَّهُ فِدَاكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ! أَنَا صَاحِبُكَ اَلَّذِي حَبَسْتُكَ عَنِ اَلرُّجُوعِ وَ سَايَرْتُكَ فِي اَلطَّرِيقِ، وَ جَعْجَعْتُ بِكَ فِي هَذَا اَلْمَكَانِ، وَ اَللَّهِ اَلَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ اَلْقَوْمَ يَرُدُّونَ عَلَيْكَ مَا عَرَضْتَ عَلَيْهِمْ أَبَداً، وَ لاَ يَبْلُغُونَ مِنْكَ هَذِهِ اَلْمَنْزِلَةَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لاَ أُبَالِي أَنْ أُطِيعَ اَلْقَوْمَ فِي بَعْضِ أَمْرِهِمْ، وَ لاَ يَرَوْنَ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ طَاعَتِهِمْ، وَ أَمَّا هُمْ فَسَيَقْبَلُونَ مِنْ حُسَيْنٍ هَذِهِ اَلْخِصَالَ اَلَّتِي يَعْرِضُ عَلَيْهِمْ، وَ وَ اَللَّهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَقْبَلُونَهَا مِنْكَ مَا رَكِبْتُهَا مِنْكَ، وَ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ تَائِباً مِمَّا كَانَ مِنِّي إِلَى رَبِّي وَ مُوَاسِياً لَكَ بِنَفْسِي حَتَّى أَمُوتَ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَ فَتَرَى ذَلِكَ لِي تَوْبَةً؟! قَالَ [اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ]: نَعَمْ، يَتُوبُ اَللَّهُ عَلَيْكَ، وَ يَغْفِرُ لَكَ، مَا اِسْمُكَ؟ قَالَ: أَنَا اَلْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: أَنْتَ اَلْحُرُّ كَمَا سَمَّتْكَ أُمُّكَ، أَنْتَ اَلْحُرُّ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ فِي اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ. اِنْزِلْ. قَالَ: أَنَا لَكَ فَارِساً خَيْرٌ مِنِّي لَكَ رَاجِلاً، أُقَاتِلُهُمْ عَلَى فَرَسِي سَاعَةً وَ إِلَى اَلنُّزُولِ مَا يَصِيرُ آخِرُ أَمْرِي! قَالَ اَلْحُسَيْنُ [عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ]: فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ.) [14] الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ، جلد ۲ ، صفحه ۹۵ (فَأَقْبَلَ اَلْحُرُّ حَتَّى وَقَفَ مِنَ اَلنَّاسِ مَوْقِفاً وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ قُرَّةُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ يَا قُرَّةُ هَلْ سَقَيْتَ فَرَسَكَ اَلْيَوْمَ قَالَ لاَ قَالَ فَمَا تُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَهُ قَالَ قُرَّةُ فَظَنَنْتُ وَ اَللَّهِ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَحَّى فَلاَ يَشْهَدَ اَلْقِتَالَ وَ يَكْرَهُ أَنْ أَرَاهُ حِينَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ لَمْ أَسْقِهِ وَ أَنَا مُنْطَلِقٌ فَأَسْقِيهِ فَاعْتَزَلَ ذَلِكَ اَلْمَكَانَ اَلَّذِي كَانَ فِيهِ فَوَ اَللَّهِ لَوْ أَنَّهُ أَطْلَعَنِي عَلَى اَلَّذِي يُرِيدُ لَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى اَلْحُسَيْنِ
بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَخَذَ يَدْنُو مِنَ اَلْحُسَيْنِ قَلِيلاً قَلِيلاً فَقَالَ لَهُ اَلْمُهَاجِرُ بْنُ أَوْسٍ مَا تُرِيدُ يَا اِبْنَ يَزِيدَ أَ تُرِيدُ أَنْ تَحْمِلَ فَلَمْ يُجِبْهُ وَ أَخَذَهُ مِثْلُ اَلْأَفْكَلِ وَ هِيَ اَلرِّعْدَةُ فَقَالَ لَهُ اَلْمُهَاجِرُ إِنَّ أَمْرَكَ لَمُرِيبٌ وَ اَللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ فِي مَوْقِفٍ قَطُّ مِثْلَ هَذَا وَ لَوْ قِيلَ لِي مَنْ أَشْجَعُ أَهْلِ اَلْكُوفَةِ مَا عَدَوْتُكَ فَمَا هَذَا اَلَّذِي أَرَى مِنْكَ فَقَالَ لَهُ اَلْحُرُّ إِنِّي وَ اَللَّهِ أُخَيِّرُ نَفْسِي بَيْنَ اَلْجَنَّةِ وَ اَلنَّارِ فَوَ اَللَّهِ لاَ أَخْتَارُ عَلَى اَلْجَنَّةِ شَيْئاً وَ لَوْ قُطِّعْتُ وَ حُرِّقْتُ. ثُمَّ ضَرَبَ فَرَسَهُ فَلَحِقَ بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَنَا صَاحِبُكَ اَلَّذِي حَبَسْتُكَ عَنِ اَلرُّجُوعِ وَ سَايَرْتُكَ فِي اَلطَّرِيقِ وَ جَعْجَعْتُ بِكَ فِي هَذَا اَلْمَكَانِ وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ اَلْقَوْمَ يَرُدُّونَ عَلَيْكَ مَا عَرَضْتَهُ عَلَيْهِمْ وَ لاَ يَبْلُغُونَ مِنْكَ هَذِهِ اَلْمَنْزِلَةَ وَ اَللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ يَنْتَهُونَ بِكَ إِلَى مَا أَرَى مَا رَكِبْتُ مِنْكَ اَلَّذِي رَكِبْتُ وَ إِنِّي تَائِبٌ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى مِمَّا صَنَعْتُ فَتَرَى لِي مِنْ ذَلِكَ تَوْبَةً فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَعَمْ يَتُوبُ اَللَّهُ عَلَيْكَ فَانْزِلْ قَالَ فَأَنَا لَكَ فَارِساً خَيْرٌ مِنِّي رَاجِلاً أُقَاتِلُهُمْ عَلَى فَرَسِي سَاعَةً وَ إِلَى اَلنُّزُولِ مَا يَصِيرُ آخِرُ أَمْرِي فَقَالَ لَهُ اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَاصْنَعْ يَرْحَمُكَ اَللَّهُ مَا بَدَا لَكَ. فَاسْتَقْدَمَ أَمَامَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ أَنْشَأَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ – لَنِعْمَ اَلْحُرُّ حُرُّ بَنِي رِيَاحٍ وَ حُرٌّ عِنْدَ مُخْتَلَفَ اَلرِّمَاحِ وَ نِعْمَ اَلْحُرُّ إِذْ نَادَى حُسَيْنٌ وَ جَادَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ اَلصَّبَاحِ. ثُمَّ قَالَ يَا أَهْلَ اَلْكُوفَةِ لِأُمِّكُمُ اَلْهَبَلُ وَ اَلْعَبَرُ أَ دَعَوْتُمْ هَذَا اَلْعَبْدَ اَلصَّالِحَ حَتَّى إِذَا أَتَاكُمْ أَسْلَمْتُمُوهُ وَ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ قَاتِلُو أَنْفُسِكُمْ دُونَهُ ثُمَّ عَدَوْتُمْ عَلَيْهِ لَتَقْتُلُوهُ أَمْسَكْتُمْ بِنَفْسِهِ وَ أَخَذْتُمْ بِكَظْمِهِ وَ أَحَطْتُمْ بِهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِتَمْنَعُوهُ اَلتَّوَجُّهَ فِي بِلاَدِ اَللَّهِ اَلْعَرِيضَةِ فَصَارَ كَالْأَسِيرِ فِي أَيْدِيكُمْ لاَ يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَ لاَ يَدْفَعُ عَنْهَا ضَرّاً وَ حَلَأْتُمُوهُ وَ نِسَاءَهُ وَ صِبْيَتَهُ وَ أَهْلَهُ – عَنْ مَاءِ اَلْفُرَاتِ اَلْجَارِي يَشْرَبُهُ اَلْيَهُودُ وَ اَلنَّصَارَى وَ اَلْمَجُوسُ وَ تَمَرَّغُ فِيهِ خَنَازِيرُ اَلسَّوَادِ وَ كِلاَبُهُ فَهَا هُمْ قَدْ صَرَعَهُمُ اَلْعَطَشُ بِئْسَ مَا خَلَّفْتُمْ مُحَمَّداً فِي ذُرِّيَّتِهِ لاَ سَقَاكُمُ اَللَّهُ يَوْمَ اَلظَّمَإِ اَلْأَكْبَرِ فَحَمَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ يَرْمُونَ بِالنَّبْلِ فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ أَمَامَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
