مجموعه آثار ابوعبدالرحمن السلمی، حقائق التفسير، ج1، ص: 42 «فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى‏ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ». قال جعفر [بن محمد الصادق عليه السلام] : قيل لموسى عليه السلام كيف عرفت ان النداء هو نداء الحق؟ فقال: لأنه افناني و شملني و كأنّ كل شعرة مني كانت مخاطبا بنداء من جميع الجهات و كأنها تعبر من نفسها بجواب. فلما شملتني أنوار الهيبة و أحاطت بي أنوار العزة و الجبروت علمت اني مخاطب من جهة الحق. و لما كان أول الخطاب «اني» ثم بعده «انا» علمت انه ليس لاحد ان يخبر عن نفسه باللفظتين جميعا متتابعا الا الحق. فادهشت و هو كان محل الفناء. فقلت انت انت الذي لم تزل و لا تزال ليس لموسى معك مقام و لا له جرأة الكلام الا ان تبقيه ببقائك و تنعته بنعتك فتكون انت المخاطِب و المخاطَب جميعا. فقال [الله] : لا يحمل خطابي غيري و لا يجيبني سواي و انا المتكلم و انا المكلّم و انت في الوسط شبح يقع بك محل الخطاب.