كنتُ من ابناء اربعة عشرة سنة، لمّا سافرت الى مدينة سُنقُر حيثُ درستُ فيها الدورة الإعدادية كانت مدرستي خارجَ المدينة، كثيراً ما كانت الأيامُ تمُرُّ وما كنت أخْرُجُ منَ المدْرسةِ و اقرأ الدّرْسَ طوالَ اللّيل و أذهبُ إلى الصَّفِ طيلةَ النَّهار، هناك المنام و المطعم للتَّلاميذِ وما كان أحدٌ في حاجةٍ إلى الطّعامِ خارجَ المدرسةِ، على الرَّغْمِ مِنْ ذلك كان التَّلاميذُ يَذْهَبونَ إلى أسْواق الْمدينةِ و يَشْتَرونَ بعضَ التَّنقُلاتِ و يَأْكُلونَ المُرتّبات و كان لذهابِهم إلى الْمَدينةِ برنامجٌ خاصٌّ، كما كانت لأمورِهِم الْأخْرى برامج خاصّةٌ، كان قد عيَّن عمیدُ المَدْرَسَةِ و عددٌ مِنَ المسؤولينَ الأخَرينَ اوقاتٍ للدراسةِ والرياضةِ في الصّباحِ الباكِرِ و للنّوم والأكل والإستراحَةِ في بِدايةِ كُلّ بَرنامجٍ كان يُطْلَقُ الرّنينُ مِنَ الْجَرَسِ عالياً و عَلَى التّلاميذِ أنْ لا يَقومونَ إلا بِواجِبِهمْ في نَفْسِ السّاعةِ. بِما أنّني كُنْتُ تِلْميذاً نَشيطاً أنْجَحُ كُلَّ سَنَةٍ نجاحاً باهراً بَلْ كنتُ التلميذَ الأوَّلَ و أحصلُ على جوائزَ كثيرةٍ مِنْ قِبَل دروسي. فی إحْدَى الليالي كُنْتُ أقْرأُ الدَّرْسَ و أَسْتَذْكِرُهُ ماشياً في ضَوء مَصابیحِ ساحة المَدرسةِ و بَعْدَ ساعاتٍ ذهبتُ إلى غُرفتي لأنام، بَعْدَ أنْ دَخَلْتُ الغرفةَ، لم أكَدْ اذهبُ تَحْتَ الغِطاءِ حتّى دَقَّ الجرسُ لِلإفاقَةِ مِنَ النّومِ. كتبه حسين عام 1415