🔻الصفحة 2 من 4 یستفاد من روایة الوَلِید ابن مُسْلِم و غيرها أنّ الترك و الروم یدخلون البلاد الكردیّة و العربیّة عند دوران نجم مدنّب في آفاق السماء من شهر صفر إلی رجب قبل قيام الإمام المهديّ-علیه‌السلام-. قال الوليد: ... إنّما نجم الآيات نجم ينقلب في الآفاق في صفر و في ربيعين أو في رجب، و عند ذالك يسير خاقان بالأتراك، تتبعه روم الظواهر بالرايات و الصلب.(۹) «خاقان» هي کلمة ترکیّة کانت في الأعصار القدیمة من ألقاب ملوك الترك، و علی ما یظهر أنّ المراد من خاقان في هاذا الحدیث هو آخر حاکم بترکیا في آخر الزمان الذي تجتاز قوّاته الترك من الحدود الجنوبيّة لهاذه المملکة و یدخلون قسماً من بلاد الجزیرة یقع شماليّ و شرقيّ مملکة سوریا، و المقصود من «روم الظواهر بالرايات و الصلب» هم قوّات مسیحیّة یأتون من بلاد الروم مثل أروبا و أمریکا إلی سهل العُمْق بین حَلَب و أنطاكِيا في الشمال الغربيّ لسوریا و قَرْقِیسِیاء بشرقيّ هاذه المملکة و حِمْص في غربيّ سوریا و الرَّمْلَة بشماليّ فلسطین و الإسکندریّة في شماليّ مصر.عن ذي قَرَبات(۱۰)، قال: يختلف الناس في صفر، و يفترقون على أربعة نفر: رجل بمكّة العائذ، و رجلين بالشام، أحدهما السفيانيّ، و الآخر من ولد الحَكَم أزرق أصهب، و رجل من أهل مصر [قصیر](۱۱) جبّار، فذالك أربعة. فيغضب رجل من كِنْدَة، فيخرج إلى الذين بالشام، فيأتي بالجيش(۱۲) إلى مصر، فيُقْتَل ذالك الجبّار و يُفَتّ مصر فتّ البعرة. ثمّ يبعث [السفیانيّ جیشاً](۱۳) إلى الذي بمكّة.(۱۴) یبدو أنّ هاذه الروایة من کلام النبيّ-صلّى‌الّاه‌عليه‌وآله-، و إن لم‌یسندها إلیه ذو قَرَبات الحِمْیَريّ الصحابيّ. و المراد من «رجل بمكّة العائذ» في هاذا الحدیث هو الإمام المهديّ-علیه‌السلام- الذي یظهر بعد غیبة طویلة في شهر المحرّم من عام قیامه بالمدینة، و حینما یصل جیش السفیانيّ هاذا البلد و يريدون أن یقبضوه و یقتلوه هو يخاف علی نفسه و یفرّ إلی مکّة و یعوذ بالکعبة. اعلم أنّ «العائذ» هو من الأوصاف الخاصّة بالإمام المهديّ-علیه‌السلام-، و لایخفی علی من له خبرة باللغة العربیّة أنّ «العائذ» هنا هو المجاز بالأَوْل؛ فیکون معناه «العائذ بالکعبة في المسقبل»، و یستفاد من هاذا الحدیث و سائر الأحادیث الإسلامیّة أنّ شیعة الإمام المهديّ-علیه‌السلام- حینما یرون بعض آیات اقتراب زمان ظهوره في شهر صفر قبل قیامه مع بعض العلامات التي رأوها من قبل ینتظرون ظهوره و قیامه في شهر المحرّم من عام قیامه. و «السُّفْیانِيّ» هو عُثْمان ابن عَنْبَسَة الشاميّ، زعیم الشامیّین و آخر الحکّام الأمویّین من نسل أبي سفیان في آخر الزمان الذي يتعهّد في صفر قبل قیام الإمام المهديّ-علیه‌السلام- زعامة بعض الحرکات التي بدئت من قبل بسوریا، و یثور في رجب بالوادي الیابس في السُّوَیْداء، و یستولي في شهر رمضان علی دمشق ثمّ علی معظم بلاد الشام، و یهجم جيشه علی مصر و العراق و إیران و السعودیّة. و «الآخر من ولد الحَكَم أزرق أصهب(۱۵)» هو الأصْهَب المَرْوانِيّ، زعیم أهل الجزیرة(۱۶) و العراق(۱۷) و آخر الحکّام الأَمَوِیّین من نسل مَرْوان الحِمار ابن محمّد ابن مروان ابن الحکم ابن أبي العاص ابن أُمیّة في آخر الزمان الذي يتعهّد في صفر قبل قیام الإمام المهديّ-علیه‌السلام- زعامة بعض الحرکات التي بدئت من قبل ببلاد الجزیرة و العراق، و یسیطر في رجب أو ما يقربه علی بغداد ثمّ علی معظم بلاد مملکة العراق، و یتحالف مع الهاشميّ الشَّیْصَبانِيّ الثائر بالکوفة، و جيشه مع قيادة عَوْفٍ السُّلَمِيّ يحارب إيران، و یهجم علی سوریا. یظنّ بعض الباحثین أنّ «رجل من أهل مصر قصیر جبّار» هو عبدالفتّاح السِیسِيّ رئیس الجمهوریّة حالیّاً في مصر الذي یکون رمزاً للحکّام السکولار(۱۸) المعاندین للفئات السلفيّ الإرهابیّة مثل داعش، فهو الذي یقتل بيد جیش قیس و البربر و السود الأفارقة أو بید جماعة من المصریّین السَلَفیّین الذین یلحقون بهاذا الجیش، و الّاه أعلم. و «رجل من كِنْدَة» هو عبدالرحمان الأعْرَج الکِنْدِيّ، زعیم قيس و البربر و السود الأفارقة في آخر الزمان الذي يتعهّد عدّة أشهر قبل قیام الإمام المهديّ-علیه‌السلام- زعامة بعض الحرکات التي بدئت من قبل بليبيا و حوالیها، و يثور بها في جمادی الآخرة أو ما يقربها، ثمّ يأتي بجيشه إلی مصر، و یبعثهم بقیادة الأَبْقَع الفِهْرِيّ المصريّ للحرب إلی فلسطین و الأُردنّ و سوریا.