#نهج_البلاغه
#توصیه_های_پدرانه | ۱۹
📜 متن : وَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِی بِیَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَ الاَْرْضِ قَدْ أَذِنَ لَکَ فِی الدُّعَاءِ، تَکَفَّلَ لَکَ بِالاِْجَابَةِ، وَ أَمَرَکَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِیُعْطِیَکَ،
وَ تَسْتَرْحِمَهُ لِیَرْحَمَکَ، وَ لَمْ یَجْعَلْ بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ مَنْ یَحْجُبُکَ عَنْهُ، وَ لَمْ یُلْجِئْکَ إِلَى مَنْ یَشْفَعُ لَکَ إِلَیْهِ، وَ لَمْ یَمْنَعْکَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ، وَ لَمْ یُعَاجِلْکَ بِالنِّقْمَةِ، وَ لَمْ یُعَیِّرْکَ بِالاِْنَابَةِ، وَ لَمْ یَفْضَحْکَ حَیْثُ الْفَضِیحَةُ بِکَ أَوْلَى، وَ لَمْ یُشَدِّدْ عَلَیْکَ فِی قَبُولِ الاِْنَابَةِ، وَ لَمْ یُنَاقِشْکَ بِالْجَرِیمَةِ وَ لَمْ یُؤْیِسْکَ مِنَ الرَّحْمَةِ، بَلْ جَعَلَ نُزُوعَکَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً، وَ حَسَبَ سَیِّئَتَکَ وَاحِدَةً، وَ حَسَبَ حَسَنَتَکَ عَشْراً، وَ فَتَحَ لَکَ بَابَ الْمَتَابِ، وَ بَابَ الاِسْتِعْتَابِ،
فَإِذَا نَادَیْتَهُ سَمِعَ نِدَاکَ، وَ إِذَا نَاجَیْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاکَ، فَأَفْضَیْتَ إِلَیْهِ بِحَاجَتِکَ، وَ أَبْثَثْتَهُ ذَاتَ نَفْسِکَ، وَ شَکَوْتَ إِلَیْهِ هُمُومَکَ، اسْتَکْشَفْتَهُ کُرُوبَکَ، وَ اسْتَعَنْتَهُ عَلَى أُمُورِکَ، وَ سَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لاَ یَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِهِ غَیْرُهُ، مِنْ زِیَادَةِ الاَْعْمَارِ، وَ صِحَّةِ الاَْبْدَانِ، سَعَةِ الاَْرْزَاقِ.
ثُمَّ جَعَلَ فِی یَدَیْکَ مَفَاتِیحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَکَ فِیهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ، فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِهِ، وَ اسْتَمْطَرْتَ شَآبِیبَ رَحْمَتِهِ، فَلاَ یُقَنِّطَنَّکَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ، فَإِنَّ الْعَطِیَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّیَّةِ، وَ رُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْکَ الاِْجَابَةُ، لِیَکُونَ ذَلِکَ أَعْظَمَ لاَِجْرِ السَّائِلِ، وَ أَجْزَلَ لِعَطَاءِ الاْمِلِ. وَ رُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّیْءَ فَلاَ تُؤْتَاهُ، وَ أُوتِیتَ خَیْراً مِنْهُ عَاجِلاً أَوْ آجِلاً، أَوْ صُرِفَ عَنْکَ لِمَا هُوَ خَیْرٌ لَکَ، فَلَرُبَّ أَمْر قَدْ طَلَبْتَهُ فِیهِ هَلاَکُ دِینِکَ لَوْ أُوتِیتَهُ، فَلْتَکُنْ مَسْأَلَتُکَ فِیمَا یَبْقَى لَکَ جَمَالُهُ، وَ یُنْفَى عَنْکَ وَبَالُهُ; فَالْمَالُ لاَ یَبْقَى لَکَ وَ لاَ تَبْقَى لَه.
╭───
│ 🌐
@Mabaheeth
╰──────────