🔻الصفحة 6 من 9 حسب تحقیق المؤلّف أنّه حینما نقاس هاذه الروایة مع سائر الروایات المبیّنة لحوادث آخر الزمان نجد أنّه قد وقع الخلط و الاضطراب و التقدیم و التأخیر في نقل و استنساخ متنها، و الصواب هو أن تکون الروایة هاکذا: عن جابر، عن أبي جعفر [الباقر(علیه‌السلام)](۴۳)، قال: يطلع القرن ذو الشَّقاء(۴۴). فعند ذالك هلاك عبدالّاه، و يُخلَع المخلوع(۴۵)، و ينسب إلى أقوام في مدينة الزَّوْراء على جهل. فإذا ظهر السفيانيّ على الأبقع و على منصور(۴۶) و الكنديّ و الترك و الروم خرج و صار(۴۷) إلى العراق. فيظهر الأخوص(۴۸) على مدينة عنوةً، فيقتل بها مقتلة عظيمة، و يقتل ستّة أكبش(۴۹) من آل العبّاس، و يذبح فيها ذِبْحاً صبراً(۵۰)، ثمّ يخرج إلى الكوفة.(۵۱) «القرن ذو الشَّقاء»(۵۲) هو الکوکب المذنّب الذي یسمّی أيضاً «قرن الشیطان»، و یطلع من المشرق في شهر رمضان قبل قیام الإمام المهديّ(علیه‌السلام)، و يسبّب بلايا و مصیبات للناس. و إن کان یستفاد من بعض الأحادیث الإسلامیّة المبیّنة لحوادث آخر الزّمان أنّ عبدالّاه العبّاسيّ هو آخر الخلفاء الثلاثة من بني العبّاس بالمشرق في آخر الزمان، و هو نفس الخلیفة الضعیف الذي یخلع في آخر الأمر و یهلك، و لاکنّ الظاهر من روایة جابر الجُعْفِيّ هاذه أنّ «المخلوع» هو رجل من رؤساء بني العبّاس غیر «عبدالّاه». «الزَّوْراء» في الروایات الإسلامیّة المبیّنة لحوادث آخر الزمان تطلق علی مدینتین: طهران الحالیّة و هي الزوراء الجدیدة، و بغداد و هي الزوراء القدیمة، و المقصود منها هنا إحدی تلکما المدینتین. «الأبقع» (ذو اللون القمحيّ) هو الأَبْقَع الفِهْرِيّ أمیر الأُمراء بمصر في آخر الزمان، یقود القوّات القیسیّة و البربریّة و السود الأفارقة التابعین للأعرج الکنديّ من مصر إلی فلسطین و الأُردنّ و سوریا. «منصور» هو منصور القحطانيّ آخر من یحکم الیمن بالظلم في آخر الزمان، و یأتي بجنوده من صنعاء إلی الرملة في فلسطین، للدفاع عن إسرائیل، و یقاتل جيش الأبقع الفهريّ المصريّ حينما يهجمون علی بيت المقدس، ثمّ یهجم علی سوریا و یحارب جیش السفیانيّ فينهزم و يرجع إلی الیمن و يقتله المنصور الحسینيّ الیمانيّ. «الكنديّ» هو عبدالرحمان الأَعْرَج الکِنْدِيّ، زعیم قيس و البربر و السود الأفارقة بليبيا و حوالیها في آخر الزمان، يأتي بجيشه إلی مصر، و یبعثهم بقیادة الأبقع الفهريّ المصريّ للحرب إلی فلسطین و الأُردنّ و سوریا. و المراد من «الترك» في کثیر من الأحادیث الإسلامیّة المبیّنة لحوادث آخر الزمان هم أتراك ترکیا، و المقصود من «الروم» في کثیر من الروایات الإسلامیّة المبیّنة لحوادث آخر الزمان هم الأُروبيّون و طوائف من الأَمریکیّين الذین هم من أبناء الروم. «الأخْوَص» (غائر العین) هو عثمان السفيانيّ، زعیم الشامیّین و آخر الحکّام الأَمَویّین من نسل أبي سفیان في آخر الزمان. و جدیر بالذکر أنّه لایجوز في الشریعة الإسلامیّة القتل صبراً، أي مشدودة أو ممسکة الأیادي و الأرجل، حتّی إذا کان المقتول حیواناً أو انساناً مجرماً واجب القتل. ----------------------------------------------------------- ۴۳. ما بین المعقوفتین من إضافاتنا. ۴۴. یوجد هنا في النسخة المطبوعة المعتمدة علیها من الفتن «ذي الشفاء»، و في سائر النسخ المطبوعة من هاذا الکتاب «ذو الشفاء»، و ما أثبتناه في المتن هو الصواب. ۴۵. هاذا من باب المجاز بالمشارفة؛ أي یخلع الذي في شرف الخلع. ۴۶. یوجد هنا في جمیع النسخ المطبوعة التي عندنا من الفتن «المنصور»، و ما أثبتناه في المتن هو الصواب. ۴۷. صار إلی کذا: انتهی إلیه. ۴۸. یوجد هنا في النسخة المطبوعة المعتمدة علیها من الفتن «الأخوض»، و ما أثبتناه في المتن هو الصواب الموافق لما جاء في النسخة المطبوعة من هاذا الکتاب بالقاهرة. ۴۹. كَبْشُ القوم: رئيسهم و سيّدهم؛ المحكم و المحيط الأعظم، مدخل «کبش». ۵۰. علی ما یظهر أنّ «ذِبْحاً» هنا اسم لما یُذْبَح، أي یذبح الأخوص فیها مذبوحاً صبراً. قال في المغرب في ترتيب المعرب، مدخل «صبر»: يقال للرجل إذا شُدَّتْ يداه و رجلاه أو أمسكه رجل آخر حتّى يُضرَبَ عنقه قُتِلَ صَبْراً. ۵۱. الفتن، ص ۲۰۹، الجزء ۴، ح ۸۴۱، مع الحذف و التصرّف في الروایة. ۵۲. «القَرْن» هنا بمعنی الذؤابة، و «الشَّقاء» بمعنی الشدّة و العسر.