💠 أم الإمام الرضا وزواجها بالإمام الكاظم(عليهم السلام) (عام 152ق، قبل ميلاد الإمام الرضا(عليه السلام) بسنة) اختلف الخبر في زواج الإمام الكاظم بأُم الإمام الرضا(عليهما السلام) بين: شرائها له، وبين هبتها له من اُمه حميدة، ولا أستبعد الجمع بينهما بأن يكون الإمام الكاظم(عليه السلام) اشتراها لاُمه ثمّ وهبتها اُمّه له. فإلى الخبرين: رجل من أهل المدينة نخّاس يجلب الجواري إليها للبيع، رحل إلى المغرب (العربي فيما بعد) واشترى جارية وصيفة من أقصى المغرب واصطحبها لمقرّه، فلقيتْه امرأة من أهل الكتاب (النصارى) ورأت معه الوصيفة فكأنّها تفرّست فيها شيئاً، فسألت الرجل: ما هذه الوصيفة معك؟ قال: اشتريتها لنفسي! فقالت: إن هذه الجارية ما ينبغي أن تكون عندك! بل إنّما ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض! فلا تلبث حتّى تلد منه غلاماً ما يولد مثله بشرق الأرض ولا غربها! ثمّ اشترى الرجل سبع جوار أخرى وحملهن معه إلى المدينة. فروى الكليني بسنده عن هشام بن الأحمر أنّه دخل على الإمام الكاظم(عليه السلام) فقال الإمام له: هل علمت أحداً قدم من المغرب؟ قال: لا. قال: بلى قد قدم، فانطلق بنا إليه. قال: فركب وركبتُ معه حتّى انتهينا إلى الرجل فإذا هو رجل من أهل المدينة ومعه رقيق، فقلت له: اِعرض علينا. فعرض علينا سبع جوار، وأبو الحسن يقول: لا حاجة لي فيها. ثمّ قال له: اِعرض علينا. فقال: ما عندي إلّا جارية مريضة. وأبى أن يعرضها. فانصرف الكاظم(عليه السلام). قال هشام: ثمّ أرسل الإمام عليّ في الغد وأرسلني إليه وقال لي: قل له: كم كان غايتك فيها؟ فإذا قال كذا وكذا فقل: قد أخذتُها! فأتيته فقال: ما أنقُصها من كذا وكذا. فقلت: قد أخذتها. فقال: هي لك، ما عندي أكثر من هذا! فأخبَرني عن قول المرأة من أهل الكتاب بالمغرب كما مرّ. قال: فأتيتُ بها إلى الكاظم(عليه السلام)‏1️⃣. وكأنّه(عليه السلام) اشتراها لُامّه حميدة المصفّاة، وكانت جارية وُلدت بين العرب ونشأت مع أولادهم وتأدّبت بآدابهم، واسمها بالعربية: تُكتم. وكانت أفضل امرأة في دينها وعقلها وإعظامها لمولاتها حميدة، حتّى أنّها من إجلالها لمولاتها ما جلست بين يديها منذ ملكتها، فكأنّها رأتها تناسب ابنها الكاظم(عليه السلام) وعمره 24 عاماً فقالت له: يا بُني، إني ما رأيت جارية أفضل من تُكتم، فلا أشك أنّ اللَّه سيظهر نسلها، وقد وهبتها لك فاستوصِ بها خيراً، فتزوّجها2️⃣. فلمّا ولّدت الرضا(عليه السلام) سمّاها الطاهرة. وكان الرضا(عليه السلام) تام الخلقة بادناً يرتضع كثيراً، وكان لاُمه من صلاتها وتسبيحها أوراد نقصت بكثرة الرضاع، فقالت: أعينوني بمرضع. فقالوا: أهل نقص الدَرّ؟ فقالت: لا، ولكن نقص وردي لصلاتي وتسبيحي3️⃣. وكان مولده(عليه السلام) بالمدينة عام 153ق، أي بعد وفاة جده الإمام الصادق(عليه السلام) بخمس سنين4️⃣. 📚 موسوعة التاريخ الإسلامي ‏7: 416- 419. ــــــــــــــــــــ 1️⃣ الكافي 1: 486- 487، باب مولد الرضا(عليه السلام)، ح1، وعيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1: 97، ب3، ح9. 2️⃣ و3️⃣ عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1: 93- 94، ب2، ح7. 4️⃣ عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1: 100، باب مولد الرضا(عليه السلام)، ح1. @alYusufi_alGharawi