❖ دَعا الإمام الجواد(عليه السلام) للريّان بن شبيب وامتنع من الدعاء لابن الريان كان للريّان بن شبيب الكوفي البغدادي وَلدٌ قد وُلد في بلاد الشرك، والريّان يريد هدايته، وتَعرَّف الريّان على خيران القراطيسي الأسباطي وأنه موال للإمام الجواد(عليه السلام) وأراد الحج. فقال الريان له: إن وصلتَ إلى أبي جعفر الجواد فقل له: إنّ مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام ويسألك الدعاء له ولولده. وحجّ خيران والتقى ببعض خدم الجواد(عليه السلام)، وله منزلة عنده، فسأله أن يوصله إليه. فلمّا صار إلى المدينة قال الخادم لخيران: تهيّأ فإني أُريد أن أمضي إلى أبي جعفر الجواد(عليه السلام). قال خيران: فمضيت معه، فلمّا وافينا الباب دخل ليستأذن فأبطأ عليَّ، فطرقت الباب وسألت عنه فأخبرني الخادم أنّه قد خرج ومضى، فبقيت متحيراً، فبينا أنا كذلك إذ خرج خادم من الدار وقال لي: أنت خيران؟ قلت: نعم. قال: أدخل. فدخلت وإذا أبو جعفر(عليه السلام) قائم على دكة ليس عليه فراش يقعد عليه فجاءه غلام بمصلّى فألقاه له فجلس عليه. فذهبت لأصعد إلى الدكة من غير درجها فأشار لي إلى موضع الدرجة فصعدت وسلمت، فرد السلام ومدّ يده إليّ، فأخذتها وقبّلتها ووضعتها على وجهي، فأقعدني بيده وأنا ماسك بيده ممّا داخلني من الدهش، وتركها في يدي حتى إذا سكنتُ خلّيتها! فأخذ يسائلني. فقلت له: مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام ويسألك الدعاء له ولولده. فدَعا له ولم يدعُ لولده! فأعدت عليه، فدعا له ولم يدعُ لولده! فأعدت عليه ثالثة فدعا له ولم يدعُ لولده! فلمّا مضيت نحو الباب سمعته ولم أفهم ما قال، فسألت الخادم عنه فقال: إنه قال: من هذا الذي يريد أن يهديه؟! هذا وُلِد في بلاد الشرك فلمّا أُخرج منها صار إلى ما هو شر منهم! فلو أراد اللَّه أن يهديه هداه‏ ! 📚 موسوعة التاريخ الإسلامي ‏8: 283- 284. عن: اختيار معرفة الرجال: 109، ح1132. @alYusufi_alGharawi