دفاع خطّابی از جسارت عمر به پیامبر خدا (ص)
محمد بن اسماعیل بخاری (د. 256ق):
حدثنا يَحْيَىَ بنُ سُلَيْمانَ، قالَ: حدَّثني ابْنُ وَهْبٍ، قالَ: أخبَرَني يُونُسُ، عن ابْنِ شِهابٍ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ: عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: لَـمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صلعم وَجَعُهُ، قالَ: «ايْتُونِي بِكِتابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتابًا لا تَضِلُّوا بَعْدَهُ». قالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلعم غَلَبَهُ الوَجَعُ، وَعِنْدَنا كِتابُ اللَّهِ حَسْبُنا. فاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ، قالَ: «قُومُوا عَنِّي، وَلا يَنْبَغِي عِنْدِيَ التَّنازُعُ». فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ ما حالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلعم وَبَيْنَ كِتابِهِ (صحیح البخاري، ج1، ص34).
ابو سلیمان خطّابی (د. 388ق):
هذا يُتأوَّلُ على وجهين: أحدهما: أنَّه أراد أن يكتب اسمَ الخليفة بعده؛ لئلاَّ يختلفَ الناسُ ولا يتنازعوُا، فَيؤدِّيهم ذلك إلى الفتنة والضلال. والوجه الآخر: أنَّه صلى الله عليه وسلم قد هَمَّ أن يكتب لهم كتاباً يرتفعُ معه الاختلاف بعدَه في أحكام الدِّين؛ شفقةً على أُمَّته، وتخفيفاً عنهم، فلمَّا رأى اختلاف أصحابه في ذلك قال: «قُومُوا من عندي» وتركهم على ما هم عليه. ووجه ما ذهب إليه عمر: أنَّه لو زالَ الاختلافُ بأن يَنصَّ على كلِّ شيء باسمه تحليلاً وتحريماً لطال ذلك، ولارْتفع الامتحانُ، وعُدِمَ الاجتهاد في طلب الحقِّ، ولاستوى الناسُ في رُتبةٍ واحدةٍ، ولَبَطُلت فضيلة العلماء على غيرهم (أعلام الحديث في شرح معاني كتاب الجامع الصحيح، ج1، ص49).
___________
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الحجرات: 1).
اى كسانى كه ايمان آوردهايد، در برابر خدا و پيامبرش [در هيچ كارى] پيشى مجوييد و از خدا پروا بداريد كه خدا شنواى داناست (ترجمۀ فولادوند).
@Al_Meerath