صالحی - ارتباط کاربران
🌷 ترجمه خطبه عربی رهبر انقلاب در نماز جمعه امروز تهران. ۱۴۰۳/۷/۱۳ | بخش اول ✏️بسم الله الرّحمن الرّ
. 🌷 متن عربی خطبه دوم رهبر انقلاب در نماز جمعه امروز. ۱۴۰۳/۷/۱۳ | مصلای تهران بسم الله الرّحمن الرّحیم و الحمد لله ربّ العالمین احمده و استعینه و استغفره و اتوکّل علیه و اصلّی و اسلّم على حبیبه الرّسول الاعظم سیّدنا محمّدٍ المصطفى و آله الطّاهرین سیّما علیٍّ امیرالمؤمنین و حبیبته الزّهراء المرضیّة و الحسن و الحسین سیّدی شباب اهل الجنّة و علیّ‌بن‌الحسین زین‌العابدین و محمّدبن‌علیّ الباقر و جعفربن‌محمّدٍ الصّادق و موسى‌بن‌جعفرٍ الکاظم و علیّ‌بن‌موسى الرّضا و محمّد‌بن‌علیٍّ الجواد و علیّ‌بن‌محمّدٍ الهادی و الحسن‌بن‌علیّ الزّکیّ العسکریّ و الحجّة‌بن‌الحسن القائم المهدیّ صلوات الله علیهم اجمعین و اسلّم على صحبه المنتجبین و من تبعهم باحسان الى یوم الدّین و على حماة المستضعفین و ولاة المؤمنین. ارتأیتُ أن یکونَ تَکریمُ أخی وعزیزی ومَبعَثُ افتِخاری والشّخصیّةُ المحبوبةُ فی العالمِ الإسلامی، واللسانُ البلیغُ لشعوبِ المنطقة، ودُرّةُ لُبنانَ السّاطِعَةُ، سَماحَةُ السیّد حَسن نصرالله، رضوان الله تعالى علیه، فی صلاةِ جُمعةِ طَهران، وسأتطرّقُ أیضًا لبعضِ النّقاط. هذا الخطابُ موجّهٌ للأمّةِ الإسلامیّةِ جَمعاء، إلّا أنّهُ موجّهٌ بشکلٍ خَاصٍّ إلى الشّعبَینِ العَزیزَین اللُبنانیّ والفلسطینی. نحنُ جمیعًا مصابونَ ومَکلومونَ بِشهادة السیّدِ العزیز، إنّهُ لفِقدانٌ کبیر، ولقد أفجعَنا بکلِّ معنى الکلمة. غیرَ أنَّ عزاءَنا لا یَعنی الاکتئابَ والیأسَ والاضطراب، بل هو من سِنخ عزائِنا على سیّدِ الشهداءِ الحسین بن علیّ علیه السلام؛ یبعثُ الحیاة، ویُلهمُ الدّروس، ویوقدُ العزائم، ویضخّ الآمال. لقد غادرَنا السیّد حسن نصرالله بجسده، لکنَّ شخصیّتَهُ الحقیقیّةَ؛ رُوحَهُ، ونَهجَهُ، وصوتَهُ الصّادحَ، سَتبقى حاضرةً فینا أبدًا. لقد کان الرایةَ الرفیعةَ للمقاومةَ فی وجه الشیاطین الجائرینَ والناهبین، وکان اللسانَ البلیغَ للمظلومینَ والمدافعَ الشّجاعَ عنهم، کما کانَ للمناضلینَ على طریقِ الحقّ سندًا ومشجّعًا، لقَد تخطّى نطاقُ شعبیّته وتأثیرُهُ حدودَ لبنانَ وإیرانَ والبلدانَ العربیّة، وستُعزّزُ شهادَتُه الآن مدى هذا التأثیر. إنّ أهمّ رسائلِهِ قولًا وعملًا، فی حیاتِهِ الدنیویّة، لکم یا شعبَ لبنانَ الوفیّ، کانت ألّا یساورَکُم یأسٌ واضطرابٌ بغیابِ شخصیّاتٍ بارزَةٍ مثلِ الإمام موسى