طب و منطق
تنبيه: قد يكون للإنسان و هو على اعتدال من أحواله حدّ من المنّة محصورة المنتهى فيما يتصرّف فيه و يح
التّفسير: المنّة بالضّم: القوّة. الهزّة «15» بالكسر: النّشاط. السلاطة: القهر. العزّ: خلاف الذّلّ. و لنرجع إلى المقصود «16» فنقول: ترى لكلّ واحد «17» من النّاس مقدارا معلوما «18» من القوّة و القدرة. ثمّ قد يعرض له ما تصير عنده تلك القوّة ضعيفة حتّى أنّه ربّما عجز عن عشر ما قدر عليه أوّلا، و ذلك كالخوف «19» و الحزن. و قد يعرض له ما تصير عنده «20» القوّة «21» أقوى ممّا كانت حتّى يستقلّ في تلك الحالة بأضعاف ما كان يستقلّ به حال اعتداله، و ذلك كالغضب و المنافسة و الانتشاء المعتدل و
الفرح المعتدل. فإذا رأينا القدر الحاصل من القوّة «1» عند الاعتدال ممّا يختلف حاله بالشّدّة و الضّعف لاختلاف الأحوال النّفسانيّة «2»، فلا عجب لو صار الأمر في حقّ العارف كذلك. فإذا عرضت له هزّة «3»، كما يعرض عند الفرح، أورثت القوّة سلاطة. و إن غشيته عزّة، كما عند المنافسة «4»، أفادت القوّة حمية. ثمّ يكون ذلك أعظم ممّا يحصل عند الطّرب و الغضب، لأنّ ذلك بصريح «5» الحقّ و مبدأ القوى و أصل الرّحمة.
و حاصل الكلام أنّا «6» لمّا رأينا القوّة مختلفة بالشّدّة و الضّعف بسبب اختلاف الأحوال النّفسانيّة «7»، فلا استحالة في أن يكون للعارف «8» حالة نفسانيّة تكون سببا لاشتداد قوّته إلى حدّ خارق للعادة. و هذا الكلام ههنا مثل ما يقولونه في إثبات القوّة القدسيّة، و هو أنّا رأينا أحوال النّاس «9» مختلفة «10» فى الفهم: فمنهم من كان متوسّطا، و منهم من هو فوق الوسط، و منهم من هو دون الوسط. و لمّا رأينا في جانب النّقصان منتهيا «11» إلى من لا يفهم الشّىء إلّا قليلا «12»، فلا يستبعد لو وصلت في طرف «13» الزّيادة إلى حدّ «14» خارق للعادة «15».
#شرح الاشارات و التنبيهات(الفخر الرازى)، النص(ج2)، ص: 637
#قدرت_عارف
#تاثیر_اعراض_نفسانی_در_افعال
#فرح_قدرت_انسانی_را_زیاد_میکند
#شب_امتحان_گوییا_قدرت_انسان_زیاد_میشود
https://eitaa.com/ghanoonfeteb