۲ (نشر بدون لینک کانال جایز نیست) فی الغارات عَنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ الْأَزْدِيِّ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُعَيْنٍ الْأَزْدِيِّ قَالَ: كَانَ الْخِرِّيتُ بْنُ رَاشِدٍ قَدْ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ ع صِفِّينَ فَجَاءَ إِلَى عَلِيٍّ ع فِي ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ يَمْشِي بَيْنَهُمْ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيٍّ ع فَقَالَ لَهُ: وَ اللَّهِ لَا أُطِيعُ أَمْرَكَ وَ لَا أُصَلِّي خَلْفَكَ وَ إِنِّي غَداً لَمُفَارِقٌ لَكَ قَالَ: وَ ذَاكَ بَعْدَ وَقْعَةِ صِفِّينَ وَ بَعْدَ تَحْكِيمِ الْحَكَمَيْنِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِذًا تَنْقُضُ عَهْدَكَ وَ تَعْصِي رَبَّكَ وَ لَا تُضِرُّ إِلَّا نَفْسَكَ أَخْبِرْنِي لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟» قَالَ: لِأَنَّكَ حَكَّمْتَ فِي الْكِتَابِ وَ ضَعُفْتَ عَنِ الْحَقِّ إِذْ جَدَّ الْجِدُّ وَ رَكَنْتَ إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَنَا عَلَيْكَ رَادٌّ وَ عَلَيْهِمْ نَاقِمٌ وَ لِكُلٍّ جَمِيعاً مُبَايِنٌ . فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع: «وَيْحَكَ هَلُمَّ إِلَيَّ أُدَارِسْكَ وَ أُنَاظِرْكَ فِي السُّنَنِ وَ أُفَاتِحْكَ أُمُوراً مِنَ الْحَقِّ أَنَا أَعْلَمُ بِهَا مِنْكَ فَلَعَلَّكَ تَعْرِفُ مَا أَنْتَ لَهُ الْآنَ مُنْكِرٌ وَ تَسْتَبْصِرُ مَا أَنْتَ بِهِ الْآنَ عَنْهُ عَمٍ وَ بِهِ جَاهِلٌ فَقَالَ الْخِرِّيتُ: فَإِنِّي عَائِدٌ عَلَيْكَ غَداً فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع «اغْدُ وَ لَا يَسْتَهْوِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ وَ لَا يَتَقَحَّمَنَّ بِكَ رَأْيُ السَّوْءِ وَ لَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الْجُهَلَاءُ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ فَوَ اللَّهِ لَئِنِ اسْتَرْشَدْتَنِي وَ اسْتَنْصَحْتَنِي وَ قَبِلْتَ مِنِّي لَأَهْدِيَنَّكَ سَبِيلَ الرَّشَادِ» فَخَرَجَ الْخِرِّيتُ مِنْ عِنْدِهِ مُنْصَرِفاً إِلَى أَهْلِهِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَعِينٍ فَعَجِلْتُ فِي أَثَرِهِ مُسْرِعاً وَ كَانَ لِي مِنْ بَنِي عَمِّهِ صَدِيقٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَى ابْنَ عَمِّهِ فِي ذَلِكَ فَأُعْلِمَهُ بِمَا كَانَ مِنْ قَوْلِهِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ وَ آمُرَ ابْنَ عَمِّهِ ذَلِكَ أَنْ يَشْتَدَّ بِلِسَانِهِ عَلَيْهِ وَ أَنْ يَأْمُرَهُ بِطَاعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مُنَاصَحَتِهِ وَ يُخْبِرَهُ أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا وَ آجِلِ الْآخِرَةِ. ....... فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ سَاعَةً وَ أَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ قَوْلِهِ لِي عَلَى خَلْوَةٍ فَأَطَلْتُ الْجُلُوسَ فَلَمْ يَزْدَدِ النَّاسُ إِلَّا كَثْرَةً فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَجَلَسْتُ وَرَاءَهُ فَأَصْغَى إِلَيَّ بِرَأْسِهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ الْخِرِّيتِ وَ مَا قُلْتُ لِابْنِ عَمِّهِ وَ مَا رَدَّ عَلَيَّ فَقَالَ ع: «دَعْهُ فَإِنْ قَبِلَ الْحَقَّ وَ رَجَعَ عَرَفْنَا ذَلِكَ لَهُ وَ قَبِلْنَاهُ مِنْهُ وَ إِنْ أَبَى طَلَبْنَاهُ» فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَلِمَ لَمْ تَأْخُذْهُ الْآنَ فَتَسْتَوْثِقَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: «إِنَّا لَوْ فَعَلْنَا هَذَا لِكُلِّ مَنْ نَتَّهِمُهُ مِنَ النَّاسِ مَلَأْنَا السُّجُونَ مِنْهُمْ وَ لَا أَرَانِي يَسَعُنِي الْوُثُوبُ عَلَى النَّاسِ وَ الْحَبْسُ لَهُمْ وَ عُقُوبَتُهُمْ حَتَّى يُظْهِرُوا لَنَا الْخِلَافَ». قَالَ: فَسَكَتُّ عَنْهُ وَ تَنَحَّيْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ أَصْحَابِي ثُمَّ مَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ مَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ لِي عَلِيٌّ ع: «ادْنُ مِنِّي» فَدَنَوْتُ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ لِي مُسِرّاً: «اذْهَبْ إِلَى مَنْزِلِ الرَّجُلِ فَأَعْلِمْ لِي مَا فَعَلَ فَإِنَّهُ قَلَّ يَوْمٌ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينِي فِيهِ إِلَّا قَبْلَ هَذِهِ السَّاعَةِ» قَالَ: فَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ فَإِذَا لَيْسَ فِي مَنْزِلِهِ مِنْهُمْ دَيَّارٌ فَدُرْتُ عَلَى أَبْوَابِ دُورٍ أُخْرَى كَانَ فِيهَا طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْ أَصْحَابِهِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهَا دَاعٍ وَ لَا مُجِيبٌ فَأَقْبَلْتُ إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ لِي حِينَ رَآنِي: «أَ أَمِنُوا فَقَطَنُوا أَمْ جَبُنُوا فَظَعَنُوا؟» قُلْتُ: لَا بَلْ ظَعَنُوا قَالَ: «أَبْعَدَهُمُ اللَّهُ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ قَدْ أُشْرِعَتْ لَهُمُ الْأَسِنَّةُ وَ صُبَّتْ عَلَى هَامِهِمُ السُّيُوفُ لَقَدْ نَدِمُوا إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدِ اسْتَهْوَاهُمْ فَأَضَلَّهُمْ وَ هُوَ غَداً مُتَبَرِّئٌ مِنْهُمْ وَ مُخَلٍّ عَنْهُمْ». @salmanraoofi