الصدر والسیّد عبّاس الموسوی، وألّا یصیبَکُم تردیدٌ فی مسیرةِ نضالِکُم. ضاعِفوا مَساعیَکُم وقُدُراتِکُم، وعزّزوا تَلاحُمَکُم، وقاوموا العدوَّ المُعتَدی وأفشِلوهُ بتَرسیخِ إیمانِکُم وتوکّلِکُم. أعزّائی، یا شعبَ لبنانَ الوفی، یا شبابَ حزبِ الله وحرکة أمل المُفعَمَ بالحماسَة! یا أبنائی، هذا أیضًا طلبُ سیّدنا الشهید الیوم من شعبه و جبهة المقاومة و الأمّة الإسلامیّة جَمعاء. العدوّ الخبیثُ الجبانُ، إذ عجزَ عن توجیه ضربة مؤثّرة للبنیة المتماسکة لحزب الله أو حماس أو الجهاد الإسلامی وغیرها من الحرکات المجاهدة فی سبیل الله، عَمَدَ إلى التظاهر بالنّصرِ من خلال الاغتیالات والتدمیر والقصف وقتل المدنیّینَ وحرق قلوبهم. لکن ما هی النتیجة؟ ما نجمَ عن هذا السلوک هو تراکمُ الغضب وتصاعدُ دوافعِ المقاومةِ، وظهورُ المزیدِ من الرجالِ والقادةِ والمضحّین، و تضییقُ الخناق على الذئب الدّموی، وبالتالی، إزالةُ الکیان الملطّخ بالعارِ من ساحةِ الوجود، إن شاء الله. أیّها الأعزّة، القلوبُ المفجوعةُ تستلهمُ السکینةَ بذکر الله وطلب النّصرة منه. الدّمارُ سیُعوَّض، وصَبرُکم وثباتُکم سیُثمر عزّةً وکرامةً. لقد کانَ السیّدُ العزیزُ طوالَ ثلاثینَ عامًا على رأسِ کِفاح شاقّ، وارتقى بحزب الله خطوةً بخطوة: «کَزَرعٍ اَخرَجَ شَطاَهُ فَآَزَرَهُ فَاستَغلَظَ فَاستَوىٰ عَلىٰ سوقِهِ یُعجِبُ الزُّرّاعَ لِیَغیظَ بِهِمُ الکُفّارَ وَعَدَ اللَهُ الَّذینَ آمَنوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنهُم مَغفِرَةً وَ اَجرًا عَظیمًا» (فتح، ۲۹). بتدبیرِ السیّد نما حزب الله مرحلةً بمرحلة، بصبرٍ و بنحو منطقیّ وطبیعی، و أبرزَ آثارَهُ الوجودیّةَ أمامَ أعدائهِ فی المراحلِ المختلفةِ عَبرَ دَحرِ العدوِّ الصَّهیونی «تُؤتی اُکُلَها کُلَّ حینٍ بِاِذنِ رَبِّها» (ابراهیم، ۲۵). حزب الله هو حقًّا «شجرةٌ طیّبة»، حزب الله وقائدُهُ الشهیدُ البطلُ هو عصارةُ فضائلِ لبنانَ فی تاریخِهِ وهُویَّتِه. نحن الإیرانیّون قَد عرفنا منذُ زمنٍ بعیدٍ لبنانَ وفَضائِلَه، فقد أغدقَ عُلماءُ لبنانیّونَ من فیض علمهم على إیران فی العَهدین السّربِداری والصّفوِیّ خلال القرنِ الثامنِ والعاشرِ والحادی عَشرَ للهجرة، ومِنهُم محمّدُ بنِ مکّیٍّ العاملیُّ الشهید، وعلیُّ بنُ عَبدِالعَالِ الکَرکی، وزینُ الدینِ العامِلِیُّ الشهید، والحسینُ بنُ عبدِالصّمَدِ العَامِلِی، وابنُه بَهاءُ الدّینِ المَعروفُ بالشَّیخِ البَهائِیّ وغَیرُهُم مِن رِجالِ الدّینِ والعِلم.