| یکی از نظریات منحصر به فرد امام خمینی (ره) در علم اصول که ثمرات زیادی دارد، این است که ایشان معتقدند که همه امارات عقلائی هستند و هیچ کدام تعبدی نیست و همچنین در نزد عقلا هیچ کدام از امارات نازل منزله قطع نیست. حضرت ایشان این نظریه را در عبارت زیر تبیین کرده اند. ⭕️فاعلم أنّ الأمارات المتداوَلة على ألسنة أصحابنا المحقِّقين كلّها من الأمارات العقلائيّة التي يعمل بها العقلاء في معاملاتهم و سياساتهم و جميع امورهم؛ بحيث لو ردع الشارع عن العمل بها لاختلّ نظام المجتمع و وقفت رحى الحياة الاجتماعية، و ما هذا حاله لا معنى لجعل الحجّيّة له و جعله كاشفاً محرزاً للواقع بعد كونه كذلك عند كافّة العقلاء، ⭕️و ها هي الطرق‏ العقلائيّة- مثل الظواهر، و قول اللّغويّ، و خبر الثقة، و اليد، و أصالة الصحّة في فعل الغير- تَرى أنّ العقلاء كافّة يعملون بها من غير انتظار جعل و تنفيذ من الشارع، بل لا دليل على حجّيتها بحيث يمكن الركون إليه إلّا بناء العقلاء، و إنّما الشارع عمل بها كأنّه أحد العقلاء. و في حجّية خبر الثقة و اليد بعض الروايات التي يظهر منها بأتمّ ظهور أنّ العمل بهما باعتبار الأماريّة العقلائيّة، و ليس في أدلّة الأمارات ما يظهر منه بأدنى ظهور جعل الحجّية و تتميم الكشف، بل لا معنى له أصلًا. 🔰و من ذلك علم أنّ قيام الأمارات مقام القطع بأقسامه ممّا لا معنى له: أمّا في القطع الموضوعيّ فواضح، فإنّ الجعل الشرعيّ قد عرفت حاله و أنّه لا واقع له، بل لا معنى له. 🔰و أمّا بناء العقلاء بالعمل بالأمارات فليس وجهه تنزيل المؤدّى منزلة الواقع، و لا تنزيل الظّن منزلة القطع، و لا إعطاء جهة الكاشفيّة و الطريقيّة أو تتميم الكشف لها، بل لهم طرق معتبرة يعملون بها في معاملاتهم و سياساتهم، من غير تنزيل واحد منها مقام الآخر، و لا التفات إلى تلك المعاني الاختراعيّة و التخيّلية، كما يظهر لمن يرى طريقة العقلاء و يتأمّل فيها أدنى تأمّل. و من ذلك يعلم حال القطع الطريقي، فإنّ عمل العقلاء بالطرق المُتداوَلة حال عدم العلم ليس من باب قيامها مقام العلم، بل من باب العمل بها مستقلًا و من غير التفات إلى تلك المعاني. 🔰نعم القطع طريق عقليّ مقدّم على الطرق العقلائيّة، و العقلاء إنّما يعملون بها عند فقد القطع، و ذلك لا يُلزِم أن يكون عملهم بها من باب قيامها مقامه؛ حتّى يكون الطريق مُنحصراً بالقطع عندهم، و يكون العمل بغيره بعناية التنزيل و القيام مقامه. و ما اشتهر بينهم: من أنّ العمل بها من باب كونها قطعاً عاديّاً، أو من باب إلقاء احتمال الخلاف- على فرض صحّته- لا يلزم منه التنزيل أو تتميم الكشف و أمثال ذلك. 📌و بالجملة: من الواضح البيّن أنّ عمل العقلاء بالطرق لا يكون من باب كونها علماً و تنزيلها منزلة العلم، بل لو فرضنا عدم وجود العلم في العالَم كانوا يعملون بها من غير التفات إلى جعل و تنزيل أصلًا. 📚امام خمینی (ره)، انوار الهدایه، ج1 ص107 @almorsalaat