روضه‌ی ورود اسرا به کوفه این ایام ایامِ اسارتِ آل الله است، خواندنِ روضه‌ی اسارت هم خیلی سخت است، من فقط چند جمله عرض می‌کنم که به مصیبت اشاره کرده باشم، بیان این مصیبت خیلی سخت است. در ابتدا مقدّمه‌ای بگویم، این قسمت روضه را که علما خیلی بیچاره‌ی این جمله هستند، ولی شاید برای عموم مردم خیلی روشن نباشد را توضیح بدهم… در رفت و آمدهای اهل علم که آدابی را رعایت می‌کنند، همیشه مادون به دیدار مافوق می‌رود، پایین به دیدارِ بالا می‌رود، اگر بالا تفضلاً و اختیاراً به دیدارِ پایین برود، خیلی کَرَم کرده است. برای همین آدابی را رعایت می‌کردند. اگر یک عالم ربّانی می‌خواست از نجف به قم بیاید یا از قم به نجف برود، چون یک عالم برجسته‌ای بود و به آن شهر وارد شده بود، برای اینکه ادب را رعایت کنند، چند کیلومتر جلوتر از شهر به استقبال او می‌رفتند که حرمت او حفظ شود، اینطور نباشد که مثلاً یک مرجع تقلید به خانه‌ی من بیاید، این من هستم که باید به دیدنِ او بروم. ممکن است او تکرماً این کار را کند یا خودش بخواهد، ولی این موضوع خیلی تفضّل است. اگر بخواهند عالمی را برای این امر مجبور کنند، خیلی اهانت است. عرب این موضوع را خیلی بشدّت رعایت می‌کرد، اینکه چه کسی وارد است و وارد شده است، به کجا وارد شده است. آن هم شهرِ کوفه… تفاوت شهر کوفه با شام این بود که… شاید در روضه‌ها بی‌دقّتی کنند، در شهر کوفه بجز نزدیکی‌های کاخ و خود کاخ، کسی به اهل بیت سلام الله علیهم أجمعین جسارت نکرد، کوفیان گریه می‌کردند. در کوفه ناصبی هم بود، ولی فضای کوفه اینطور نبود که بشود در همه جای کوفه به اهل بیت سلام الله علیهم أجمعین اهانت کرد. اهل بیت سلام الله علیهم أجمعین در کوفه طرفدار و محب زیاد داشتند. لذا بیشتر گریه می‌کردند که چه غلطی صورت گرفت و چه فاجعه‌ای رخ داد. کوفه در یاد دارد که امیرالمؤمنین صلوات الله علیه چقدر غیرتی بود، کوفه در یاد دارد که اگر امیرالمؤمنین صلوات الله علیه می‌دید یک شوهری همسرِ خود را ترسانده است، ممکن بود امیرالمؤمنین صلوات الله علیه شمشیر بکشد، امیرالمؤمنین صلوات الله علیه خیلی به ناموس حساس بود… خودِ امیرالمؤمنین صلوات الله علیه هم همین ابتلا را کشید… امیرالمؤمنین صلوات الله علیه خیلی روی ناموس حساس بود، از جایی رد می‌شد و دید کنیزی در گوشه‌ای گریه می‌کند، کار خود را رها می‌کرد که ببیند این کنیز چه مشکلی دارد… بلکه خودش فرمود «أَنَا أَبُو اَلْيَتَامَى وَ زَوْجُ اَلْأَرَامِلِ»،[10] اگر زنِ بی‌سرپرست بود، من سرپرست او هستم… کسی این‌ها را بی‌صاحب حساب نکند… چه برسد به فرزندانِ خودش، چه برسد به دخترِ صدیقه طاهره سلام الله علیها… حال چند روز قبل این بزرگواران را از کربلا آورده‌اند… این ایامی که ما با یکدیگر صحبت می‌کنیم، یک مظلومیت دیگر هم رخ داد، آن هم این است که اسرای کربلا دو قسم بودند، بعضی‌شان خانواده‌ی اهل بیت سلام الله علیهم أجمعین بودند، بعضی‌شان خانواده‌ی انصار بودند. مثلاً ظاهراً همسر حبیب بن مظاهر سلام الله علیه، شاید همسر مسلم بن عوسجه سلام الله علیه، شاید همسر زهیر سلام الله