موسسه مطالعات راهبردی مسریٰ
هدایت شده از
موسسه مطالعات راهبردی مسریٰ
5️⃣ قالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): «خَاطَبَ اللَّهُ بِهَا قَوْماً مِنَ الْيَهُودِ أَلْبَسُوا «7» الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ بِأَنْ زَعَمُوا أَنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ، وَ أَنَّ عَلِيّاً وَصِيٌّ، وَ لَكِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ بَعْدَ وَقْتِنَا هَذَا بِخَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَ تَرْضَوْنَ التَّوْرَاةَ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ حَكَماً؟ فَقَالُوا: بَلَى. فَجَاءُوا بِهَا، وَ جَعَلُوا يَقْرَءُونَ مِنْهَا خِلَافَ مَا فِيهَا، فَقَلَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الطُّومَارَ «1» الَّذِي كَانُوا «2» يَقْرَءُونَ فِيهِ «3»، وَ هُوَ فِي يَدِ قَرَّاءَيْنِ مِنْهُمْ، مَعَ أَحَدِهِمَا أَوَّلُهُ، وَ مَعَ الْآخَرِ آخِرُهُ، فَانْقَلَبَ ثُعْبَاناً لَهُ رَأْسَانِ، وَ تَنَاوَلَ كُلُّ رَأْسٍ مِنْهُمَا يَمِينَ مَنْ هُوَ فِي يَدِهِ، وَ جَعَلَ يُرَضِّضُهُ «4» وَ يُهَشِّمُهُ، وَ يَصِيحُ الرَّجُلَانِ وَ يَصْرُخَانِ. وَ كَانَتْ هُنَاكَ طَوَامِيرُ أُخَرُ، فَنَطَقَتْ وَ قَالَتْ: لَا تَزَالانِ فِي الْعَذَابِ حَتَّى تَقْرَءَا مَا فِيهَا مِنْ صِفَةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ نُبُوَّتِهِ، وَ صِفَةِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ إِمَامَتِهِ عَلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى «5»، فَقَرَءَاهُ صَحِيحاً، وَ آمَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ اعْتَقَدَا إِمَامَةَ عَلِيٍّ وَلِيِّ اللَّهِ وَ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ). فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ بِأَنْ تُقِرُّوا لِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنْ وَجْهٍ، وَ تَجْحَدُوهُمَا مِنْ وَجْهٍ، وَ بِأَنْ تَكْتُمُوا الْحَقَّ مِنْ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ هَذَا، وَ إِمَامَةِ عَلِيٍّ هَذَا وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ تَكْتُمُونَهُ، وَ تُكَابِرُونَ عُلُومَكُمْ وَ عُقُولَكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ- إِذَا كَانَ قَدْ جَعَلَ أَخْبَارَكُمْ حُجَّةً، ثُمَّ جَحَدْتُمْ- لَمْ يُضَيِّعْ هُوَ حُجَّتَهُ، بَلْ يُقِيمُهَا مِنْ غَيْرِ جِهَتِكُمْ، فَلَا تُقَدِّرُوا أَنَّكُمْ تُغَالِبُونَ رَبَّكُمْ وَ تُقَاهِرُونَهُ. (البرهان في تفسير القرآن، ج1، ص: 203) 6️⃣. «وَ لا تَلْبِسُوا»؛ أي: لا تخلطوا الحقّ بالباطل. لأنّهم آمنوا ببعض الكتاب و كفروا ببعض. لأنّهم جحدوا صفة النبيّ و أقرّوا بغيره ممّا في الكتاب على حاله و هو الحق ( عقود المرجان في تفسير القرآن، ج1، ص: 66)