🔻الصفحة 8 من 9 «... فالرشيد أخبرني عن آبائه و عمّا وجد في «كتاب الدولة» و غيرها أنّ السابع من ولد العبّاس لاتقوم لبني العبّاس بعده قائمة(۶۱)، و لاتزال النعمة متعلّقة عليهم بحياته ... إذا فقدتم شخصي فاطلبوا لأنفسكم معقلاً، و هيهات(۶۲)، ما لكم إلّا السيف، يأتيكم الحسنيّ الثائر(۶۳) البائر(۶۴)، فيحصدكم حصداً، أو السفيانيّ المرغم، و القائم المهديّ لايحقن دمائكم إلّا بحقّها...»(۶۵)، و مع ذالك كلّه، استشهد الإمام الرضا(علیه‌السلام) بید المأمون(لعنه‌الّاه)، و استشهد أبوه الإمام موسی الکاظم(علیه‌السلام) بید أبیه هارون الرشید(لعنه‌الّاه)، للحقد و حسدهما علی آل أبي طالب(علیهم‌السلام)! و لعلّ المراد من غیر کتاب الدولة في کلام المأمون هو خبر ابن المنادي و حدیث الفضل الکاتب اللذان یأتیان فیما یلي. قال ابن المُنادِي: أخبرني أبو سليمان عبدالّاه ابن جَرِير الجُوالِقِيّ أنّه أخبره رجل من أهل الکتاب(۶۶) أنّ دانیال النبيّ(علیه‌السلام) ذکر في کتابه: ... يقع التدابر و الاختلاف بين الأُمراء من العجم ... يعزلون من أرادوا و يولّون من أرادوا مدّة غير طويلة ... إلى أن يتولّ أمر الناس رجل من ولد الملك السابع، ثمّ يتولّى بعد شهور يسيرة رجل من أهل بيت الملك الثالث يقال له السفيانيّ... .(۶۷) لایخفی علی من يتتبّع أخبار الفتن و الملاحم(۶۸) في آخر الزمان أنّ هاذه العبارات التي نقلها ابن المنادي بأسناده عن کتاب دانیال النبيّ(علیه‎السلام) هي في الواقع من الأحادیث الإسلامیّة، لاسیّما کلام رسول الّاه(صلّی‌الّاه‌علیه‌وآله)، و لاکن خلطت ببعض الأباطیل و نسبت إلی غیر قائلها، و قد نقلنا هنا ما هي الصحیحة منها و توافق سائر الأخبار. و اعلم أنّ «العَجَم» هو اسم لكلّ الشعوب غير العرب، و لاكن یکثر أن یستعمل العجم و یفهم بالقرینة أنّ المقصود منه هم الفرس أي الإيرانيّون، کما جاء في هاذا الخبر. المراد من «رجل من ولد الملك السابع» هو عبدالّاه العبّاسيّ آخر الملوك الثلاثة من بني العبّاس بالمشرق في آخر الزمان الذي یکون من نسل المأمون العبّاسيّ الخلیفة السابع من بني العبّاس بعد بني أُمیّة، و المقصود من «الملك الثالث» الذي یکون السفیانيّ من أهل بیته هو خالد ابن يزيد ابن معاوية ابن أبي سفيان، کما جاء في حدیث رواه الإمام الباقر(علیه‎السلام) عن الإمام عليّ(علیه‎السلام): «يخرج رجل من ولد خالد ابن يزيد ابن معاوية ابن أبي سفيان...»(۶۹). عن الفضل الکاتب، قال: کنت عند أبي عبدالّاه [الصادق](عليه‌السلام) ... قال: إنّ فلان ابن فلان حتّى بلغ السابع من ولد فلان، قلت: فما العلامة فيما بيننا و بينك جعلت فداك؟ قال: لاتبرح الأرض يا فضل حتّى يخرج السفيانيّ. فإذا خرج السفیانيّ فأجیبوا إلینا... .(۷۰) ---------- -------------------------------------------------- ۶۱. أي فئة ناهضة. ۶۲. أي لاتصل أیدکم إلی الملجأ. ۶۳. «الثائر» هنا بمعنی القائم. ۶۴. البائِر: المُجَرِّب؛ تهذيب اللغة. قال محمّدباقر المجلسيّ(رحمه‌الّاه) في بحار الأنوار، ج ۴۹، ص ۲۱۵، في تببین هاذه الکلمة: «البائر: الهالك؛ لأنّه يُقتَل، و يحتمل الباتر أي السيف القاطع»، و یقول المؤلّف أنّ الصواب في هاذا المقام هو المعنی الذي نقلناه عن تهذیب اللغة؛ لأنّ المراد من «الحسنيّ الثائر» هو الحسنيّ الجیلانيّ الذي یقوم بالدیلم و یَغلِب علی أعدائه و لایُغلَب حتّی یرد الکوفة و النجف و یبایع الإمام المهديّ(علیه‌السلام)، و لاتوجد روایة تشیر إلی قتله، و قال الإمام عليّ(علیه‌السلام) فيه: «قام منّا قائم بجیلان»؛ منتخب کفایة المهتدي، ص ۴، ح ۳، نسخة مخطوطة مصوّرة، و أمّا الحسنيّ الهالك هو الذي یخرج من تلقاء نفسه قبیل قیام الإمام المهديّ(علیه‌السلام) بمکّة فیُقتَل، کما روي عن أبي عبدالّاه [الصادق](علیه‌السلام): «إذا ... تحرّك الحسنيّ ... فيبتدر الحسنيّ إلى الخروج، فيثب عليه أهل مكّة فيقتلونه و يبعثون برأسه إلى الشاميّ»؛ الکافي، ج ۱۵، ص ۶-۵۱۵، ك الروضة، ح ۲۸۶. ۶۵. الطرائف، ص ۲۸۰، الجزء ۱. ۶۶. أهل الکتاب هم أتباع أحد الأدیان التي کان لأنبیائها کتاب سماويّ؛ مثل الیهودیّین و المسیحیّین و الزرادشتیّین، و المراد من «رجل من أهل الکتاب» هنا هو إنسان یهوديّ أو مسیحيّ. ۶۷. الملاحم، ابن المُنادي، ص ۸-۷۶، ب ۶، ح ۲۱. ۶۸. «المَلاحِم» هو جمع المَلْحَمَة: الحرب ذات القتل الشديد؛ تهذیب اللغة. ۶۹. الفتن، ص ۱۹۳، الجزء ۴، ح ۷۹۲. ۷۰. الکافي، ج ۱۵، ص ۴-۶۲۳، ك الروضة، ح ۴۱۲.