💥 الجزء الأول من المحاضرة التي ألقيت لجامعة ذي قار، كلية العلوم الإسلامية، قسم علوم القرآن تحت عنوان: " الثابت والمتغير عند العلامة الطباطبائي" مع شيء من التعديل وذكر بعض المستندات. 👇👇👇👇👇 بسم الله الرحمن الرحيم بادئ ذي بدء ، أود أن أشكر جامعة ذي قار ورئيسها المحترم وكلية علوم الإسلامية وعميدها المكرم والعلماء والأستاذة الحاضرين في هذا اللقاء. اقدم البحث ضمن نقاط:    1️⃣ الأفكار التي يجب قبولها قبل الدخول في المناقشة: للبحث عن الثابت والمتغير ثلاثة افتراضات يجب أن نصدقها قبل الدخول في هذا البحث.  إذا لم نقبل هذه الافتراضات ، فلا معنى للدخول في مناقشة هذا الموضوع.  فيجب على من يشك في هذه الافتراضات أن يناقش ويدرسها قبل الدخول في مثل هذا البحث. وهي ما يلي: 🔺️ أولا: فكرة "بقاء وثبات الدين": والافتراض المسبق للدخول في مناقشة الثابت والمتغير هو اصل ثبات وبقاء الدين.  فثبات الدين هي الفكرة التي يجب أن نكون قد قبلناها مسبقًا حتى يكون من المنطقي الدخول في مناقشة الثابت والمتغير، أما إذا شككنا  في أصل بقاء وثبات الدين، فماذا يعني التركيز على الشريعة التي يعتمد كيانها على اصل الدين لمعرفة ما هي ثوابته أو متغيراته؟ 🔺️ ثانيا: فكرة "ديمومة الشريعة": بالإضافة إلى الإعتقاد بثبات وبقاء الدين ، يجب علينا،  قبل الدخول في مناقشة الثابت والمتغير، أن نؤمن بديمومة الشريعة أيضًا،  إذا كان هناك من يعتقد أن الشريعة مرتبطة في الأساس بالماضي وليس لها أي اعتبار الآن ، فلا يبقى له مجال للدخول في مناقشة الثابت والمتغير في الشريعة. لذلك علينا قبول ديمومة الشريعة وبقاء كيانها، حتى نتمكن من الفحص عن ثوابتها ومتغيراتها، والتعامل المنهجي معها. 🔺️ ثالثا: فكرة تضمين الثابت والمتغير في الشريعة نفسها: هذه الفكرة تقول: إن الثابت والمتغير هما أمران تم تضمينهما في الشريعة من قبل الشارع نفسه، وليسا أمرين نفكر فيهما ثم نبتكرهما من جانب أنفسنا فنفرضهما على الشريعة.    ما نصنعه ونفرضه على الشريعة ليس هو الشريعة ولا من الشريعة. بل في مسالة الثابت والمتغير، نريد أن نفهم ما هي الأدوات والآليات التي تتحرك الشريعة بها وتتقدم الى الأمام عبر الزمن؟  فإذا صنعنا اطروحة للشريعة ونقول للشريعة تحرك وفقا لهذه الاطروحة حتى تستمر، فهذا هو فكرنا وليس هو الشريعة.   وبناءً على ذلك، فإن أي شخص ينظّر في موضوع الثابت والمتغير، يسعى في الواقع إلى معرفة أن أي منطقة تم تعريفها في الشريعة من قبل الشارع نفسه كمنطقة ثابتة؟  وأي منطقة تم تعريفها من قبله كمنطقة متغيرة؟  بمعنى آخر ، كيف نظم الشارع نظام شريعته من حيث الثابت والمتغير؟ فلذا تعدّ نظرية الثوابت والمتغيرات محاولة استكشافية، وبالطبع، إنها مهمة صعبة ومعقدة. 2️⃣ البحث النظري في الثابت والمتغير شيء ، وبناء الفقه على التنظير حول الثابت والمتغير شيء آخر ، ومثله أمر صعب ، وما زلنا نحن في بداية الطريق وفي مرحلة التنظير؛ أي لم ندخل بعد في المرحلة الثانية ، وهي مرحلة تأسيس الفقه على أساس نظرية الثابت والمتغير. آراء الشخصيات مثل العلامة الطباطبائي والإمام الخميني والشهيد الصدر حول الثابت والمتغير لم يتم ترتيبها وتفعيلها بعد في منهجية الاستنباط الا قليلا. 3️⃣ موقف العلامة تجاه الافتراض القائل بتشكل الشريعة من الثوابت   يرى العلامة الطباطبائي أنه لو كانت للشريعة فقط ثوابت، ليعني ذلك أنها لا تتوافق مع طبيعة الحياة البشرية المتغيرة، يقول: هل يريد الإسلام أن يبقى المجتمع البشري على حالةٍ ثابتة على مرّ الزمان وأن يغلق أبواب التقدم في وجه الحضارة كلياً ، وان يختم الحظر على النشاط البشري المتزايد كلياً ، وهل يريد بذلك ان يكافح الطبيعة السائلة والنظام الطبيعي الذي لا تخرج عنه البشرية؟! والعلامه يعبر عن هذا الموقف النافي للرأي القائل بأن الشريعة تتكون فقط من ثوابت بطرح سؤال آخر، یقول:   "إذا وضع الإسلام سلسلة من المعتقدات والأخلاق والمقررات الثابتة وغير القابلة للتغيير وفرضها على المجتمع البشري ، فكيف وبأي صفة يعتبرها قابلة للتكيف مع احتياجات العصور البشرية المختلفة؟"  4️⃣ معيار العلامة لتحديد وتشخيص الثابت والمتغير: بعد أن نفى العلامة أن كانت  الشريعة متشكلة من الثوابت فقط، قدم المعيار الذي يمكن من خلاله تحديد كل من منطقتي الثابت والمتغير للشريعة، ومعياره متكون من عدة عناصر: 🔺️العنصر الاول: انبناء الدين على الفطرة يقول: "ان الدين مبنى على الفطرة والخلقة" 🔺️العنصر الثاني: العلاقة بين الدين والطبيعة هي علاقة الإجمال والتفصيل، يقول: "قال تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون يريد أنهم لا يعلمون ذلك علما تفصيليا وإن علمته فطرتهم إجمالا". 🔺️العنصر الثالث: الشريعة ملتقى الدين والفطرة؛ الشريعة، هي نقطة التقى فيها الدي