💢 رجال
💠 ابراهیم بن علی
الشيخ قال في كتاب الرجال: «إبراهيم بن عليّ الكوفيّ، راوٍ مصنّف زاهد عالم، قطن بسمرقند، وكان نصر بن أحمد صاحب خراسان يكرمه، ومن بعده الملوك»[1]، وقلنا: آل سامان كانوا من أُمراء ماوراء النهر، لكن أخذوا خراسان في ما بعد. المهمّ أنّه كان محلّ احترام الأمير، وبعده للأُمراء. يبدو أنّ إبراهيم بن عليّ الكوفيّ شخصيّة بارزة اجتماعيّة، ولم يكن مغموراً. يوصف بالعلم والزهد، فلم يكن في زاوية البيت. وعادتاً مثله لا يستطيع أن يكذب. وكيفما كان كون رجل بهذه المنزلة يوصف بأنّه عادل وكذا يكفي لقبول روايته. «راوٍ ومصنّف للكتب و...» يكون من الشواهد كافياً لقبول خبره.
ذكره الشيخ من أصحاب العسكريّ، وليس ببعيد، وطبقته يساعد أنّه في طبقة أُستاذ العيّاشيّ. يحتمل اتّحاده مع بعض من كان في كتب أهل السنّة. يصفه الشيخ بعنوان «الكوفي»، وفي «قاموس الرجل» بيان الفرق بين «كوفيّ» و«الكوفيّ»، فالأوّل يعني بالفعل ساكن بها، والثاني يحتمل كليهما.
رأيت في كلام بعض المعاصرين (السيّد الجلاليّ) نقلاً عن آخر (المرحوم آقاعزيز الطباطبائيّ) أنّ المرحوم السيّد الخونساريّ الذي معروف بالرجال كان كتابه موجوداً عند صاحب «القاموس»، ففرّق فوائده الرجالية في كتابه، وعندما نلاحظ «قاموس الرجال» فبعض فوائده جميل جدّاً، وهذه الفائدة أيضاً أحتمله من فوائد السيّد الخونساريّ. الكتاب ليس على منوال واحد، لكن إنصافاً أنا أتصوّر أنّ وجود نكات فنّيّة في «القاموس» لا ينكر، ولكن لا نستطيع أن نقول: هذه ممّا استفاد من «الفوائد الرجاليّة» للسيّد الخونساريّ؛ فإنّه في غاية الزهد، وهذا (أي: التذكّر بأنّي أخذت منه) أقلّ شيء في هذا المضمار.
وهذا الفرق إنصافاً لا يمكن أن يقبل. نعم، يوجد شيء في كتب أهل السنّة بالخصوص إلى المدينة، يقال: «مدينيّ» إذا كان بها ولم يخرج، فإذا خرج يقال له: «مدنيّ». نعم، هنا شيء آخر ولعلّه أراد هذا: بالنسبة إلى الأشخاص والبلاد يختلف. مثلاً الكوفيّ في البغداد أي: يسكن بباب الكوفة. فمثلاً لحريز الصواب أن يقال: السجستانيّ، لا: سجستانيّ. فإنّ تجارته كان إليها، ولم يكن منها.[2] كما أنّ «الزراريّ» يقال لأولاد أخيه. الآن مثلاً عدّة اشتهروا بـ«التميميّ» وليسوا من التميم، بل كان جدّهم «تميم الداريّ» مثلاً. فإذا لم يكن من أهل الكوفة عادتاً يقال له: «الكوفيّ»، لا: كوفيّ.
فالفرق الذي أبداه في غاية الصعوبة. نعم، ليس من البعيد أن يكون في الحرف والمشاغل هكذا، فـ«التمّار» من كان بائع التمر، ولم يكن الآن هكذا. هذه طريقتنا في المناقشة، والآن في الغرب مثلاً يناقشون بالاستقراء ولغته الآن هكذا. فما قاله الشيخ في «القاموس» أظنّه أنّه ليس من عنده.
فإبراهيم بن عليّ الكوفيّ «راوٍ»، وقلنا كراراً: إنّ كلمة «راوٍ» المراد به من يروي كتب الأصحاب؛ مثل «طبعة...» في هذا الزمان، ولذا كان يذكر ظهر الكتب، ولذا اشتبه بعضهم في نسبة الكتاب. لكن إذا قلنا: «إنّه يتّحد مع أحد من أصحاب العسكريّ» فـ«الراوي» أي: يروي عن الإمام ع. سمع من الإمام بالسامرّاء، ثمّ سمع من عبد العظيم بالريّ، ثم راح إلى سمرقند فسكن بها.
ثمّ قال: «مصنّف» أي: مضافاً على روايته للكتب، صنّف بنفسه. لا ندري بالفعل صدر شيء من تصانيفه أم لا، وإذا كان مصنّفاً فعلى النجاشيّ أن يذكره. «راوٍ» ما شأن النجاشيّ، لكن «مصنّف» كان شأنه. والسمرقند أبعد منطقة كان يتصوّر للشيعة، وجلّ هذا التراث وصل من طريق ابن العيّاشيّ إلى بغداد. «جعفر بن محمّد عن أبيه» أي: ابن العيّاشيّ عن أبيه. الظاهر أنّ الشيخ أخذ هذه المعلومات من الكشّيّ أو كان عند العيّاشيّ لأنه أُستاذه، لكن يعتقد أنّ في كتابه أغلاطاً كثيرة.
[1] الأبواب (رجال الطوسيّ): 407/ 5921.
[2] حريز بن عبد الله السجستانيّ أبو محمّد الأزديّ من أهل الكوفة، أكثر السفر والتجارة إلى سجستان فعرف بها. [فهرست أسماء مصنّفي الشيعة (رجال النجاشيّ): 144/ 375]
#ابراهیم_بن_علی
📚درس خارج فقه، كتاب الحج،(چهارشنبه): 18/4/1399
🔸
فهرست اسامی
🏠
@ostadmadadi