علیه، همسرِ جُناده انصاری سلام الله علیه و… هم در کربلا بودند و اسیر شدند، این‌ها کوفی بودند. وقتی یک یا دو روز گذشت، قبایل این‌ها آمدند و پول دادند و این‌ها را آزاد کردند… نه اینکه نخواهند برای اسرای آل الله پول بدهند، حکومت قبول نمی‌کرد… با همسر شهدای انصار کاری نداشت که بخواهد آن‌ها را تا شام بفرستد… جریمه گرفتند و این‌ها را آزاد کردند… این ایامی که ما با یکدیگر صحبت می‌کنیم، فقط ناموسِ امیرالمؤمنین صلوات الله علیه اسیر است، دیگر کسی از انصار اسیر نیست، لذا تعدادشان هم کمتر است، وقتی تعداد کمتر است، یعنی بیشتر در تیررسِ نگاه هستند… حال من فقط اشاره می‌کنم و با توضیحاتی که عرض کردم، نمی‌توانم بیشتر تشریح کنم… اهل مقتل اینطور نوشته‌اند که «دَخَلَتْ زَيْنَبُ عَلَی بْنِ زِیَاد»… اشاره‌شان به همین چیزی است که عرض کردم، شأن حضرت زینب کبری سلام الله علیها این نبود که بر این مادونِ بدونِ شرافت وارد شود، منتها حضرت زینب کبری سلام الله علیها را با دستِ بسته وارد کردند… برای اینکه اوضاع مناسب نبود… شما به هر مجلسی که بروید باید لباس مناسب آن جلسه را داشته باشید، اما شیخ مفید با تعابیری شبیه این دارد که «فَدَخَلَتْ زَيْنَبُ أُخْتُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي جُمْلَتِهِمْ مُتَنَكِّرَةً وَ عَلَيْهَا أَرْذَلُ ثِيَابِهَا»[11] لباس مناسب شأن حضرت نبود، لباس پاره بود، خاک‌آلود بود… مشکلات دیگری هم داشت…
لذا وقتی حضرت زینب کبری سلام الله علیها می‌خواست وارد شود، این چند خانم از آل الله که غیور بودند گفتند ما هرکه هستیم، حضرت زینب کبری سلام الله علیها دخترِ حضرت فاطمه زهرا سلام الله علیها است، دور حضرت زینب کبری سلام الله علیها حلقه زدند که حضرت زینب کبری سلام الله علیها دیده نشود… «فَدَخَلَتْ زَيْنَبُ أُخْتُ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي جُمْلَتِهِمْ مُتَنَكِّرَةً وَ عَلَيْهَا أَرْذَلُ ثِيَابِهَا»… همینکه وارد جلسه شد، طبق نقل بی‌اجازه از عبیدالله ملعون در گوشه‌ای نشست که این بانوان دور او را بگیرند، عبیدالله ناپاکزاده متوجه این موضوع شد، چون گفت: «مَنْ هَذِهِ مُتَنَكِّرَةً؟» آن کسی که می‌خواهید بپوشانید تا من نبینم کیست؟… گفتند: «هَذِهِ زَيْنَبُ بِنْتُ أمِیرِالمُؤْمِنِین»… [1]– سوره‌ مبارکه غافر، آیه 44. [2]– سوره‌ مبارکه طه، آیات 25 تا 28. [3]– الصّحيفة السّجّاديّة، ص 98. [4] سوره مبارکه جاثیه، آیه 23 (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [5] عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية، جلد ۴، صفحه ۱۲۱ (وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ رَأَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ يَنْظُرُ فِي اَلتَّوْرَاةِ بَعْدَ مَا رَأَى اَلْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيّاً لَمَا وَسِعَهُ إِلاَّ اِتِّبَاعِي .) [6] سوره مبارکه آل عمران، آیه 26 (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [7] بحار الأنوار (ط – بيروت)، جلد ‏33، صفحه 21. [8] الکافي، جلد ۸، صفحه ۵۸ (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ اَلْهِلاَلِيِّ قَالَ: خَطَبَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ صَلَّى عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ أَلاَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ خَلَّتَانِ اِتِّبَاعُ اَلْهَوَى وَ طُولُ اَلْأَمَلِ أَمَّا اِتِّبَاعُ اَلْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ اَلْحَقِّ وَ أَمَّا طُولُ اَلْأَمَلِ فَيُنْسِي اَلْآخِرَةَ أَلاَ إِنَّ اَلدُّنْيَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً وَ إِنَّ اَلْآخِرَةَ قَدْ تَرَحَّلَتْ مُقْبِلَةً وَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ اَلْآخِرَةِ وَ لاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ اَلدُّنْيَا فَإِنَّ اَلْيَوْمَ عَمَلٌوَ لاَ حِسَابَ وَ إِنَّ غَداً حِسَابٌ وَ لاَ عَمَلَ وَ إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ اَلْفِتَنِ مِنْ أَهْوَاءٍ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٍ تُبْتَدَعُ يُخَالَفُ فِيهَا حُكْمُ اَللَّهِ يَتَوَلَّى فِيهَا رِجَالٌ رِجَالاً أَلاَ إِنَّ اَلْحَقَّ لَوْ خَلَصَ لَمْ يَكُنِ اِخْتِلاَفٌ وَ لَوْ أَنَّ اَلْبَاطِلَ خَلَصَ لَمْ يَخْفَ عَلَى ذِي حِجًى لَكِنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَيُجَلَّلاَنِ مَعاً فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي اَلشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَ نَجَا اَلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اَللَّهِ اَلْحُسْنَى إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا اَلصَّغِيرُ وَ يَهْرَمُ فِيهَا اَلْكَبِيرُ يَجْرِي اَلنَّاسُ عَلَيْهَا وَ يَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ قَدْ غُيِّرَتِ اَلسُّنَّةُ وَ قَدْ أَتَى اَلنَّاسُ مُنْكَراً ثُمَّ تَشْتَدُّ اَلْبَلِيَّةُ وَ تُسْبَى اَلذُّرِّيَّةُ وَ تَدُقُّهُمُ اَلْفِتْنَةُ كَمَا تَدُقُّ اَلنَّارُ اَلْحَطَبَ وَ كَمَا تَدُقُّ اَلرَّحَى بِثِفَالِهَا وَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ اَللَّهِ وَ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ اَلْعَمَلِ وَ يَطْلُبُونَ اَلدُّنْيَا بِأَعْمَالِ اَلْآخِرَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ وَ حَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ خَاصَّتِهِ وَ شِيعَتِهِ فَقَالَ قَدْ عَمِلَتِ اَلْوُلاَةُ قَبْلِي أَعْمَالاً خَالَفُوا فِيهَا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُتَعَمِّدِينَ لِخِلاَفِهِ نَاقِضِينَ لِعَهْدِهِ مُغَيِّرِينِ لِسُنَّتِهِ وَ لَوْ حَمَلْتُ اَلنَّاسَ عَلَى تَرْكِهَا وَ حَوَّلْتُهَا إِلَى مَوَاضِعِهَا وَ إِلَى مَا كَانَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَتَفَرَّقَ عَنِّي جُنْدِي حَتَّى أَبْقَى وَحْدِي أَوْ قَلِيلٌ مِنْ شِيعَتِيَ اَلَّذِينَ عَرَفُوا فَضْلِي وَ فَرْضَ إِمَامَتِي
مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَ رَأَيْتُمْ لَوْ أَمَرْتُ بِمَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَرَدَدْتُهُ إِلَى اَلْمَوْضِعِ اَلَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ رَدَدْتُ فَدَكاً إِلَى وَرَثَةِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ وَ رَدَدْتُ صَاعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا كَانَ وَ أَمْضَيْتُ قَطَائِعَ أَقْطَعَهَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأَقْوَامٍ لَمْ تُمْضَ لَهُمْ وَ لَمْ تُنْفَذْ وَ رَدَدْتُ دَارَ جَعْفَرٍ إِلَى وَرَثَتِهِ وَ هَدَمْتُهَا مِنَ اَلْمَسْجِدِ وَ رَدَدْتُ قَضَايَا مِنَ اَلْجَوْرِ قُضِيَ بِهَا وَ نَزَعْتُ نِسَاءً تَحْتَ رِجَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ فَرَدَدْتُهُنَّ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ وَ اِسْتَقْبَلْتُ بِهِنَّ اَلْحُكْمَ فِي اَلْفُرُوجِ وَ اَلْأَحْكَامِ وَ سَبَيْتُ ذَرَارِيَّ بَنِي تَغْلِبَ وَ رَدَدْتُ مَا قُسِمَ مِنْ أَرْضِ خَيْبَرَ وَ مَحَوْتُ دَوَاوِينَ اَلْعَطَايَا وَ أَعْطَيْتُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يُعْطِي بِالسَّوِيَّةِ وَ لَمْ أَجْعَلْهَا دُولَةً بَيْنَ اَلْأَغْنِيَاءِ وَ أَلْقَيْتُ اَلْمِسَاحَةَ وَ سَوَّيْتُ بَيْنَ اَلْمَنَاكِحِ وَ أَنْفَذْتُ خُمُسَ اَلرَّسُولِ كَمَا أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فَرَضَهُ وَ رَدَدْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَ سَدَدْتُ مَا فُتِحَ فِيهِ مِنَ اَلْأَبْوَابِ وَ فَتَحْتُ مَا سُدَّ مِنْهُ وَ حَرَّمْتُ اَلْمَسْحَ عَلَى اَلْخُفَّيْنِ وَ حَدَدْتُ عَلَى اَلنَّبِيذِ وَ أَمَرْتُ بِإِحْلاَلِ اَلْمُتْعَتَيْنِ وَ أَمَرْتُ بِالتَّكْبِيرِ عَلَى اَلْجَنَائِزِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ وَ أَلْزَمْتُ اَلنَّاسَ اَلْجَهْرَ بِ‍ «بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ » وَ أَخْرَجْتُ مَنْ أُدْخِلَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي مَسْجِدِهِ مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَخْرَجَهُ وَ أَدْخَلْتُ مَنْ أُخْرِجَ بَعْدَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَدْخَلَهُ وَ حَمَلْتُ اَلنَّاسَ عَلَى حُكْمِ اَلْقُرْآنِ وَ عَلَى اَلطَّلاَقِ عَلَى اَلسُّنَّةِ وَ أَخَذْتُ اَلصَّدَقَاتِ عَلَى أَصْنَافِهَا وَ حُدُودِهَا وَ رَدَدْتُ اَلْوُضُوءَ وَ اَلْغُسْلَ وَ اَلصَّلاَةَ إِلَى مَوَاقِيتِهَا وَ شَرَائِعِهَا وَ مَوَاضِعِهَا وَ رَدَدْتُ أَهْلَ نَجْرَانَ إِلَى مَوَاضِعِهِمْ وَ رَدَدْتُ سَبَايَا فَارِسَ وَ سَائِرِ اَلْأُمَمِ إِلَى كِتَابِ اَللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِذاً لَتَفَرَّقُوا عَنِّي وَ اَللَّهِ لَقَدْ أَمَرْتُ اَلنَّاسَ أَنْ لاَ يَجْتَمِعُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلاَّ فِي فَرِيضَةٍ وَ أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ اِجْتِمَاعَهُمْ فِي اَلنَّوَافِلِ بِدْعَةٌ فَتَنَادَى بَعْضُ أَهْلِ عَسْكَرِي مِمَّنْ يُقَاتِلُ مَعِي يَا أَهْلَ اَلْإِسْلاَمِ غُيِّرَتْ سُنَّةُ عُمَرَ يَنْهَانَا عَنِ اَلصَّلاَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تَطَوُّعاً وَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَثُورُوا فِي نَاحِيَةِ جَانِبِ عَسْكَرِي مَا لَقِيتُ مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ مِنَ اَلْفُرْقَةِ وَ طَاعَةِ أَئِمَّةِ اَلضَّلاَلَةِ وَ اَلدُّعَاةِ إِلَى اَلنَّارِ وَ أَعْطَيْتُ مِنْ ذَلِكَ سَهْمَ ذِي اَلْقُرْبَى اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللّٰهِ وَ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا يَوْمَ اَلْفُرْقٰانِ يَوْمَ اِلْتَقَى اَلْجَمْعٰانِ » فَنَحْنُ وَ اَللَّهِ عَنَى بِذِي اَلْقُرْبَى اَلَّذِي قَرَنَنَا اَللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِرَسُولِهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ تَعَالَى «فَلِلّٰهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىٰ وَ اَلْيَتٰامىٰ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ اِبْنِ اَلسَّبِيلِ» فِينَا خَاصَّةً: «كَيْ لاٰ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ اَلْأَغْنِيٰاءِ مِنْكُمْ وَ مٰا آتٰاكُمُ اَلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اِتَّقُوا اَللّٰهَ» فِي ظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ : «إِنَّ اَللّٰهَ شَدِيدُ اَلْعِقٰابِ » لِمَنْ ظَلَمَهُمْ رَحْمَةً مِنْهُ لَنَا وَ غِنًى أَغْنَانَا اَللَّهُ بِهِ وَ وَصَّى بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَنَا فِي سَهْمِ اَلصَّدَقَةِ نَصِيباً أَكْرَمَ اَللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ أَكْرَمَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ أَنْ يُطْعِمَنَا مِنْ أَوْسَاخِ اَلنَّاسِ فَكَذَّبُوا اَللَّهَ وَ كَذَّبُوا رَسُولَهُ وَ
جَحَدُوا كِتَابَ اَللَّهِ اَلنَّاطِقَ بِحَقِّنَا وَ مَنَعُونَا فَرْضاً فَرَضَهُ اَللَّهُ لَنَا مَا لَقِيَ أَهْلُ بَيْتِ نَبِيٍّ مِنْ أُمَّتِهِ مَا لَقِينَا بَعْدَ نَبِيِّنَا صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ «وَ اَللّٰهُ اَلْمُسْتَعٰانُ» عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ .) [9] سوره مبارکه شعراء، آیه 62 (قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [10] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار علیهم السلامبحار الأنوار، جلد ۴، صفحه ۸ (يد، [التوحيد] ، اِبْنُ اَلْوَلِيدِ عَنِ اِبْنِ أَبَانٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ اَلنَّضْرِ عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي خُطْبَةٍ: أَنَا اَلْهَادِي وَ أَنَا اَلْمُهْتَدِي وَ أَنَا أَبُو اَلْيَتَامَى وَ اَلْمَسَاكِينِ وَ زَوْجُ اَلْأَرَامِلِ وَ أَنَا مَلْجَأُ كُلِّ ضَعِيفٍ وَ مَأْمَنُ كُلِّ خَائِفٍ وَ أَنَا قَائِدُ اَلْمُؤْمِنِينَ إِلَى اَلْجَنَّةِ وَ أَنَا حَبْلُ اَللَّهِ اَلْمَتِينُ وَ أَنَا عُرْوَةُ اَللَّهِ اَلْوُثْقَى وَ كَلِمَةُ اَلتَّقْوَى وَ أَنَا عَيْنُ اَللَّهِ وَ لِسَانُهُ اَلصَّادِقُ وَ يَدُهُ وَ أَنَا جَنْبُ اَللَّهِ اَلَّذِي يَقُولُ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يٰا حَسْرَتىٰ عَلىٰ مٰا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اَللّٰهِ وَ أَنَا يَدُ اَللَّهِ اَلْمَبْسُوطَةُ عَلَى عِبَادِهِ بِالرَّحْمَةِ وَ اَلْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا بَابُ حِطَّةٍ مَنْ عَرَفَنِي وَ عَرَفَ حَقِّي فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ لِأَنِّي وَصِيُّ نَبِيِّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَى خَلْقِهِ لاَ يُنْكِرُ هَذَا إِلاَّ رَادٌّ عَلَى اَللَّهِ وَ رَسُولِهِ .) [11] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار علیهم السلام، جلد ۴۵، صفحه ۱۱۴ (أَقُولُ رَأَيْتُ فِي بَعْضِ اَلْكُتُبِ اَلْمُعْتَبَرَةِ رُوِيَ مُرْسَلاً عَنْ مُسْلِمٍ اَلْجَصَّاصِ قَالَ: دَعَانِي اِبْنُ زِيَادٍ لِإِصْلاَحِ دَارِ اَلْإِمَارَةِ بِالْكُوفَةِ فَبَيْنَمَا أَنَا أُجَصِّصُ اَلْأَبْوَابَ وَ إِذَا أَنَا بِالزَّعَقَاتِ قَدِ اِرْتَفَعَتْ مِنْ جَنَبَاتِ اَلْكُوفَةِ فَأَقْبَلْتُ عَلَى خَادِمٍ كَانَ مَعَنَا فَقُلْتُ مَا لِي أَرَى اَلْكُوفَةَ تَضِجُّ قَالَ اَلسَّاعَةَ أَتَوْا بِرَأْسِ خَارِجِيٍّ خَرَجَ عَلَى يَزِيدَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا اَلْخَارِجِيُّ فَقَالَ: اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ فَتَرَكْتُ اَلْخَادِمَ حَتَّى خَرَجَ وَ لَطَمْتُ وَجْهِي حَتَّى خَشِيتُ عَلَى عَيْنِي أَنْ يَذْهَبَ وَ غَسَلْتُ يَدَيَّ مِنَ اَلْجِصِّ وَ خَرَجْتُ مِنْ ظَهْرِ اَلْقَصْرِ وَ أَتَيْتُ إِلَى اَلْكِنَاسِ فَبَيْنَمَا أَنَا وَاقِفٌ وَ اَلنَّاسُ يَتَوَقَّعُونَ وَصُولَ اَلسَّبَايَا وَ اَلرُّءُوسِ إِذْ قَدْ أَقْبَلَتْ نَحْوَ أَرْبَعِينَ شُقَّةً تُحْمَلُ عَلَى أَرْبَعِينَ جَمَلاً فِيهَا اَلْحُرَمُ وَ اَلنِّسَاءُ وَ أَوْلاَدُ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَ إِذَا بِعَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى بَعِيرٍ بِغَيْرِ وِطَاءٍ وَ أَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَماً وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ يَبْكِي وَ يَقُولُ: يَا أُمَّةَ اَلسَّوْءِ لاَ سُقْيَا لِرَبْعِكُمْ يَا أُمَّةً لَمْ تُرَاعِ جَدَّنَا فِينَا لَوْ أَنَّنَا وَ رَسُولُ اَللَّهِ يَجْمَعُنَا يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَا تُسَيِّرُونَا عَلَى اَلْأَقْتَابِ عَارِيَةً كَأَنَّنَا لَمْ نُشَيِّدْ فِيكُمْ دِيناً بَنِي أُمَيَّةَ مَا هَذَا اَلْوُقُوفُ عَلَى تِلْكَ اَلْمَصَائِبِ لاَ تُلَبُّونَ دَاعِيَنَا تُصَفِّقُونَ عَلَيْنَا كَفَّكُمْ فَرَحاً وَ أَنْتُمُ فِي فِجَاجِ اَلْأَرْضِ تَسْبُونَا أَ لَيْسَ جَدِّي رَسُولُ اَللَّهِ وَيْلَكُمْ أَهْدَى اَلْبَرِيَّةِ مِنْ سُبُلِ اَلْمُضِلِّينَا يَا وَقْعَةَ اَلطَّفِّ قَدْ أَوْرَثْتِنِي حَزَناً وَ اَللَّهُ يَهْتِكُ أَسْتَارَ اَلْمُسِيئِينَا قَالَ صَارَ أَهْلُ اَلْكُوفَةِ يُنَاوِلُونَ اَلْأَطْفَالَ اَلَّذِينَ عَلَى اَلْمَحَامِلِ بَعْضَ اَلتَّمْرِ وَ اَلْخُبْزِ وَ اَلْجَوْزِ فَصَاحَتْ بِهِمْ أُمُّ كُلْثُومٍ وَ قَالَتْ يَا أَهْلَ اَلْكُوفَةِ إِنَّ اَلصَّدَقَةَ عَلَيْنَا حَرَامٌ وَ صَارَتْ تَأْخُذُ ذَلِكَ مِنَ أَيْدِي اَلْأَطْفَالِ وَ أَفْوَاهِهِمْ وَ تَرْمِي بِهِ إِلَى اَلْأَرْضِ قَالَ كُلُّ ذَلِكَ وَ اَلنَّاسُ يَبْكُونَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ.