▪️يوم عاشوراء ومفتريات بني أمية في فضل هذا اليوم إن يوم العاشر من شهر محرم الحرام يوم استشهد فيه الإمام الحسين(عليه السلام) وهو يوم المصيبة والحزن لأهل بيت النبي(صلّى الله عليه وآله) وشيعتهم. وينبغي للشيعة أن يمسكوا فيه عن السعي في حوائج دنياهم وأن لا يدخروا فيه شيئاً لمنازلهم وأن يتفرغوا فيه للبكاء والنياح وذكر المصائب وأن يقيموا مآتم الحسين(عليه السلام) كما يقيمونه لأعزِّ أولادهم وأقاربهم وأن يزوروه بزيارة عاشوراء وأن يجتهدوا في لعن قاتليه قائلاً ألف مرة: اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلام‏. وليعزّ بعضهم بعضاً قائلاً: أَعْظَمَ اللهُ أجُورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَإِيَّاكُمْ مِنْ الطَّالِبِينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإِمامِ المَهْدِيّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ.1️⃣ والأحسن أن لا يصام اليوم التاسع والعاشر وإنما ينبغي الإمساك عن الطعام والشراب في اليوم العاشر من دون نية الصيام وأن يفطروا في آخر النهار بعد العصر بما يقتات به أهل المصائب كاللبن الخاثر والحليب ونظائرهما، لا بالأغذية اللذيذة، وأن يلبسوا ثياباً نظيفة ويحلوا الإزرار ويكشطوا الأكمام على هيئة أصحاب العزاء2️⃣. فإن بني أمية كانت تصومهما شماتة بالحسين(عليه السلام) وتبرّكاً بقتله وقد افتروا على رسول الله(صلّى الله عليه وآله) أحاديث كثيرة وضعوها في فضل هذين اليومين وفضل صيامهما. وقد روي من طريق أهل البيت(عليهم السلام) أحاديث كثيرة في ذم الصوم فيهما لا سيما في يوم عاشوراء3️⃣. وكانت أيضاً بنو أُمية(لعنة الله عليهم) تدخر في الدار قوت سنتها في يوم عاشوراء، ولذلك روي عن الإمام الرضا(صلوات الله وسلامه عليه) قال: «من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنة عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادَّخر لمنزله فيه شيئاً لم يبارك له فيما ادَّخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد.»4️⃣ فما يروى في فضل يوم عاشوراء من الأحاديث مجعولةٌ مفتراةٌ على رسول الله(صلّى الله عليه وآله). وكما روى الشيخ الصدوق(قدس سرّه) عن جبلة المكية قالت: سمعت ميثم التمار(قدّس الله روحه) يقول: والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشرة تمضي منه وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة وإن ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالى، أعلم ذلك بعهدٍ عهَده إليّ مولاي أمير المؤمنين(عليه السلام). إلى أن قالت جبلة: فقلت: يا ميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين(عليه السلام) يوم بركة؟! فبكى ميثم(رضي الله عنه) ثم قال: سيزعمون لحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم وإنما تاب الله على آدم(عليه السلام) في ذي الحجة، ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس(عليه السلام) من جوف الحوت وإنما كان ذلك في ذي القعدة، ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح(عليه السلام) على الجودي وإنما استوت في العاشر من ذي الحجة، ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى(عليه السلام) وإنما كان ذلك في ربيع الأوّل.5️⃣ وحديث ميثم هذا كما رأيت قد صرح فيه تصريحاً وأكّد تاكيداً أن هذه الأحاديث مجعولة مفتراة على المعصومين(عليهم السلام). وهذا الحديث هو أمارة من أمارات النبوة والإمامة، ودليل من الأدلة على صدق مذهب الشيعة وطريقتهم، فالإمام(عليه السلام) قد أنبأ فيه جزماً وقطعاً بما شاهدنا حدوثه حقاً فيما بعد من الفرية والكذب رأي العين‏. 📚 منهاج الحياة في الأدعية والزيارات عن أهل البيت الهداة(عليهم السلام والتحيات): 226 ــــــــــــــــــــ 1️⃣ كامل الزيارات: 193، مصباح المتهجد: 772. 2️⃣ مصباح المتهجد: 782. 3️⃣ وسائل الشيعة 10: 459. 4️⃣ عيون أخبار الرضا(ع) 1: 298، وأماليه: 129، وعلل الشرائع 1: 227. 5️⃣ أمالي الصدوق: 126 م27 ح1، وعلل الشرائع 1: 227. @alYusufi_alGharawi