أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ [هُمُ الْمُؤْمِنُونَ] الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ [وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ]» الْآيَةَ. أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فَقَالَ «لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ». أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ «الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَرْتَابُوا». أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ «بِسَلامٍ آمِنِينَ» وَ «تَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ» بِالتَّسْلِيمِ يَقُولُونَ: «سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ». أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ الَّذِينَ [قَالَ لَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ] «يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ».
أَلَا إِنَّ أَعْدَاءَهُمُ الَّذِينَ «يَصْلَوْنَ سَعِيراً». أَلَا إِنَّ أَعْدَاءَهُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ لِجَهَنَّمَ «شَهِيقاً وَ هِيَ تَفُورُ» وَ يَرَوْنَ لَهَا «زَفِيراً». [أَلَا إِنَّ أَعْدَاءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ] «كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها».
أَلَا إِنَّ أَعْدَاءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ: «كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها: أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ؟ قالُوا: بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ. فَكَذَّبْنا وَ قُلْنا: ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ. [وَ قالُوا: لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا في أَصْحابِ السَّعيرِ. فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ] فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعير.» أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَهُمُ «الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ.»
مَعَاشِرَ النَّاسِ شَتَّانَ مَا بَيْنَ السَّعِيرِ وَ الْأَجْرِ الْكَبِيرِ [=الْجَنَّةِ] عَدُوُّنَا مَنْ ذَمَّهُ اللَّهُ وَ لَعَنَهُ وَ وَلِيُّنَا مَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَدَحَهُ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ أَلَا إِنِّي النَّذِيرُ وَ عَلِيٌّ الْبَشِيرُ؛ مَعَاشِرَ النَّاسِ أَلَا وَ إِنِّي مُنْذِرٌ وَ عَلِيٌ هادٍ؛ [مَعَاشِرَ النَّاسِ] أَلَا إِنِّي النَّبِيُّ وَ عَلِيٌّ الْوَصِيُّ؛ [مَعَاشِرَ النَّاسِ] أَلَا إِنِّي الرَّسُولُ وَ عَلِيٌّ الْإِمَامُ [وَ الْأَئِمَّةُ مِنْهُ وَ مِنْ وُلْدِهِ؛ أَلَا وَ إِنِّي وَالِدُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِهِ]؛ أَلَا إِنَّ خَاتَمَ الْأَئِمَّةِ مِنَّا الْقَائِمُ الْمَهْدِيُّ؛ أَلَا إِنَّهُ الظَّاهِرُ عَلَى الدِّينِ؛ أَلَا إِنَّهُ الْمُنْتَقِمُ مِنَ الظَّالِمِينَ؛ أَلَا إِنَّهُ فَاتِحٌ الْحُصُونِ وَ هَادِمُهَا، أَلَا إِنَّهُ قَاتِلُ كُلِّ قَبِيلَةٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ [وَ هَادِمُهَا]؛ أَلَا إِنَّهُ الْمُدْرِك لِكُلِّ ثَارَ لِأَوْلِيَاءِ اللَّهِ؛ أَلَا إِنَّهُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ؛ أَلَا إِنَّهُ الْغَرَّافُ فی [= الْمُجْتَازُ مِنْ/ الْمِصْبَاحُ مِنَ] بَحْرٍ عَمِيقٍ؛ أَلَا إِنَّهُ يَسِمُ [= الْمُجَازِي / الْوَاسِمُ] كُلَّ ذِي فَضْلِ بِفَضْلِهِ وَ كُلَّ ذِي جَهْلٍ بِجَهْلِهِ؛ أَلَا إِنَّهُ خِيَرَةُ اللَّهِ وَ مُخْتَارُهُ؛ أَلَا إِنَّهُ وَارِثُ كُلِّ عِلْمٍ وَ الْمُحِيطُ بِهِ [= بِكُلِّ فَهْمٍ]؛ أَلَا إِنَّهُ الْمُخْبِرُ عَنْ رَبِّهِ وَ الْمُنَبِّهُ بِأَمْرِ إِيمَانِهِ؛ أَلَا إِنَّهُ الرَّشِيدُ السَّدِيدُ؛ أَلَا إِنَّهُ الْمُفَوَّضُ إِلَيْهِ؛ أَلَا إِنَّهُ قَدْ بَشَّرَ بِهِ مَنْ سَلَفَ مِنَ الْقُرُونِ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ أَلَا إِنَّهُ الْبَاقِي حُجَّةً وَ لَا حُجَّةَ بَعْدَهُ وَ لَا حَقَّ إِلَّا مَعَهُ وَ لَا نُورَ إِلَّا عِنْدَهُ؛ أَلَا إِنَّهُ لَا غَالِبَ لَهُ وَ لَا مَنْصُورَ عَلَيْهِ؛ أَلَا وَ إِنَّهُ وَلِيُّ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حَكَمُهُ فِي خَلْقِهِ وَ أَمِينُهُ فِي سِرِّهِ وَ عَلَانِيَتِهِ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدْ بَيَّنْتُ لَكُمْ وَ أَفْهَمْتُكُمْ [فَهَّمْتُكُمْ] وَ هَذَا عَلِيٌّ يُفْهِمُكُمْ بَعْدِي أَلَا وَ إِنِّي عِنْدَ انْقِضَاءِ خُطْبَتِي أَدْعُوكُمْ إِلَى مُصَافَقَتِي عَلَى بَيْعَتِهِ وَ الْإِقْرَارِ بِهِ ثُمَّ مُصَافَقَتِهِ بَعْدِي. أَلَا وَ إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ اللَّهَ وَ عَلِيٌّ قَدْ بَايَعَنِي وَ أَنَا آخِذُكُمْ بِالْبَيْعَةِ لَهُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ «[إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ] فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً». ...
@yekaye