🔻الصفحة 2 من 4 و أیضاً عن عبدالّاه ابن عمرو، قال: ليأتينّ على الناس زمان يتمنّى فیه المرء لو أنّه في فلك مشحون(۱۷) هو و أهله يموج بهم(۱۸) في البحر من شدّة ما في الأرض من البلاء.(۱۹) یبدو أنّ هاذین الحدیثین من کلام النبيّ(صلّی‌الّاه‌علیه‌وآله)، و إن لم‌یسندهما إلیه عبدالّاه ابن عمرو ابن العاص الصحابيّ. عن الأَصْبَغ ابن نُباتَة، قال: خطب أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب‏(علیه‌السلام) في الكوفة، فحمد الّاه(تعالى) و أثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ قريشاً أئمّة العرب ... و ليكوننّ من أهل بيتي رجل يأمر بأمر الّاه، قويّ يحكم بحكم الّاه، و ذالك بعد زمان مُکْلِح(۲۰) مفضح(۲۱)، يشتدّ فيه البلاء، و ينقطع فيه الرجاء، و يقبل فيه الرشاء... .(۲۲) عن أبي حمزة الثُّمالِيّ، قال: سمعت أبا جعفر محمّد ابن عليّ(عليهما‏السلام) یقول: ... یا أبا حمزة، لايقوم القائم(علیه‌السلام) إلّا على خوف و زلازل و فتنة و بلاء يصيب الناس و طاعون قبل ذالك و سيف قاطع بين العرب و اختلاف شديد بين الناس و تشتّت في دينهم و تغيّر من حالهم حتّى یتمنّى المتمنّي الموت صباحاً و مساءاً من عظم ما یرى من کلب الناس و أکل بعضهم بعضاً، و خروجه إذا خرج عند الإیاس و القنوط... .(۲۳) عن سَدِير الصَيْرَفِيّ، قال: كنت عند أبي عبدالّاه جعفر ابن محمّد(علیهماالسلام) و عنده جماعة من أهل الكوفة، فأقبل عليهم و قال لهم: ... فعند ذالك تمنعون الحجّ، و تنقص الثمار، و تجدب(۲۴) البلاد، و تبتلون بغلاء الأسعار و جور(۲۵) السلطان، و يظهر فيكم الظلم و العدوان(۲۶) مع البلاء و الوباء و الجوع، و تظلّكم الفتن من جميع الآفاق... .(۲۷) روی المَدائِنِيّ في كتاب «صِفِّين»، قال: خطب عليّ‏(علیه‌السلام) بعد انقضاء أمر النَّهْرَوان(۲۸)، فذكر طرفاً(۲۹) من الملاحم(۳۰)، قال: إذا كثرت فيكم الأخلاط و استولت الأنباط دنا خراب العراق ... فعند ذالك تقتلون و بأنواع البلاء تضربون و بالسيف تحصدون و إلى النار تصيرون و يعضّكم البلاء كما يعضّ الغارب القتب(۳۱) ... .(۳۲) قد أخبر أمیر المؤمنین عليّ(علیه‌السلام) في هاذه النبوءة عن وقوع بعض الأحداث البارزة في العراق، لاسیّما مدینة بغداد، قبیل قیام الإمام المهديّ(علیه‌السلام)، و ذالك حینما تکثر بین العراقیّین الأقوام المختلطة النسب مثل جماعة داعش و سائر الإرهابیّین الذين یجیئون من أنحاء العالم إلی العراق، و أیضاً یکون عندما تتسلّط الأنباط مثل بعض أعضاء حزب البعث علی أهل العراق، و «الأَنْباط» هو جمع النَّبَط، و هم قوم ليسوا من العرب و لا من الفرس یسکنون سواد العراق، و یشتغلون بالزراعة و الرعي و الحرف اليدويّة. عن أبي بصير، قال أبو عبدالّاه [الصادق](علیه‌السلام): لابدّ أن يكون قدّام القائم سنة یجوع فيها الناس، و يصيبهم خوف شديد من القتل و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات؛ فإنّ ذالك في كتاب الّاه لبيّن، ثمّ تلا هاذه الآية: «و لنبلونّكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات، و بشّر الصابرين»(۳۳).(۳۴) و أیضاً عن أبي بَصِير، عن أبي جعفر [الباقر](عليه‌السلام)، قال: يقوم القائم(عليه‌السلام) في وتر من السنين: تسع، واحدة، ثلاث، خمس. و قال: إذا اختلفت بنو أُميّة ذهب ملكهم، ثمّ يملك بنو العبّاس، فلايزالون في عنفوان من الملك و غضارة من العيش حتّى يختلفوا فيما بينهم، فإذا اختلفوا ذهب ملكهم، و اختلف أهل المشرق و أهل المغرب، نعم و أهل القبلة(۳۵)، و يلقى الناس جهداً(۳۶) شديداً ممّا يمرّ بهم من الخوف، فلايزالون بتلك الحال حتّي ينادي منادٍ من السماء، فإذا نادى فالنفر النفر، فو الّاه لكأني أنظر إليه بين الركن و المقام، يبايع الناس بأمر جديد و كتاب جديد و سلطان جديد من السماء. أما إنّه لايردّ له راية أبداً حتّى يموت.(۳۷) المراد من «بني العبّاس» في هاذا الحدیث هم بنو العبّاس الذین یتسلّطون علی المسلمين مرّتین: المرّة الأُولی هي التي فیها حکموا البلاد الإسلامیّة بعد سقوط الدولة الأَمویّة، و المرّة الثانیة هي التي فیها يحكمون قسماً من بلاد المشرق في آخر الزمان، و یهلکون قبیل قیام الإمام المهديّ(علیه‌السلام). و المقصود من «أهل المشرق و أهل المغرب» هنا هم أهل العالم غیر المسلمین، مثل الیهودیّین و المسیحیّین و الزرادشتیّین و أتباع سائر المذاهب. اعلم أنّه بعد استماع صیحة جبرائیل(علیه‌السلام) من السماء في شهر رمضان یظهر الإمام المهديّ(علیه‌السلام) في المدینة، ثمّ یذهب في شهر محرّم إلی مکّة و یقوم جنب الکعبة بین رکنها الشرقيّ الذي فیه الحجر الأسود و مَقام إبراهیم(علیه‌السلام) المقابل باب الکعبة، فیبایع معه أصحابه. فیجدر بالمؤمنین أن ینفروا بعد الصیحة و قبل القیام من المدینة و سائر البلاد إلی مکّة حتّی یلحقوا بإمامهم.