🔻الصفحة 1 من 4
🔴ثلاث سنوات شداد قبل خروج الدجّال في آخر الزمان
یستفاد من الروایات الإسلامیّة أنّه قبل خروج الدجّال في آخر الزمان ثلاث سنوات شداد تنزل فیها أنواع البلایا و المصیبات التي تخرب الأرض و تهلك كثيراً من سکّانها، و تبتدئ تلك السنوات الشداد من ثلاثة رمضانات قبل قیام الإمام المهديّ(علیهالسلام) في شهر محرّم بمکّة و تنتهي في شهر رمضان بعد قیامه، و في بدایة السنة الثالثة التي هي أشدّ السنوات الثلاثة یطلع کوکب مذنّب في رمضان یسمّی «القرن ذو الشقاء»، و في أواخرها یخرج الدجّال الأعور حین قحط و جوع شدید مدّة أربعین یوماً. فینزل عيسى ابن مريم(علیهماالسلام) من السماء بالشام و یذهب إلی بیت المقدس و یصلّي خلف المهديّ(علیهالسلام) و یقتل الدجّال بأمر الإمام، و تنتهي الشدائد، لاسیّما الفتن و الحروب.
قال الّاه المتعالي: «إنّ مع العسر یسراً»(۱).
و قال الإمام عليّ(علیهالسلام): عند تناهي الشدّة تكون الفرجة، و عند تضايق حِلَق البلاء يكون الرخاء.(۲)
عن أَبي أُمامَة الباهِلِيّ، قال: خطبنا رسول الّاه(صلّیالّاهعلیه[وآله]وسلّم) ... قال: ... إنّ قبل خروج الدجّال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد. يأمر الّاه السماء في السنة الأُولی أن تحبس ثلث مطرها، و يأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها. ثمّ يأمر السماء في [السنة](۳) الثانية فتحبس ثلثي مطرها، و يأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها. ثمّ يأمر الّاه السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كلّه فلاتُقطِرُ قطرةً، و يأمر الأرض فتحبس نباتها كلّه فلاتُنبِتُ خضراءَ، فلاتبقى ذات ظِلْف(۴) إلّا هلكت إلّا ما شاء الّاه... .(۵)
عن تُبَيْع، قال: بين يدي الدجّال ثلاث علامات: ثلاث سنين جوع، و تغيض(۶) الأنهار و يصفرّ الريحان و تنزف(۷) العيون، و تنتقل مَذْحِج و هَمْدان من العراق حتّى ينزلوا قِنَّسْرِين و حَلَبَاً؛ فعدّوا الدجّال غادياً(۸) في دياركم أو رائحاً(۹).(۱۰)
یبدو أنّ هاذا الخبر من کلام النبيّ(صلّیالّاهعلیهوآله) أو مستفاد منه، و إن لمیسنده إلیه تُبَيْعُ الحِمْیَريّ التابعيّ ابن امرأة کعب الأحبار.
مَذْحِج و هَمْدان من القبائل القحطانیّة الیمنیّة، و أناس من هاتین القبیلتین بعد أن أسلموا بید عليّ(علیهالسلام) في عهد النبيّ(صلّیالّاهعلیهوآله) جاؤوا تدریجاً إلی العراق و سکنوا الکوفة و حوالیها و صاروا من شیعة الإمام عليّ(علیهالسلام) و نصروه في الحروب، ثمّ ارتحل قسم من الهَمْدانیّین إلی خوزستان و کرمان و خراسان من بلاد إیران و الآن هم یعیشون فیها.(۱۱)
«قِنَّسْرِین» کانت من المدن القدیمة في الشمال الغربيّ لسوریا، و قد بقيت منها الآن آثار و خرائب علی بعد ۴۰ كیلومتراً تقریباً إلی الجنوب الغربيّ من مدينة «حَلَب» الکبیرة، و توجد الیوم في هاذه المنطقة قریة باسم العِيس أو إسْکِي حلب.(۱۲)
عن أبي سعيد الخُدْريّ، قال نبيّ الّاه(صلّیالّاهعلیهوآلهوسلّم): ينزل بأُمّتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لميسمع بلاء أشدّ منه حتّى تضيق عنهم الأرض الرحبة(۱۳)، و حتّى يملأ الأرض جوراً و ظلماً لايجد المؤمن ملجأً يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الّاه(عزّ و جلّ) رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً، يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، لاتدّخر الأرض من بذرها شيئاً إلّا أخرجته، و لا السماء من قطرها شيئاً إلّا صبّه الّاه عليهم مدراراً، يعيش فيها سبع سنين أو ثمان أو تسع، تتمنّى الأحياء الأموات ممّا صنع الّاه(عزّ و جلّ) بأهل الأرض من خيره.(۱۴)
قد اختلفت معظم الروایات الإسلامیّة في مقدار مدّة حکم الإمام المهديّ(علیهالسلام) بین السبع إلی السبعین سنة، و أعتقد أنّ أکثر تلك المقادیر هي من إضافات الرواة أو النسّاخ، و الصواب عندي هو ما جاء في کتب الشیعة و السنّیّین من دوام دولته قریباً من عشرین سنة، و الّاه أعلم، و یظهر من بعض الأحادیث أنّ في آخر أمر المهديّ(علیهالسلام) یرجع الإمام الحسین(علیهالسلام) إلی الدنیا و یعرفه المؤمنون، و إذا جاء موت المهديّ یغسّله الحسین و یکفّنه و یدفنه، و یملك ثلاثمئة و تسع سنين، ثمّ یرجع النبيّ و أمير المؤمنين عليّ و سائر الأنبیاء و الأوصياء(صلواتالّاهعلیهم) مع بعض أعدائهم إلی الدنیا فینتقمون منهم و یقتلونهم، و تکون للمهديّ(علیهالسلام) أیضاً کرّة، و یعیش الراجعون مع سائر المؤمنین إلی أن تقوم القیامة.
قال أبو هريرة، قال رسول الّاه(صلّیالّاهعلیه[وآله]وسلّم): لاتقوم الساعة حتّى يمرّ الرجل بقبر أخيه فيقول: يا ليتني مكانك.(۱۵)
اعلم أنّ المراد من «الساعة» في بعض الآیات القرآنیّة و کثیر من الروایات الإسلامیّة هو زمان قیام القائم(علیهالسلام).
عن عبدالّاه ابن عمرو، قال: يأتي على الناس زمان يتمنّى الرجل ذو الشرف و المال و الولد الموت ممّا يرى من البلاء من ولاتهم.(۱۶)