أساليب الإمام السجاد عليه السلام لإحياء كربلاء وكان عليه السلام يحث المؤمنين على البكاء ويقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام حتى تسيل على خده ، بوأه الله تعالى بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا . وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خديه مما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا ، بوأه الله منزل صدق . وكان البكاء واحدا من الأساليب التي جعلها وسيلة لإحياء ذكرى كربلاء ، وقد استعمل أساليب أخرى . منها : زيارة الحسين عليه السلام : قال أبو حمزة الثمالي : سألت علي بن الحسين ، عن زيارة الحسين عليه السلام ؟ فقال : زره كل يوم ، فإن لم تقدر فكل جمعة ، فإن لم تقدر فكل شهر ، فمن لم يزره فقد استخف بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ومنها : الاحتفاظ بتراب قبر الحسين عليه السلام : فكانت له خريطة ديباج صفراء ، فيها تربة قبر أبي عبد الله عليه السلام ، فإذا حضرت الصلاة سجد عليها . ومنها : خاتم الحسين عليه السلام : فقد كان الإمام زين العابدين عليه السلام يتختم بخاتم أبيه الحسين عليه السلام . كما كان ينقش على خاتمه : ( خزي وشقي قاتل الحسين بن علي عليه السلام ) . ومن المؤكد أن الإمام عليه السلام لم يتبع هذه الأساليب لمجرد الانعطاف مع العواطف والسير وراءها ، ولا لضعف في نفسه ، أو لاستيلاء هول الفجيعة على روحه ، ولم يتخذ مواقفه من بني أمية نتيجة للحقد أو الانتقام الشخصي ، ممن له يد في مذبحة كربلاء . وإنما كان عليه السلام يلتزم بتلك الخطط ويتبع تلك الأساليب لإحياء الفكرة التي من أجلها قتل الحسين عليه السلام واستشهد هو وأصحابه على أرض كربلاء فضرجوا تربتها بدمائهم الزكية . جهاد الإمام السجاد ( ع ), السيد محمد رضا الجلالي, ص 184 - 185 ✨@OstadRad