فلذلك أكثر الأحلام الذي تذكر تختص بالإنسان الذي حلم بها و بمن يليه، و من كانت همته المعقولات لاحت له، و من كانت همته مصالح الناس رآها و اهتدى إليها، كذلك على هذا القياس. و ليست الأحلام كلها صادقة، و بحيث يجب أن يشتغل بها، فإن القوة المتخيلة ليس كل محاكاتها إنما تكون لما يفيض على النفس من الملكوت، بل أكثر ما يكون منها ذلك إنما يكون إذا كانت هذه القوة قد سكنت عن محاكاة أمور هى أقرب إليها. و الأمور التي هى أقرب إليها منها طبيعية، و منها إرادية. فالطبيعية هى التي تكون من ممازجة «3» قوى الأخلاط للروح التي تمتطيها «4» القوة المصورة و المتخيلة، فإنها أول شىء إنما تحكيها و تشتغل بها. و قد تحكى أيضا آلاما تكون فى البدن و أعراضا فيه، مثل ما يكون عند ما تتحرك القوة الدافعة للمنى إلى الدفع، فإن المتخيلة حينئذ تحاكى صورا من شأن النفس أن تميل إلى مجامعتها، و من كان به جوع حكى له مأكولات، و من كان «5» به حاجة إلى دفع فضل حكى له «6» موضع ذلك، و من عرض لعضو منه أن سخن أو برد بسبب حر أو برد حكى له أن ذلك العضو منه موضوع فى نار أو فى ماء بارد. و من العجائب أنه كما يعرض من حركة الطبيعة لدفع المنى تخيل ما، كذلك ربما عرض تخيل ما لصورة مشتهاة بسبب من الأسباب، فنبعث الطبيعة إلى جمع المنى و إرسال الريح الناشرة «7» لآلة الجماع و ربما قذفت المنى، و قد يكون هذا فى النوم و اليقظة جميعا و إن لم يكن هناك «8» هيجان و شبق.
#انواع_خواب
#منشا_انواع_خواب_دیدن_ها
#هرکس_تمایل_به_هر_چه_دارد_در_خواب_میبیند
#همه_خوابها_صادق_نیستند
#قوه_متخیله_همیشه_از_ملکوت_خبر_نمیدهد
#الشفاء (الطبيعيات)، ج2النفس، ص: 159