تصریح یکی از سادات حسنی به مسمومشدن امام رضا (ع) توسط مأمون در نامهاش به مأمون
عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام و أمه أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر... و كان عبد الله توارى في أيام المأمون، فكتب إليه بعد وفاة الرضا يدعوه إلى الظهور ليجعله مكانه و يبايع له، و اعتد عليه بعفوه عمن عفا من أهله، و ما أشبه هذا من القول: فأجابه عبد الله برسالة طويلة يقول فيها: فبأي شيء تغرني؟ ما فعلته بأبي الحسن- صلوات الله عليه- بالعنب الذي أطعمته إيّاه فقتلته. و اللّه ما يقعدني عن ذلك خوف من الموت و لا كراهة له، و لكن لا أجد لي فسحة في تسليطك على نفسي، و لولا ذلك لأتيتك حتى تريحني من هذه الدنيا الكدرة... و هي رسالة طويلة قد أتينا بها في الكتاب الكبير.
و أخبرني جعفر بن محمد الوراق الكوفي، قال: حدثني عبد الله بن علي بن عبيد الله العلوي الحسيني، عن أبيه، قال: كتب المأمون إلى عبد الله بن موسى و هو متوار منه يعطيه الأمان، و يضمن له أن يوليه العهد بعده، كما فعل بعلي بن موسى، و يقول: ما ظننت أن أحدا من آل أبي طالب يخافني بعد ما عملته بالرضا، و بعث الكتاب إليه. فكتب إليه عبد الله بن موسى: وصل كتابك و فهمته، تختلني فيه عن نفسي ختل القانص، و تحتال على حيلة المغتال القاصد لسفك دمي. و عجبت من بذلك العهد و ولايته لي بعدك، كأنك تظن أنه لم يبلغني ما فعلته بالرضا، ففي أي شيء ظننت أني أرغب من ذلك؟ أفي الملك الذي قد غرتك نضرته و حلاوته؟ فو الله لأن أقذف و أنا حيّ في نار تتأجج أحب إليّ من أن ألي أمرا بين المسلمين أو أشرب شربة من غير حلها مع عطش شديد قاتل. أم في العنب المسموم الذي قتلت به الرضا؟ أم ظننت أن الاستتار قد أملّني و ضاق به صدري، فو الله إني لدلك، و لقد مللت الحياة و أبغضت الدنيا، و لو وسعني في ديني أن أضع يدي في يدك حتى تبلغ من قبلي مرادك لفعلت ذلك، و لكن الله قد حظر على المخاطرة بدمي، وليتك قدرت عليّ من غير أن أبذل نفسي لك فقتلتني، و لقيت الله- عزّ و جلّ- بدمي، و لقيته قتيلا مظلوما، فاسترحت من هذه الدنيا... (مقاتل الطالبیین، 498-500).
@Al_Meerath