لما اشتد مرض السيّدة خديجة (عليها السلام) قالت: يا رسول الله إسمع وصاياي: أولًا: فأني قاصرة في حقك فاعفني يا رسول الله.. الوصية الثانية: أوصيك بهذه، وأشارت إلى فاطمة (عليها السلام)، فإنها غريبة من بعدي فلا يؤذيها أحد من نساء قريش، ولا يلطمن خدها ولا يصحن في وجهها ولا يرينها مكروها. وأما الوصية الثالثة: فأني أقولها لابنتي فاطمة وهي تقول لك فأني مستحية منك يا رسول الله. فقام النبي (صلّى الله عليه وآله) وخرج من الحجرة، فدعت بفاطمة وقالت: يا حبيبتي وقرة عيني قولي لأبيك إن أمي تقول: أنا خائفة من القبر أريد منك ردائك الذي تلبسه حين نزول الوحي تكفنني فيه. فخرجت فاطمة وقالت لأبيها ما قالت أمها خديجة، فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وسلّم الرداء إلى فاطمة وجاءت به إلى أمها فسرّت به سرورا عظيما.. ثمّ أنّ الله تعالى أهدى إليها كفنًا من الجنّة جاء به جبرئيل، فكان لها كفنان: كفن من الله وكفن من رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 📚 شجرة طوبى ج ٢