(الفائدة السادسة) ترويح النفس و إيناسها بالمجالسة و النظر و الملاعبة، و في ذلك راحة للقلب، و تقوية له على العبادة، فإنّ النفس ملول، و هي عن الحق نفور، لأنه على خلاف طبعها، فإذا كلفت المداومة بالإكراه على ما يخالفها حجت و ماتت.
قال أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّ للقلوب إقبالا و إدبارا، فإذا أقبلت فاحملوها، على النوافل و إذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض [2] [3] فإنّ القلب إذا أكره عمى [4].
و إذا روّحت باللّذات في بعض الأوقات قويت و نشطت، و في الاستيناس بالنساء من الاستراحة ما يزيل الكرب و يروح القلب، قال تعالى «وَ جَعَلَ مِنْهٰا زَوْجَهٰا لِيَسْكُنَ إِلَيْهٰا» [3].
و قال صلّى اللّه عليه و آله: ما تلذّد الناس في الدنيا و لا في الجنة بشيء أشهى عندهم من النساء، لا طعام و لا شراب [6].
و عنه عليه السّلام: ثلاثة للمؤمن فيها راحة، دار واسعة توارى عورته و سوء حاله من الناس، و امرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا، و ابنة تخرجها إما بموت أو تزوج.
و عن علي عليه السّلام روّحوا القلوب فإنها إذا كرهت عميت
و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله: و على العاقل أن لا يكون ظاعنا إلّا في ثلاث، تزوّد لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذّة في غير محرّم [2].
و عنه عليه السّلام: و على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات، و ساعة يناجي ربّه فيها، و ساعة يحاسب فيها نفسه، و ساعة يخلوا فيها لمطعمه و مشربه، و هذه عون على تلك الساعتين [3].
و قال عليه السّلام: لكلّ عامل شرة و لكلّ شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى [4].
و الشرة بالشين المعجمة و الراء المهملة المشدّدة، و الجدّ و المكايدة بجدة و قوة، و ذلك في ابتداء الإرادة، و الفترة الوقوف للاستراحة.
و قال عليه السّلام: حبّب إليّ من دنياكم هذه، الثلاث، الطيب و النساء و قرة عيني في الصلاة [5].
و قال بعض العلماء: و ذلك لترويح القلب، و يعرف ذلك من جرّب إتعاب نفسه في الأفكار و الأذكار، و صنوف الأعمال.
و لعمري في الشهوة حكمة سوى ما يبعث عليه من الفوائد التي عدّدناها، و هو ما في قضائها من اللّذة التي لا يوازيها لذة لو دامت، فهي مشبهة على اللذات الموعودة في
المهذب البارع في شرح المختصر النافع نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 3 صفحه : 172